هذه الزوجة يغازلها زوجها امام الملايين

هذه الزوجة يغازلها زوجها امام الملايين

وحسين السيد يغازلها ويعاتبها – عادة – بصوت عبد الوهاب!
إذا تخاصمت معه – كما يتخاصم اي زوجين – قال لها احبك، وانت فاكرني، واحبك وانت ناسيني!
واذا تمادت في الخصام قال لها: افتكرني افتكرني! واذا حاول ان يعاتبها قال لها تراعيني قراط اراعيك قراطين..!


واذا سحبها الى الاماكن التي كانا يترددان عليها ايام الخطبة قال لها من اذ ايه كنا هنا! واذا قالت له بتفكر في انه يا حسين.. قال لها انت انت ولا انتش داري! وقبل ان يراها حسين السيد قال لها حبيبي ياللي خيالي فيك!

ترمومتر الحياة الزوجية!
وأغاني حسين السيد تعتبر مقياسا دقيقا للحب في منزل الزوجية! فاذا كان هناك انسجام.. خرج عبد الوهاب على الناس باغنية رقيقة كلها غرام! واذا كان هناك خصام، لان حسين السيد داعب معجبيه في التليفون مثلا اكثر مما يجب.. فان عبد الوهاب في هذه الحالة يخرج على الناس باغنية تستعطف وتسترحم وتطلب غفران الحبيب!
بلاش فلسفة!
والحبيب في جميع الاحوال هي السيدة نعيمة عبد.. زوجة حسين السيد أولا.. ووكيلة معهد المعلمات الخاص بالنيل نائباً!
وتقول السيدة نعيمة انها لا تعرف على وجه التحديد ما اذا كانت هي مصدر آلام زوجها ام لا.. لان حسين السيد نفسه هو الاولى بهذا السؤال.. وان كانت تقول – بعد ذلك – ان زوجها يهمس اليها بمعنى الاغنية في غير نظم.. ثم يكتبها بعد ذلك.. ويعرضها عليها لتبدي رأيها فيها.. وتستطرد السيدة نعيمة قائلة انها تقول رأيها بصراحة بعد ان يعرض عليها الاغنية.. واحيانا يعجبه رأيها.. واحياناً يقول لها بلاش فلسفة.. حضرتك ملمة بس!..

