الخوف من الحرية

الخوف من الحرية

 فارس حرام
إلى البعض.. أكرر: البعض
بكل مدينة تصير ظواهر متعجب أهلها حتى المدينة المقدسة.. بس ولا يوم واحد كال: هاي المدينة كلها هيج..

بكل جامعة تصير حالات غش وتحايل من بعض الطلاب، وحالات ابتزاز وظلم من بعض الأساتذة وشراء ذمم وسرقة بحوث.. بس ولا يوم واحد كال: هاي الجامعة كلها هيج..
بكل عشيرة ناس تطلع عن الخط، رجال ونساء، ومنهم يطلعون سلابة وحرامية وحتى قتلة.. بس ولا مرة كالوا: هاي العشيرة كلها هيج..
بكل صنف بالجيش والشرطة وكل القوات الأمنية أكو مو خوش اوادم وكلشي يسوون، حتى من يطبون على البيوت يفتشون يبوكون أهلها وبيتزوهم.. بس محد كال: كل الجيش والشرطة هيج..
بكل مهنة بالمجتمع تلكه غشاشين وكذابين ومصاصين دماء للناس.. بس ولا يوم واحد كال: أهل هاي المهنة كلهم هيج..
بكل مناسبة اجتماعية عامة وأعياد كبرى ومسيرات دينية تصير أشياء بريء منها الدين وأهل الدين.. بس محّد كال: هي هاي المناسبة صارت على مود هالأشياء.
بس التظاهرات لا.. اختلفت عدكم.. صار اللي يسوي شي بيه تجاوز أو تخريب أو تحدي للمجتمع المحافظ معناه التظاهرة كلها هيج.. حتى كلمة "بعض" متكولوها.. وأي شي يصير مو صحيح والمتظاهرين يرفضوه تغطون عيونكم عنهم وتريدون المتظاهرين يصيرون استخبارات وقوات أمن وشيوخ عشاير ورجال دين، وتصيحون كافي تظاهرات كافي تخريب.. وخل يرجع العراق مثل قبل، على أساس العراق قبل التظاهرات كان فنلندا أو السويد.
ومن واحد يناقشكم تكولون: حرية رأي ومن حقنا.
ليش هو بشرفكم أكو بالحرية حرية رأي؟
الصراحة (ولا تزعلون) إنتو أنانيين وحايرين بس بوضعكم وبيكم جبناء خاف تخرب حياتهم بسبب الثورة ومتهمكم مصلحة كل هذي الملايين الماعايشه حياة بيها خير.
الصراحة (وهم لا تزعلون) إنتو عبيد وتخافون من الحريّة. والنوب تخافون الواحد يكول إلكم: إنتو عبيد وتخافون من الحريّة..
شايفين هيج خوف مركّب؟
*****
إن صحت خطوة إياد علاوي بتشكيل فريق محامين يجمع الأدلة والأسماء المشاركة في قمع المتظاهرين وقتلهم لغرض تقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية فستكون هذه أفضل خطوة قام بها سياسي عراقي حتى الآن ضدّ الطبقة الفاسدة والمجرمة.. وحتى لو افترضنا أنها خطوة للكسب السياسي فهي أيضاً صحيحة. لأن مجرد التلويح بها يغذي خيال العراقيين لاتباعها.. ونستغرب لِمَ لَمْ تنجح حتى الآن المنظمات والشخصيات العراقية التي تملأ العالم من تجميع جهدها والقيام بخطوة قوية وتاريخيّة كهذه؟!