يحيى فائق إسهامات رائدة في المسرح والسينما والتلفزيون

يحيى فائق إسهامات رائدة في المسرح والسينما والتلفزيون

علي حمود الحسن
الكتابة عن الرائد المسرحي والسينمائي والتلفزيوني، يحيى فائق، تعني بالضرورة، استذكار تاريخ منسي مجني عليه، شيده بناة تنويريون، افنوا عمرهم، وانفقوا مالهم، واتعبوا اسرهم، فأسسوا فنا راقيا مؤثرا، أسهم في بلورة حداثة ومدنية بلد، لم يتجاوز عمر دولته، آنذاك، العقدين من الزمان، لكنهم حصدوا ثمار زرعهم حصرما وجحودا، بدءاً من العصر الملكي وانتهاءً بيومنا هذا، ربما كان يحيى فائق اكثر حظا من غيره ،

بوجود ابنه الفنان علاء فائق المقيم في اميركا، والذي حافظ على ما لديه من ارشيف هذا الفنان الكبير، المولود في كربلاء العام 1913 لأسرة ارادته ان يكون طبيبا، فأرسلته الى انطاكيا، فعاد بشهادة تمثيل من معهدها، ليؤسس فرقته المسرحية الخاصة في العام 1930، قبل ذلك أسهم مع حقي الشبلي بالفرقة الوطنية للتمثيل.
شارك يحيى فائق ممثلا ومساعد مخرج في فيلم «عليا وعصام» 1948، كذلك اخرج فيلما روائيا قصيرا ملونا بعنوان» العتبات المقدسة» 1950 بعدها اخرج «وردة» في العام 1957، وهو فيلم غنائي من بطولة هيفاء حسين و خالد البارودي.
لكن الذي لا يعرفه الكثير- بما في ذلك المتخصصون – ان يحيى فائق هو الاب الشرعي للفيلم الوثائقي العراقي، اذ اخرج افلاما عديدة لصالح «وحدة الانتاج السينمائي» التابعة لشركة نفط العراق، أبرزها « حفل تتويج الملك فيصل الاول»، و»فتح خط كركوك- حيفا»، و» مصلحة نقل الركاب» فضلا عن مغامرته الجريئة بتصوير احداث فيضان شرق بغداد 1954، حيث حمل كاميرته، وارتقى السدة مصورا امواج النهر الهادرة، بلقطات قريبة، بعد ان رفض مصوره وليم سامسون انجاز مهمته خوفا من انهيار السد، نجح الفيلم وشاهده العراقيون وعرض في لندن، بعدها اسس شركة خاصة لإنتاج الافلام الوثائقية، واخرج فيلمين هما «العهد الجديد»، و «العصر الصناعي» خلال الفترة الممتدة من 1956 ولغاية 1958بدعم من مجلس الاعمار، وبعد ثورة تموز واصل عمله المتفرد في انتاج الافلام الوثائقية، على شاكلة : « زراعة التبوغ» و»صناعة السكر»، و «الاطراف الصناعية»، ويحسب لفائق اخراجه اول فيلم وثائقي عن شعائر الحج، تجاوز فيه تعليمات الامن السعودي، وصور بلقطات قريبة من الحجر الاسود وبئر زمزم وشعيرة الصفا والمروة، وكان حكم من يخالف تلك التعاليم قطع اليد والجلد.
عانى فائق الامرين بعد انقلاب 8 شباط الاسود، وعمل في فترات لاحقة رئيسا لوحدة الافلام الوثائقية، ودرب الكثير من السينمائيين، ثم تقاعد بعد رحلة ابداعية طويلة ومتعددة؛ تمثل السينما احدى محطاتها، فهو رائد مسرحي وتلفزيوني وشاعر، وقبل ذلك انسان لم يهادن، اصابته جلطة دماغية توفي على إثرها في بغداد العام 1982.

