بالمكشوف: عمي يا بيّاع النفط

بالمكشوف: عمي يا بيّاع النفط

 علاء حسن
"حجي جرايد" تعبير عراقي للاستهانة بالتصريحات والوعود الرسمية ، سواء صدرت من مسؤول كبير في الحكومة ، أو من وزير أو وكيل وحتى من قائد عسكري حمل رتبة فريق بقرار حزبي.
حجي الجرائد هو شكل آخر من الخريط السياسي في بلد ميزانيته أكثر من 100 مليار دولار، فيما ارتفعت نسبة الفقر إلى أكثر من خمسين في المائة بمحافظات جنوبية غنية بالنفط والمزابل.

في زمن الراحل رئيس الوزراء الأسبق طاهر يحيى، تبنى حزب معارض مبدأ الحفاظ على الثروات الطبيعية كجزء من متطلبات رفع المستوى المعيشي للعراقيين، والحد من انتشار الفقر . الحزب المعارض حرك قواعده لتحقيق أهدافه فقام احد أعضائه بإقناع بائع نفط يجر عربته بنفسه لعجزه عن شراء حصان بترديد مفردة "نفطكم" ، في أثناء تجوال البائع لتنفيذ الأمر الحزبي ، وهو يردد "نفطكم "أثار انتباه رجال الأمن ، في مركز الشرطة "خرط عنده السوق " من أول" سطرة " واعترف بأنه كلف من قبل الرفيق" فلان " بقول "نفطكم " ليثير انتباه الجماهير ، ويحفزها على المطالبة بحصتها من الثروة الوطنية ، وحينذاك سيشتري دشداشة جديدة .
بائع النفط ، انتقل إلى جوار ربه ،وفي نفسه حسرة شراء حصان يعينه على جر عربته فهو مثل ملايين العراقيين لا يعنيهم ارتفاع أو انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية فهو يعيش في قاع الفقر ، اقتنع بكلام الرفيق الحزبي على الرغم من أن الكلام يندرج ضمن "حجي الجرائد".
انخفاض أسعار النفط لم يحرك شعرة في شوارب المسؤولين ، منهم من أطلق تصريحات تشير إلى ان الحكومة قادرة على دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين في حال "خرط السوق" ودخل العراقيون في دهاليز أزمة اقتصادية من العيار الثقيل .