ساحات الاحتجاج ترد   على مساعي إعادة تكليف  عبدالمهدي  وتهدد بالتصعيد

ساحات الاحتجاج ترد على مساعي إعادة تكليف عبدالمهدي وتهدد بالتصعيد

 متابعة الاحتجاج
إعتبر متظاهرو ساحة التحرير، محاولات الكتل السياسية إعادة تكليف عبدالمهدي برئاسة الحكومة من جديد، بمثابة مناورة سياسية فاشلة، لتحدي إرادة الشعب، مؤكدين على أنهم سيعاودون الكرة من جديدة في تظاهرات أقوى وأعنف، بسبب ما حصل من ضرب واعتداء وقتل للمتظاهرين في عهده أفقده الشرعية ولطخ تاريخه

ويأتي رفض المتظاهرين في بغداد وباقي المحافظات بشأن محاولات إعادة عبدالمهدي للحكومة من جديد، بسبب اعداد الشهداء التي تجاوزت ال 600 شهيد وما حصل من مجازر في الناصرية والنجف وكربلاء وبغداد واستخدام القوات الأمنية العنف بشكل مفرط.
وبهذا الصدد، قال الناشط ، صادق الزيدي، إن "الحديث عن عودة عبدالمهدي هو بمثابة إستهانة بالشعب ودماء الشهداء وتوجيهات المرجعية الدينية وسوف يدفع بالبلد الى أزمة جديدة ربما تكون أقوى من أزمة 2019 وخاصة بعد فشل الحكومة بإدارة ملف التظاهرات والتعامل معها أمام المجتمع الدولي والإعلام العالمي".
وتوقع الزيدي، بأن "ذلك سوف يزيد من قوة وزخم التظاهرات في حال حصل توجه وإتفاق بشأن عبدالمهدي لرئاسة الحكومة وستكون أعنف من السابق وقد تسبب في موجة عنف قوية وغير مسيطر عليها، على وجه التحديد في الناصرية".
الى ذلك قال المتظاهر احمد العبادي "، بأن "الناصرية لن تسكت وسيكون هناك موقف وتصعيد في الإحتجاجات في حال تم تكليف عادل عبدالمهدي من جديد، وهذه المرة سنغلق كل شيء إن حصل ذلك، عبدالمهدي متورط بقتل الشباب وإصابة الالاف منهم خلال الاحتجاجات.
وتابع، "لن يمر عبدالمهدي ولن تقوم له قائمة بما فيها الكتل السياسية التي تحاول بأي شكل الإستهانة بمطالب الشعب طوال تلك الفترة والتي طالبت برئيس حكومة مستقل لا ينتمي الى الطبقة السياسية الحاكمة المتهمة بسرقة البلاد، هذا الأمر مرفوض".
وفي سياق ذلك، دعا الناشط بتظاهرات الناصرية، وأحد معتصمي ساحة الحبوبي، حسين الموسوي، الى "تنظيم وقفات احتجاجية خلال هذه الأيام لرفض عبدالمهدي مجددا والتهديد بالتصعيد في الناصرية بشكل خاص في حال تم تمريره من جديد".
وأكد الموسوي، "تمرير عبدالمهدي بحسب إتفاق الكتل يعني أنهم سيدخلون في نفق جديد من الأزمة، وأن ما سيحصل من تصعيد في الإحتجاج يتحملون مسؤوليته، الشباب في الناصرية غاضب مما جرى خلال الاشهر الماضية بسبب عبدالمهدي وسياسته وقمعه للتظاهرات، أعتقد بأن هذه المرة ستكون تظاهرة مخيفة".
ويرى الناشط المدني بتظاهرات النجف احمد قاسم ان أي "محاولات لاعادة عبدالمهدي وإن كانت مجرد جس نبض لمعرفة وضع الشارع، فهذا مجرد وهم، وستكون هناك خطوات أخرى غير متوقعة من النجف في حال تم إعادة الرجل المتسبب بقتلنا".
وأضاف أن "دماء الشهداء لم تجف حتى اللحظة، وهناك مئات الجرحى لا تزال اثارهم ندية حتى اليوم وبعضهم تعرض لقطع في بعض أطرافه بسبب العنف الذي استخدمته القوات الامنية ضد المتظاهرين، واعتقد بأن أي تكليف لعبد المهدي سيدفع بنا نحو كارثة وأزمة جديدة مع الحكومة التي يحاول أن يعيد عبدالمهدي نفسه من جديد عليها".
