اسرار حياتي بقلم عبدالحليم حافظ

اسرار حياتي بقلم عبدالحليم حافظ

كنت طفلا صغيراً في بنطلون قصير كاكي اللون.. البنطلون واسع جدا، والشهر أكتوبر والزقازيق تتمتع ببرودة مبكرة.
وهذا هو اليوم الأول في الملجأ ذهبت إليه بناء على أوامر عم محمود حنفي.. مدرس الموسيقى في مدرستي الابتدائية.
الذي حدث في ذلك الصباح إنني جريت وراء طفل آخر.

جريت وراء هذا الطفل لأنه خطف مني"صباع العسلية"الذي اشتريته بمليم واحد أعطته لي"علية". وانا خارج من بيت خالي إلى المدرسة، في أول يوم حاولت ان اضرب الطفل.. لكن لاحظ ذلك"حضرة الضابط"وحضرة الضابط هذا، عسكري على المعاش ادخله أقاربه إلى الملجأ ليشرف على"اليتامى"أو"أبناء الفقراء"وكانت له كلمة خالدة لا أنساها أبدا:"الضرب في أولاد الـ... ده له ثواب كبير عند الله".
وظل هذا الضابط يترصدني طوال النهار ويتابعني، كنت احس بالخوف التام منه، خوف ظل يصاحبني طول العمر من اللون الكاكي، أقول ان كل واحد لبس الكاكي كنت أقول له"يابيه. وكلمة بيه.. هذه ليست للاحترام ولكن لأنه يستطيع ان يضرب ويتابع ويؤلم.
تابعني حضرة"الضابط"طول النهار حتى على طاولة الطعام في الملجأ.. كنت آكل بخوف طعام الملجأ حتى لا أعود إلى المنزل – بيت خالي – وانا جائع، كنت انكسف من ان يسألني احد.."أكلت ولا جمان". لعل هذا الخجل لم ينته مني إلا بعد ان كبرت.. لكني في كل الأوقات كنت احس بالشبع والحموضة، وعندما انبسط كثيرا مع أي أسرة واشعر بالجوع فانا لا اطلب اكثر من لقمة ناشفة وحتة جبنة بيضاء.
ولا احد يستطيع ان يميز لون او شكل او طعم اكل الملجأ.. يكفي ان أقول ان الأرز كان لونه بنيا او اسود قليلا.. رأيت حضرة الضابط على باب الملجأ.. وكان الولد الذي خطف مني اصبع الحلاوة العسلية على الباب أيضا.. كان هذا الولد بلا كرامة.. انه يعمل بعد الظهر منذ حضرة الضابط في محل بقالة يمتلكه اخ للضابط.. وتحرش بي الولد. وخفت منه، لكني كنت اعرف الخوف من كل شيء.. في هذه اللحظة ضربت الولد، ضربته بكل القوة الموجودة في جسدي، وألقيته أرضا.. هنا شدني حضرة الضابط من قميصي الواسع.. وصفعني على وجهي بسرعة غريبة فطرحت رأسي من يده اليمنى إلى يده اليسرى، وركلني في قصبة ساقي ببوز حذائه، وقلت"آي".. ولم ابك.
اختنقت، أمسكت بقصبة رجلي وحجلت على الأرض مسافة لا اعرف مداها.. حتى التقطت عيوني صورة ريال فضة"السلطان حسين كامل"قطعة معدنية مستديرة التقطتها من الأرض. لم افرح بها، وكان اختناقي فوق الحدود من إهانة حضرة الضابط لي.
وكان هذا هو اكبر مبلغ التقيت به في طفولتي.. أظن عام 1927.
ماذا افعل بالريال؟ انه يمكن ان يشتري كل شيء، هكذا تخيلت، حاولت ان أعطيه لأختي"رفضت"وتحايلت عليها كثيرا..
