رواية قديمة ارتفعت مبيعاتها بصورة مفاجئة..سنكلير لويس توقع مجيء رئيس مثل ترامب قبل 80 عاماً

رواية قديمة ارتفعت مبيعاتها بصورة مفاجئة..سنكلير لويس توقع مجيء رئيس مثل ترامب قبل 80 عاماً

عبد الإله مجيد
يقبل الأميركيون على شراء رواية قديمة ارتفعت مبيعاتها بصورة مفاجئة في عدد من متاجر بيع الكتب، والرواية هي"لا يمكن أن يحدث هنا"It Can’t Happen Here التي نشرها الكاتب سنكلير لويس قبل نحو 80 عاماً، وسبب الشعبية الجديدة للرواية هو أن بعض منتقدي الرئيس المنتخب دونالد ترامب يقولون إن ظروف انتخاب القطب العقاري رئيساً للولايات المتحدة تشبه على نحو لافت الظروف التي تصورها رواية سنكلير حين نشرها عام 1935.

وكان لويس وقتذاك الكاتب الأميركي الوحيد الحائز على جائزة نوبل للآداب.
وكتب لويس روايته حين صعد شعبويان مختلفان الى السلطة هما هوي لونغ عضو مجلس الشيوخ عن ولاية لوزيانا في الولايات المتحدة، وادولف هتلر في ألمانيا النازية. وتتخيل الرواية شبه الساخرة عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ هو بيرزيليوس"باز"ويندريب الذي يتوجه الى الأميركيين المحافظين لضمان الفوز بترشيح الحزب ضد فرانكلين ديلانو روزفلت، ثم يفوز ويندريب في الانتخابات الرئاسية عام 1936 بهجومه على المهاجرين والفقراء والإعلام الليبرالي، وأُخرجت نسخة مسرحية من الرواية في عام 1936.
ونشرت مجلة تايم مراجعة للكتاب في عام 1936 قالت فيها إن من المرجّح أن يقتنع قرّاء الرواية الذين يشعرون أن أي شيء يمكن أن يحدث في الولايات المتحدة بأنه لا يمكن أن يحدث بالطريقة التي يصورها سنكلير لويس في روايته.
ولخّصت المجلة حبكة الرواية ابتداءً من اهتمام المحرر في صحيفة محلية دورماس جيسوب بصعود عضو مجلس الشيوخ بيرليوس ويندريب المعروف بلقب"باز"، وهو سياسي ماكر حكم في ولايته بلا منازع، شق طرقاً وبادر الى توسيع قوى الأمن في الولاية الى أن أصبحت جيشه الخاص. وحين نال دعم السياسي بيشوب برانغ الذي كان الملايين يسمعون خطاباته الإذاعية، ساعده ذلك في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة في عام 1936. وهنا أدرك المحرر دورماس جيسوب أن تاريخاً من النوع الخبيث سيُصنع عما قريب في الولايات المتحدة.
وردّ فرانكلي روزفلت بتعبئة الحزب الجمهوري. ورشح الجمهوريون اونست وولت تراوبريدج الذي كان متفوهاً لكن لم يقدم للناخبين وعوداً مغرية في حين أن"باز"ويندريب كان يهذر كالمجنون يساعده في هذره الخبير في الدعاية والترويج لي ساراسون. واتسعت شعبية ويندريب بإلقاء خطاباته في أماكن مثل مناجم استخراج النحاس وأساطيل الصيد والملاعب الرياضية. وكان اتباعه ينشدون أغنية الحملة الانتخابية التي يدعون فيها الى مطاردة"الحمر"وضربهم وتوجيه الاتهامات الى ناخبي المرشح الآخر. وكان برنامجه القائم على تقاسم الثروة طناناً بقدر ما كان عديم المعنى. كان يدَّعي أنه رجل شعبي بسيط من عامة الناس. وكان يحكي نكاتاً سمجة. ثم انتُخب.
عن ايلاف