استذكاره
استذكر الفنان د. علاء فائق المقيم في اميركا، الذكرى الثالثة والثلاثين لرحيل فنان الشعب العراقي الرائد يحيى فائق، الذي كان رجل نهضة متعدد المواهب والقدرات الإبداعية ، فهو أحد الأعمدة التي ساهمت في تأسيس الحركة المسرحية والسينمائية والإذاعية والتلفزيونية في العراق، بنشر موضوعا عن السيرة العطرة لهذا الفنان الرائد، قالوا ينوه صاحب فيلم"8شباط" فيه ان والده الفنان الرائد يحيى فائق ولد في مدينة كربلاء عام ١٩١٣، وبدؤ نشاطه المسرحي في العام ١٩٢٩، أسس فرقته المسرحية الفرقة العربية للتمثيل في عام ١٩٣٠ ،التي استمرت بتقديم عروضها حتى العام ١٩٥٤ حيث لغت الحكومة آنذاك إجازات كل الفرق المسرحية .
وبحسب فائق فان المسرحيات التي أخرجها يحيى فائق تميزت بدورها التحريضي والتعبوي، ويعد فائق أول من أسس لمسرح شعبي وطني سياسي يطرح قضايا ومعاناة المواطن العراقي، اذ كانت اعماله تحرض الجمهور ، الى حد خروجهم بتظاهرات بعد مشاهدتها، و من ابرز المسرحيات التي أخرجها بتلك الفترة : الوطن والبيت، هذا مجركم - 1942 ، ومسرحية “ثورة بيدبا - “ 1946، و”حكم قرقوز”.

تجديد العرض المسرحي
وأسس فرقة المسرح الجمهوري في العام 1958، التي قدمت من تأليفه وإخراجه مسرحية الفجر الثائر- 1958 وكذلك سقط المتاع - 1962 من على قاعة الشعب. توقف عمل فرقة المسرح الجمهوري بعد شباط 63 وابتعد يحيى فائق عن العمل المسرحي.
واضاف د. علاء ان اباه شارك بالتمثيل في الفيلم السينمائي الرائد عنوانه “عليا وعصام - 1946 ”، وبعدها أخرج اول فلم عراقي روائي ملون بعنوان “العتبات المقدسة - 1951” ، لكنه منع من العرض لأسباب طائفية، بعدها أخرج فيلم وردة - 1956، فضلا عن تميزه بإخراج افلام تسجيلية وحصل على عضوية في نقابة السينمائيين البريطانيين لإخراجه فيلماً وثائقياً مميزاً عن فيضان بغداد 1954، كما طرح الرائد يحيى فائق نظرية متقدمة في تجديد العرض المسرحي في منتصف الستينيات أسمها “مسرح البعد الرابع” التي تتبنى استخدام أحدث الطرق التكنولوجية الحديثة في العرض المسرحي وتقحم المتفرج في وسط الفعل المسرحي، الا ان الظروف لم تتهيأ ولا الإمكانيات والدعم لإقحام المسرح العراقي بشكل عرض مسرحي فريد ومميز عالمياً.

الأب الشرعي
ونوه د. علاء يحيى الى ان الكثير - بما في ذلك المتخصصون - ان يحيى فائق هو الاب الشرعي للفيلم الوثائقي العراقي، اذ اخرج افلاما عديدة لصالح “وحدة الانتاج السينمائي “ التابعة لشركة نفط العراق، أبرزها “ حفل تتويج الملك فيصل الاول “، و “فتح خط كركوك- حيفا “، و “ مصلحة نقل الركاب “ فضلا عن مغامرته الجريئة بتصوير احداث فيضان شرق بغداد 1954، حيث حمل كاميرته، وارتقى السدة مصورا امواج النهر الهادرة، بلقطات قريبة، بعد ان رفض مصوره وليم سا يمون انجاز مهمته خوفا من انهيار السد، نجح الفيلم وشاهده العراقيون وعرض في لندن، بعدها اسس شركة خاصة لإنتاج الافلام الوثائقية، واخرج فيلمين هما “العهد الجديد “، و “العصر الصناعي” خلال الفترة الممتدة من 1956 ولغاية 1958بدعم من مجلس الاعمار، وبعد ثورة تموز واصل عمله المتفرد في انتاج الافلام الوثائقية، على شاكلة : “ زراعة التبوغ “، و “صناعة السكر“، و “الاطراف الصناعية “، ويحسب لفائق اخراجه اول فيلم وثائقي عن شعائر الحج، تجاوز فيه تعليمات الامن السعودي، وصور بلقطات قريبة الحجر الاسود وبئر زمزم وشعيرة الصفا والمروة، وكان حكم من يخالف تلك التعاليم قطع اليد والجلد.
8 شباط
عانى فائق الامرين بعد انقلاب 8 شباط الاسود، وعمل في فترات لاحقة رئيسا لوحدة الافلام الوثائقية، ودرب الكثير من السينمائيين، ثم تقاعد بعد رحلة ابداعية طويلة ومتعددة؛ تمثل السينما احدى محطاتها، فهو رائد مسرحي وتلفزيوني وشاعر، وقبل ذلك انسان لم يهادن، عانى من سياسة التهميش والعزل بسبب مواقفه الوطنية والتزامه بقضايا شعبه ووطنه. اصابته جلطة دماغية توفي على إثرها في بغداد العام 1982.