وأخيرا قررت ان تزيد مصروف يدي من مليم إلى مليمين، وكانت هذه"علاوة"كبيرة، ارتبطت في رأسي منذ ذلك الوقت النقود بالألم، بضربة الساق، وبحضرة الضابط الذي كان العسكري وكان يضرب أولاد الفقراء واليتامى.. و"اولاد الحرام"لأن الضرب فيهم ثواب كبير! ولو خيروني بين ان أكون مطربا او أي مهنة اخرى كنت اختار لنفسي مسؤولية إنسان يوجه التعليم، يجعل كل الأبناء يتعلمون وكلهم لا يضربون، أنا اكره جدا منظر جسد طفل صغير بين براثن رجل ضخم يضربه، لم اقرأ كثيرا في التربية الحديثة ولكني لا أؤمن بضرب الحيوانات فكيف أؤمن بضرب الطفل!
أكره تماما الحساب!
عندما كنت اطلب شراء كراسة للمدرسة بالملجأ.. أو كتابا أو أي شيء.. كنت احس أنني احمل هما كبيراً.. البيت بيت خالي.. وأختي تجلس في نفس البيت وليس لنا أي مورد مالي، وإسماعيل شقيقي موظف في معامل وزارة الصحة وهاو للغناء، وشكل الفلوس جميل طبعا.. لكن نحن لا نعرفه بالدقة، واي طلب معناه أننا نثقل على الناس الذين نحن ضيوف عندهم وكنت اكره تماما وضع الضيف هذا.
ولا أريد ان أبالغ عندما أقول إنني لم اطلب من احد أي نقود وانا طفل، وكنت انتظر زيارة أخي إسماعيل لنا وكانت معه دائما عدة ريالات فضية يناولها لأختي"علية"، وكانت هي تتصرف بمنتهى الذوق، تعطيني أولا قرشا لأركب عجلة، وكانت اسعد اللحظات في الحياة هي لحظة ركوب العجل.
وتعلمت ركوب العجل بسرعة لا لشيء إلا لأني أجيد النظر إلى الأمام، رأسي مرفوعة دائما، وعيوني تعودت ألا تنظر إلى فوق، كنت افكر في كل شيء فوقي أو اعلى مني، لكني كنت انظر أمامي، وأن من ينظر أمامه هو إنسان يستطيع ان يحقق هدفه، وعندما كنت انظر إلى أختي"علية"، كانت تفهم تماما ماذا أريد، كراسة، قلما، سن ريشة، دوابة حبر.
وكانت دوابة الحبر بالنسبة لي تمثل الفزع الأكبر، فمدرس الحساب رجل قاسٍ، وكان سن الريشة ينقط بالحبر غصبا عني على الكراسة وتكون النتيجة مشكلتين في معظم أيام الأسبوع:"ان انظر إلى"علية"حتى تعطيني ثمن كراسة جديدة، وان اجلس لأكتب حلا لمسائل الحساب كلها، وكنت اكره الحساب تماما، مالي أنا بتاجر كسب محله خمسة جنيهات واشترى بضائع بجنيهين فماذا تبقى له؟.. مسافة صعبة جداً.. لان الذي يتبقى لمثل هذا المتاجر ثلاثة جنيهات وانا ومرتب أخي وأختي نصرف مثلهم كل شهر، نعم كنت أكره الحساب والعربي أيضا والعلوم والإنجليزي.. ولم يكن معنى هذا اني تلميذ خايب، لكن كيف يمكن لإنسان ان يفكر ليل نهار في ان تكون له أم وان يعرف صورة أبيه.. كيف يمكن لإنسان ان يفكر في مكسب تاجر و"سرحان الذي يجر الأوزة"ودودة القز في حصة الأشياء وإعراب المفعول به في حصة العربي، ثم الخروج إلى اللعب بعد ذلك وخلع الملابس في عز الشتاء لنلعب ألعابا رياضية، ويقف الشاويش الذي نقول له يا حضرة الضابط ونجري حول سور الملجأ.. ثم يوقفنا.. كان هذا الرجل قاسيا جداً.. ولا يمكن ان انسى انه لاحظ ثقبا صغيراً في فانلتي الداخلية فمزقها بواسطة العصا.. وبكت أختي"علية"وهي ترى إهانة هذا الرجل لي عندما عدت إلى المنزل.
