مسلحون مجهولون يغتالون أستاذاً جامعياً والمحتجون يسعون إلى تدويل قضيتهم

مسلحون مجهولون يغتالون أستاذاً جامعياً والمحتجون يسعون إلى تدويل قضيتهم

 متابعة الاحتجاج
كشف مصدر امني، امس الثلاثاء، عن مقتل الاستاذ الجامعي محمد حسين علوان من قبل مسلحين مجهولين. وقال المصدر إن "مجموعة مسلحة كانت تستقل عجلة نوع (كورولا) سوداء اللون، اغتالت الاستاذ الجامعي محمد حسين علوان امام منزله في منطقة البنوك شمالي العاصمة بغداد".

يذكر ان سيناريو الاغتيالات قد زاد مؤخرا في بغداد والمحافظات الجنوبية تزامنا مع انطلاق التظاهرات في الاول من تشرين الاول عام 2019.
وفي مؤشر إلى إصرارهم على مواصلة الاحتجاجات على الرغم من تصعيد القمع أخيراً، الذي نتج عنه مقتل 15 متظاهراً وجرح أكثر من 250 آخرين، غالبيتهم في بغداد وذي قار، يقود ناشطون بارزون في ساحات التظاهر ببغداد وجنوبي ووسط العراق، اعتباراً من امس الثلاثاء، حراكاً جديداً نحو الأمم المتحدة للضغط على حكومة بلادهم من أجل وقف استخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز وعمليات الاعتقال خارج إطار القانون والقضاء، فضلاً عن إلزامها بمنع هجمات المسلحين الذين يعتقد ناشطون أنهم مرتبطون بمليشيات حليفة أو مقربة من إيران. وقد ارتفعت وتيرة هذه الهجمات خلال الأسبوعين الماضيين، إذ سجّلت في البصرة وكربلاء والناصرية وبغداد والنجف هجمات عبر رشقات رصاص عن بُعد ضدّ المحتجين، ومهاجمة ساحات الاحتجاج وإشعال النار بالخيام، وهدم منصات التظاهر.
ووفقاً لمصادر من داخل ساحتي "التحرير" في بغداد، و"الحبوبي" في الناصرية، عاصمة ذي قار المحلية، فإنّ التحرّك سيشمل أيضاً قادة الشرطة والجيش في المناطق، لمطالبتهم بتوفير حماية للساحات، وفقاً لما تقتضيه مهمتهم، وتحميلهم مسؤولية الاعتداءات المتكررة على المتظاهرين.
في السياق، قال أحد قادة التظاهر في الناصرية إنّ "التحرّك نحو الأمم المتحدة على الرغم من تاريخها كمتفرّج على الأحداث في العراق، أفضل من لا شيء"، موضحاً أنّ "ناشطين عراقيين مغتربين سيتولون مهمة إيصال المناشدات للأمم المتحدة، كما يجري التحضير لوقفات احتجاجية من قبل عدد من الجاليات العراقية في دول غربية عدة، للفت الانتباه لما يتعرّض له المتظاهرون في بلدهم". وأكّد المتحدّث نفسه أنّ "هناك تجاوباً من شيوخ عشائر في البصرة والناصرية وميسان والمثنى لتشكيل ضغط أيضاً على الحكومة من أجل وقف العنف".
ورفع المحتجون أخيراً في عدد من المدن العراقية عبارة "لا نطلب المستحيل". وفي هذا الإطار، قال الناشط علي الغزي، من الناصرية، إنّ المتظاهرين "لا يطلبون مستحيلاً. يريدون وطناً بلا فساد ولا طائفية، وخدمات محترمة، وقانون انتخابات عادلاً، ومحاسبة من سرق أموال الناس، فهل ما يطلبونه مستحيلاً أو محرّماً مثلاً؟"، معتبراً أنّ "عملية القتل المستمرة لا تذكّر إلا بما كنا نسمعه من آبائنا عن أيام صدام ونظامه القمعي"، وفقاً لقوله. من جهته، قال عضو لجنة تنسيقية تظاهرات بغداد حسين النجار، في حديث صحفي إنّ "الحماية للمتظاهرين لا يمكن لأي جهة توفيرها غير القوات الأمنية الرسمية، خصوصاً في بلدٍ الأمن فيه منفلت، وهناك مليشيات وجماعات خارجة عن القانون، فضلاً عن رئيس وزراء مستقيل لا يمكنه حلّ الأزمات حالياً، ولم يفعل ذلك سابقاً".
وأوضح النجار أنّ "توجّه المتظاهرين نحو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، هدفه طلب الضغط الدولي على الحكومة العراقية، لإيقاف عمليات القتل والقمع التي يتعرّض لها المتظاهرون بشكل يومي. كما تمّ التحرّك على مستوى الجاليات العراقية في الخارج من أجل إقامة وقفات احتجاج أمام البرلمانات الأوروبية والدولية، ووزارات الخارجية، لمضاعفة الضغط على الحكومة لتوفير حماية للمتظاهرين".
وأكد النجار أنّ "الحكومة العراقية تنزعج كثيراً من الضغط الدولي، وهذا ما أكّده رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي في بداية ثورة تشرين الأول الماضي. ولهذا، المتظاهرون بحاجة إلى الضغط الدولي من أجل إيقاف عمليات القتل والقمع والإسراع في تلبية مطالبهم".