الصبر والإيمان
ورأي السيدة نعيمة في اغاني حسين السيد رأي يسره كثيرا ولكنها تصف هذا الرأي انه احيانا يحمّل الاغنية معاني فوق طاقتها لفتت نظره الى ذلك عند نظم الاغنية وتظل تقنعه حتى تشترك معه في تعديلها لتخرج الى الدنيا بالصورة التي يسمعها بها الناس.. وقد تركت السيدة نعيمة جميع الاغاني التي يغازلها فيها زوجها وآثرت أغنية"الصبر والإيمان"كأحسن أغنية مفضلة عندها!
مواصفات زوجة الفنان
وتؤكد السيدة نعيمة ان ليس كل امرأة تصلح زوجة لفنان.. فزوجة الفنان يجب ان تتوافر فيها مواصفات خاصة..
يجب ان تكون واسعة الافق.. لا تغار في حماقة.. ولا تتصرف في رعونة.. وانما تكون على جانب كبير من الاتزان وحس الفهم والتقدير ومرونة الاعصاب! فالفنان دائما له معجبون ومعجبات.. وهؤلاء المعجبون والمعجبات لا يمكنه ان يعاملهم بجفاف وخشونة حتى يرضي زوجته.. ولو انه عامل معجباته كما تريد الزوجة لأفلس من حب الجماهير له.. لذا يجب ان تكون الزوجة رحبة الصدر.. عليها ان تضع اعصابها في الفريجيدير وهي تستمع الى زوجها يتحدث في التليفون الى معجبة تطلبه.. وتعترف السيدة نعيمة انها اثارت – في اول الامر – اكثر من مشكلة بسبب المعجبات.. ثم عقدت اتفاقا بينها وبينه بفض جميع المشكلات الناشئة عن هؤلاء المعجبات..
حسين السيد حرّ!
وتقول المتهمة التي تتغزل فيها بحسين السيد بصوت عبد الوهاب ان زوجها رجل شهم! وانه انسان حساس جداً.. وان حساسيته توفر لها كل سبل الراحة..وهي تحاول دائما ان تعامله بالمثل! فاذا خرج فلا تسأله الى اين هو ذاهب.. واذا عاد فلا تسأله اين كان.. انه حر في ان يقول لها او لا يقول.. اما اذا سألته فربما يضطر الى الكذب وهي لا ترضى بالكذب ابداً! وهي ترى ان الزوج يجب ان يكون حراً طليقاً ما دام يرعى بيته ولا يهمل زوجته!
خذيني بعيوبي!
ويقول حسين السيد عن قصة حبه الملهمة: لقد وضعت لها اغنية الحبيب المجهول قبل ان اراها ثم رأيتها ومعها اخواتي لانها كانت وسيلة لهن.. واحسست فعلا انها الحبيب الذي كان مجهولا!.. وفي مرة زارتنا في المنزل.. فانفردت بها بعد ان"وزعت"شقيقاتي جميعاً..
ودار بيني وبينها حوار عجيب..
قلت لها: هل تقبلينني زوجاً؟ قالت: ارجو ان توجه هذا السؤال إلى ولي الأمر!
قلت: انا لن اتزوج ولي الامر.. سوف اتزوجك انت! اريد نعم او لا من حيث الموضوع.. ومن حيث الاجراءات والشكل.. سوف اتحدث مع ولي الامر!
قالت: نعم ولا!
قلت: لا أفهم.
قالت: اخشى ان اقول نعم وتكون انت غير جاد.. واخشى ان اقول لا فربما تكون جاداً!
قلت لها ان العرض جدّي..
فقالت: نعم..
وسردت لها كل عيوبي.. قلت لها انني لست مستقيما بالمعنى الوارد في قواميس اللغة.. وانني حاد الطبع وعصبي المزاج وأثور لأتفه الاسباب وان لي معجبات كثيرات.. وانني لست ملاكاً.. فلا تطلبي مني ان اتصرف معك تصرفات الملائكة!
وقالت لي: انها تعلم بكل هذه العيوب؟ وانها واحدة من معجباتي الكثيرات! وان المعجبات الكثيرات لهن ان يتفضلن بزيارته في منزلها المستقبلي اذا كان العرض من الاعجاب هو حب الفن وحده!
وان جرس التليفون اذا دق فسوف ترفع السماعة ثم تتركها له اذا كان المتحدث رجلا.. وترد هي اذا كان المتحدث.. معجبة! فتجيبها وتكرمها وتشعرها – من باب العلم – انها"هنا"!
ملهمتي!
وفي اليوم التالي عقدت عليها!.. ومضت نعيمة تلهمني المعاني.. كل اغنية تنطلق من مشاعري ليس لي فيها إلا فضل صياغتها! كل انشودة يتغنى بها الناس هي صائغتها! ان الناس لا يعرفون إنني أغني لها.. وأتغنى بها!
هكذا تولد الأغنية!
وتستمع الزوجة الى هذه الكلمات وهي تبتسم وتقول! من سوء الحظ انني لا اعرف كيف أنظم الأغاني.. وإلا كنت رددت لك التحية منذ زمن بعيد!
وتسكت الزوجة التي يغازلها زوجها بصوت عبد الوهاب فترة قبل ان تقول: ليس لي إلا هذه الاغنية التي أقولها كل يوم: أحبك!
وصرخ حسين السيد وقفز من فوق الارض وهو يصيح: هذه أغنية جديدة.. هذا مطلع بديع:"كل يوم يا حبيبي أحبك!".
هل رأيتم كيف تولد أغاني حسين السيد؟!

الجــــيل/ أيلول- 1955