ولكن كان لا بد ان انجح.
وكنت عندما أسير في الطريق من مدرسة الملجأ إلى بيت خالي.. كنت أفاجأ في معظم الأوقات بوجود نقود في الأرض، قرش، نصف فرنك.
وكان هذا هو سندي عندما كنت اشتري لنفسي الحلوى، وكنت اختار اليتيم مثلي لأعطيه جزءاً من الحلوى، وكنت في نفس الوقت أنال مكافأة شبه سنوية على العزف في غرفة موسيقى الملجأ وفريق التمثيل.
وكان أسوأ ما في هذه الحفلات هو المعاملة الشرسة جدا من المشرفين على الملجأ أثناء التحضير للحفل.. وكان هذا الحفل يحضره ناس ملابسهم نظيفة وأسوأ ما فيهم انهم كانوا يختارون بعض الموجودين في الملجأ ممن لا اهل لهم للعمل كخدم!
لعل هذا هو السر في اني لم أشخط يوما ما في خادم عندي.
ولعل هذا هو السر في إنني اقرأ القرآن كثيرا لأشكر السماء لان لي خالا ولي اختا ولي اخاً.. لي اسرة، لكن ينقصها الاب والام!
ماذا كان يحدث لو انسحقت كل كرامتي في لحظة اختيار غبية.
كنت احس ان هؤلاء الزوار يتفرجون على سيرك للفقراء.. ولهذا فانا كنت افرح بالحفلات التي اغني فيها لناس فقراء.
كان الملجأ بالفعل"سيركا"لتدريب وحوش صغيرة لا اهل لها.
وكنت احس بضرورة الجري من مدينة الزقازيق الى اي مكان، لذلك كنت اسهر على مسائل الحساب وحفظ سرحان الذي يجر الاوزة من الغيط إلى البيت، واعرب"المفعول به"في العربي، وأتحمل"رذالة"مدرس الألعاب او حضرة الضابط.. وكنت انزعج ايضا من لحظة دخول دورة المياه.. فقد كنت بدأت ألاحظ ان البول يعقبه بضع قطرات من الدم. وهذا معناه ان هناك إبرا ستدخل جسدي، هي ابر البلهارسيا، وكنت اخاف هذه الابر جداً، وكثيراً ما خرجت من التواليت وانا أكاد ابكي لأني لن اكذب على"علية"وسأقول لها إنني لاحظت وجود دم في البول وأختي علية ان تكذب على"إسماعيل"وبالتالي سيصحبني إسماعيل للمعامل الطبية وستنغرس ابر البلهارسيا في جسدي واهرب في احدى المرات وأتناسى ميعاد الإبر.
وأخاف جدا من ميوعة النفس التي تسببها هذه الإبر، كنت اتقيأ من الطفولة لو دخلت الإبرة الى جسدي، لم اكن اعلم انه سيأتي يوم اعطى فيه لنفسي الابر بنفسي، وكانت الابرة هي العذاب الكبير، لكن كان يعرضني عنها هذا القرش الابيض المثقوب الذي آخذه من"علية"واركب دراجة.
ولد مش على بعضه
القرش الأبيض لا ينفع في اليوم الأسود هذا ما اقوله الآن.. وكثيراً ما رفضت قروشا لأنها كانت تعتبر ضد أشياء احبها.
قروش الأصحاب في بركة الفيل هي أول قروش رفضتها.. فبعد ان حصلت على الابتدائية من الزقازيق.. أحسست انه لا بد من ان اترك هذه المدينة كلها.
