المبعوثة الأممية إلى العراق: مجهولون يطلقون النار  على المتظاهرين وعمليات الاعتقال والخطف مستمرة

المبعوثة الأممية إلى العراق: مجهولون يطلقون النار على المتظاهرين وعمليات الاعتقال والخطف مستمرة

 متابعة الاحتجاج
أكدت مبعوثة الأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، امس الثلاثاء، أن مجهولين يطلقون النار على المتظاهرين، مشيرةً إلى أن عمليات الاعتقال والخطف والتهديد مستمرة ضد المحتجين.
وقالت بلاسخارت في إفادتها بشأن العراق أمام مجلس الأمن إن "إطلاق النار الحي وعمليات الاعتقال والخطف والتهديد والتهريب لا تزال مستمرةً في العراق".

وأضافت أن "هناك مجهولين يطلقون النار على المحتجين"، موضحةً أن "المظاهرات أودت بحياة 400 شخص وإصابة 19 ألفاً آخرين".
وشددت بلاسخارت على أن "الشباب العراقي يقود الاحتجاجات بعيداً عن المصالح الحزبية"، موضحةً أنه "لا يمكن تبرير أعمال قتل المتظاهرين السلميين".
وأشارت إلى أن المرجع الديني علي السيستاني "عبر عن قلقه من عدم جدية القادة الحاليين في تحقيق إصلاحات"، لافتةً إلى أنه "على الساسة العراقيين تقديم حلول مناسبة للأزمة في البلاد، فالعراق لديه إمكانات كبيرة وليس قضية خاسرة". واضافت بلاسخارت، ان “الجهات السياسية في العراق لاتكشف عن اصولها المالية”، مؤكدة ان “هناك وعود بمكافحة الفساد ولكن لا يوجد فعل مناسب”. واشارت الى ان “اغلبية المتظاهرين سلميون بشكل واضح”، مشددة على “ضرورة احترام المتظاهرين السلميين”، كما أكدت، أن "اغلاق وسائل اعلام والانترنت يوحي بأن السلطات العراقية تريد ان تخفي شيئاً".
وطالبت بلاسخارت، الجهات السياسية بوضع حلول جدية، مؤكدة ان “السيستاني اكد عدم جدية السياسيين في الاصلاح، وقد أعرب عن قلقه وهو محق”، وخاطبت بلاسخارت رئيس مجلس الامن الدولي، محذرة من ان مسار الديمقراطية في العراق في خطر وعمليات الاعتقال والاختطاف مستمرة، وانه حان الوقت للتحرك.
وقالت ممثلة الأمم المتحدة في العراق أيضاً، إن “الوضع الحالي في العراق يحمل تراكمات وهناك شعور شديد بالإحباط”، لافتة الى أن "الشباب العراقي يقود الاحتجاجات بعيداً عن المصالح الحزبية والسلطات استخدمت القوة المفرطة". وفي كلمتها اكدت ان "الاحتجاجات، مدفوعة في البداية من قبل الشباب على وجه الخصوص. التعبير عن شعورهم بالإحباط بسبب ضعف التوقعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. إعطاء صوت لآمالهم كبيرة بأوقات أفضل. بعيدا عن الفساد والمصالح الحزبية. بعيدا عن التدخل الأجنبي." ، واضافت "خرج مئات الآلاف من العراقيين – من جميع مناحي الحياة – إلى الشوارع، بدافع حب وطنهم، مؤكدين على هويتهم العراقية. كل ما يطلبونه هو بلد يحقق إمكاناته الكاملة لصالح جميع العراقيين. ومع ذلك، فهم يدفعون ثمنًا لا يمكن تخيله حتى يتم سماع أصواتهم. وبينما نحتفل بالقتلى وندفع احتراماتنا، تظل مُثُلهم ومطالبهم حية أكثر من أي وقت مضى".
وقالت بلاسخارت انها زارت مستشفى في بغداد والتقت بصبي يبلغ من العمر 16 عامًا، وأصيب بجروح بالغة من الشظايا. قالت والدته: "عدم وجود أي احتمال يجعل المراهقين لدينا يائسين. يجعلهم يفكرون ويتصرفون على الأقل أكبر مرتين في السن".
ابنها يبلغ من العمر 16 عامًا فقط. لكن 16 عامًا هو وقت طويل جدًا إذا كان المرء ينتظر القادة السياسيين للوفاء بوعودهم.
واشارت ممثلة الامين العام للامم المتحدة في بغداد الى الواقع القاسي من خلال استخدام النيران الحية لم يتم التخلي عنه، وأن الأجهزة غير الفتاكة – مثل قنابل الغاز المسيل للدموع – لا تزال تستخدم بشكل غير صحيح مما تسبب في وقوع إصابات مروعة أو وفاة، وأن الاعتقالات والاحتجازات غير القانونية لا تزال تحدث - كما القيام بعمليات الاختطاف والتهديد والترهيب- . الأحداث الأخيرة في الناصرية والنجف هي مثال على ذلك.
واكدت ان من المهم أيضًا ملاحظة: إغلاق وسائل الإعلام والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي يضيف إلى التصور العام بأن السلطات لديها ما تخفيه. معالجة خطاب الكراهية لا تعني الحد من حرية التعبير أو حظرها.
واكدت بلا سخارت انه لكن لكي ينجح هذا الحوار، فإن شروط المحتجين واضحة: إنهاء سفك الدماء والخطف والاعتقالات غير القانونية. وأيضًا، يجب أن يُفهم أنه بدون المساءلة والعدالة الكاملين، سيكون من المستحيل تقريبًا إقناع الناس بأن الزعماء السياسيين مستعدون بإخلاص للانخراط في إصلاح جوهري.
وخلال جلسة مجلس الأمن ذاتها، قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت إنه "على السلطات العراقية مسؤولية حماية المتظاهرين ويجب وقف التدخلات الخارجية في شؤون العراق".
وتابعت: "نطالب قادة العراق بالنظر في خارطة الطريق التي طرحتها بلاسخارت"، مبينةً أن "هناك تكليفات أممية بإجراء حوار مجتمعي جامع في العراق".