وفي ساحة التحرير قال المتظاهر عباس محمد وهو طالب في المرحلة الاعدادية ، “خرجت مع بداية تظاهرات تشرين ، وها أنا أكرر خروجي، لسببٍ واحد في مدرستي يتواجد في الصف الواحد أكثر من 80 طالب، بعضنا يجلس على الأرض، وآخرون يجلسون على مقاعد محطمة… لا توجد تدفئة في غرفة الصف خلال فصل الشتاء، ولا توجد أجهزة تبريد خلال فصل الصيف، كيف بإمكاني أن أركز على المادة الدراسية وأنا أدرس بهذه الظروف، فضلاً عن عملي كعامل بناء لأعيل عائلتي؟ أليست هذه أسباب كافية لأكون هنا.”
وفي ساحة التحرير تسود أجواء التوتر ، بعدما دفعت القوات الأمنية بأعداد إضافية الى ساحة الخلاني عقب صدامات ليلية وقعت بين المتظاهرين وعناصر الأمن أسفرت عن إصابة 17 متظاهرا بجروح مختلفة، وسط مناشدات بوقف العنف المتزايد في الساحة.
وتسببت الصدامات في الساحة والتي استمرت عدة ساعات، واستخدم عناصر الأمن فيها الرصاص الحي وقنابل الغاز وبنادق الصيد، بسقوط عدد من الجرحى من المتظاهرين. ووفقا لمصدر طبي، فإن "مستشفى الكندي القريب من الساحة، استقبل أمس 17 مصابا، من ساحة التظاهر"، "، أن "الإصابات اختلفت بين حالات اختناق بقنابل الغاز وبالرصاص الحي وبنادق الصيد". وأشار المصدر إلى أن "عددا من المصابين مازالوا في المستشفى ولم يتماثلوا بعد للشفاء بسبب خطورة الإصابات التي تعرضوا لها".
من جهته، قال الناشط عدنان السويعدي، "، إن "القوات الأمنية تستخدم العنف المفرط للسيطرة على ساحة الخلاني وإخلائها من المتظاهرين"، مبينا أن "الأجواء متوترة اليوم عقب أحداث الأمس، إذ إن أعدادا إضافية من عناصر الأمن وصلت إلى الساحة وانتشرت في محيطها، وهي في حالة تأهب لصد أي تقدم نحو الساحة". وأكد السويعدي أن "المتظاهرين أخلوا الساحة وتجمعوا بساحة التحرير، وهم بأعداد كبيرة"، مشيرا إلى "خطورة الموقف في حال اندفع المتظاهرون نحو الساحة، ما قد يتسبب بصدامات خطيرة". وتلتزم الحكومة جانب الصمت تجاه الأحداث المتسارعة في الخلاني، والتي تتجدد بشكل يومي وتوقع قتلى وجرحى بين المتظاهرين.
في غضون ذلك، عبّرت "مفوضية حقوق الإنسان" العراقية عن قلقها من استمرار العنف في ساحات التظاهر، مطالبة بوقفه. وقالت المفوضية في بيان لها، إن "فرقها تواصل رصد ساحات التظاهر وسط بغداد خلال اليومين الماضيين"، معربة عن أسفها لـ"استمرار حالات العنف والعنف المتبادل بين المتظاهرين والقوات الأمنية باستخدام بنادق الصيد والقنابل الحارقة والحجارة وكرات الزجاج، مما أدى خلال اليومين الماضيين إلى استشهاد 3 من المتظاهرين وإصابة 58 بينهم 11 من رجال الأمن بإصابات مختلفة في ساحة الخلاني".
إلى ذلك، تشهد المحافظات الجنوبية هي الأخرى تظاهرات يومية، معبرة عن تضامنها مع متظاهري بغداد، مطالبة بمحاسبة مرتكبي العنف ضد المتظاهرين السلميين. وشهدت محافظات ذي قار والبصرة وكربلاء والقادسية وميسان، ليل أمس الاول تظاهرات كبيرة، وأكد المتظاهرون استمرارهم بالتظاهر حتى تحقيق المطالب، مشددين على أن ثورة اليوم لا تختلف عن ثورة العشرين، منددين بالعنف، ومجددين رفضهم لتولي أي شخصية غير مستقلة رئاسة الحكومة الجديدة.