حالة خصام قامت بيني وبين هذه المدينة الصغيرة، لم يكن معي نقود حتى اذهب إلى السينما.. وكنت احس ان"علية"ايضا ليس معها نقود.. لم تكن كبقية من في عمرنا.. نحن يتامى لا أب لنا ولا ام لنا.. ومعنى ذلك ان المعاملة لنا تجعلنا غاية في الحساسية.. كنت ارفض ان آخذ مصروف يدي من خالي.. لأني لا اعرف ما هو بالضبط دور خالي في حياتي.. انه مسؤول عني ولكنه ليس أبي وليس أمي.. كنت اعتذر وكنت اعرف ان الطعام بنقود.. ولذلك كنت اكره كلمة"شبعان ولا عايز تاكل"؟
وكنت احس ان الملابس بنقود لذلك اكره ان يقول لي احد"سنشتري لك ملابس جديدة"ان هذا كله يعني ان هناك من سيصرف علي.. وانا لا احب ان يقوم احد بذلك الدور لكن من أين اصرف على نفسي؟!
وعندما عرضت على إسماعيل ان أعيش معه في القاهرة كنت أريد ان أقوم بدور ما في الصرف على نفسي.. زملائي الذين اخذوا الابتدائية بعضهم مارس عملا وظيفيا ساعيا، بقالا، كاتب محكمة، تاجراً، وأنا لم افكر في العمل بالابتدائية.
إنني احس إنني يجب ان اعمل شيئا آخر.
تعلمت الموسيقى في الملجأ.. لكن ليست أيضا هي الموسيقى.. وعندما كنت امشي كنت اخجل.. يقولون ان مشيتي ليست طبيعية إنها مشية"ولد مش على بعضه"اعتقد ان ذلك سببه هو إنني كنت املك حلما في ان أكون شيئاً.. كان هناك زحام من الأحلام حولي.. وعندما جئت إلى القاهرة قررت ان أساعد إسماعيل في تنظيف المنزل وغسل الملابس وكنس الحجرة لأحس ان لقمتي من عرق جبيني وليست من جيب احد.
وكنت امشي من بركة الفيل حتى معهد الموسيقى في مشية هي نصف الجري ونصف الهدوء.. أتأمل كل شيء حولي واجري في نفس الوقت وكنت احب سيدة في حوش البيت الذي نسكن فيه.. كانت تقول لي ما يطمئنني"عليك هالة القبول".."مقبول عند الله"،"غني صوتك حلو"وكنت في نفس الوقت أخاف من الحسد"على أيه اتحسد؟ مش عارف"لكن"علية"كانت تقول لي حاسب على نفسك من الحسد.
وعندما حاول زملائي ان يقتسموا معي نقودهم من اجل ان ندخل سينما كنت ارفض وكنت احس بمنتهى البساطة بانهم يملكون مصادر للنقود وانا وإسماعيل لا نملك إلا مرتبه الذي لا يزيد على أربعة جنيهات بجانب جنيهين مكافأة الدراسة الخاصة في معهد الموسيقى المتوسط وبدأ هو يغني وبدأ صوته في الراديو..
وكنت أنا اكبر.. اكبر.. في مرة رأيت نفسي بشعر طويل جدا.. وقررت ان احلقه كله.. لا لشيء إلا لأني لا أريد ان اكلف نفسي ان اصرف ثلاثة قروش هي اجر الحلاق..
إلى هذا الحد كانت حساسيتي من النقود.
إلى ان تخرجت من المعهد المتوسط وأكملت دراستي بالمعهد العالي للموسيقى.
وبدأت في تسلم وظيفة مدرس في وزارة التربية.. مدرس صغير السن جدا وكانت الفرحة بأول مرتب فوق الحدود.
أول مرتّب
أخذت هذا المرتب وجريت إلى الزقازيق أعطيته لعلية وتركت لها حرية التصرف. اتصلت بعم محمد الترزي لأفصل بدلة.. واشتريت حذاء جديدا وشرابا جديداً وملابس داخلية جديدة.. أحسست ان هذه البدلة هي اغلى مافي الحياة.. وكان ذلك كله بالتقسيط.. وذهبت أنا و"علية"إلى السينما.. وكان الفيلم لمحمد عبد الوهاب رأيت عبد الوهاب لثاني مرة.. كانت المرة الأولى في حفل في الزقازيق، الآن اضحك على عبد الوهاب فقد ظهر أنيقا في دور"صبي"صغير في احد المحلات.. إنسان أنيق جدا ويعمل في مهنة صبي.. وأحسست بالسعادة الحقيقية لأني املك النقود التي أتحكم فيها من مرتبي.. وكانت أول مرة أوجه فيها عزومة لكمال الطويل.. الوحيد الذي كنت اقبل عزومته لي بكل حب.. كنت احس إنني أنا وهو اخوات..
سندوتش الفول الذي كنت آكله ويعزمني عليه كمال هو افضل من أي ديك رومي وكنت اسعد جدا عندما اكل مع كمال الطويل.. انه كنز في حياتي.. يلعب مع موهبته كما قلت من قبل لعبة"الاستغماية"في الصباح يقول انه سيرسم.. ويشتري أدوات الرسم ويبدأ في الرسم.. في الظهر يقول انه سيؤلف قصصاً.. ويضع نفسه في بيته ليعود بورق مزقه على أساس انه قصة كتبها ومزقها، وكانت هي المرة الأولى التي اعزمه فيها.. لا اريد ان اقول كم ضحك كمال وضحكت انا.. ونحن نقول"بقى معانا فلوس بتاعتنا"..
قرار فصلي من العمل:
ولكن عذاب فلوس الحكومة كان كبيرا كان مطلوبا مني ان أسافر من القاهرة إلى طنطا ومن طنطا إلى الزقازيق.. وانا اسهر للصبح.. احب الليل وكمال الطويل والموجي.. والطالبات اللاتي ادرس لهن الموسيقى ليس لهن علاقة بالموسيقى واكاد اقول ان اسلوب تدريسي الموسيقى في المدارس هو سد خانة وهو لحساب المتعهد الذي تشتري منه وزارة المعارف أدوات الموسيقى وقلت ذلك للسفير احمد نجيب هاشم والذي كان مسؤولا عن إبلاغي قرار الفصل من وزارة المعارف.
في نفس اليوم كنت خائفاً.. لكني كنت اعرف انه لا مستقبل لي في مهنة التدريس.
مشيت من وزارة المعارف ومعي قرار الفصل إلى مكتب كمال في الإذاعة، وقال لي:"ولا يهمك"عندي لك وظيفة بستين جنيه في الشهر.. عازف في فرقة موسيقى الإذاعة.
كنت قد اصبحت خريجا في قسم الآلات"العازف على الابوا".. وكانت فرصة لاستئجار شقة في المنيل.. وكانت فرصة ان تأتي اختي علية معي.. وكانت فرصة لان يتلم شمل الاسرة في البيت.. بيت واحد.. وينقودي انا.. بتعبي انا.
وكانت فرصة ان اقف وراء عبد الغني السيد وكارم محمود وهدى سلطان وأم كلثوم وشهرزاد.. هؤلاء هم المطربون والمطربات ووقفت أيضا وراء عبد الوهاب وكانت الصداقة أيامها قد بدأت مع مجدي العمروسي.. انه انسان تشعر انك ولدت انت وهو في يوم واحد، وإنني عندما رأيته قلت له انت فيه مش صاحبي من زمان..
وبدأت اغني بتحريض من كمال الطويل والموجي ومجدي العمروسي.
وفجأة قال مجدي العمروسي ونحن في صيف 1951"ليه ما تزورشي عبد الوهاب وتسمعه صوتك"وقلت"ليه لا".. كانت ليلتنا الأولى في الاسكندرية، بعد ان فشلنا هذا الفشل الشهير في إرضاء الجمهور.. وكانت هي أول مرة في حياتي اقترض نقوداً.. فبعد ان طالبني المتعهد"صديق"بأن اغني أغاني محمد عبد الوهاب قلت"لا".
وقال لي"شكوكو"يا ابني علشان تقبض جنيه في اليوم.. وتتضح.. غني اغاني عبد الوهاب والرزق حاييجي". وكنت ارفض هذا المنطق.
صباح الخير /
نيسان- 1977