كامل الدباغ.. خلف الكواليس!

كامل الدباغ.. خلف الكواليس!

عبد الكناني

التقيت الأستاذ المرحوم كامل الدباغ صاحب البرنامج الشهير (العلم للجميع) فاكتشفت بعض الجوانب غير المعروفة في حياته الشخصية حيث لم يعرف عنه انه كان يدخن السكائر في بيته، بل كان يدخن في موقع العمل. وهو يبرر ذلك لأجل أن يريح نفسه قليلا من متاعب العمل، وهو يعتبر نفسه مدخن مناسبات.

وهو يحب الأفلام الايطالية وايطاليا، لأنها بلد واقعي جدا وقريب من الشرقيين قليلا وهو ما ينعكس في أفلامهم السينمائية.

وبدا محبا للأفلام الهندية التي كان معظم الشباب يشاهدونها، وأول فيلم هندي شاهده هو (هنتروالي) وكان وقتها في المرحلة الابتدائية وهو بعمر الحادية أو الثانية عشرة وشاهد فيلم سعيد أفندي.

وهو يقرأ وقرأ لكبار الكتاب العرب مثل طه حسين والمازني والمنفلوطي والزيات. ولا يخفي تأثره بأساليبهم الكتابية.

وهو ينهض يوميا الساعة السادسة صباحا، ويمارس السباحة مع أولاده في مسابح الدولة. قدم برنامجه عام (1960) وقادته الصدفة لان يكون مقدمه، حيث اشترط المسؤولون في التلفزيون ان يقوم بتقديمه بنفسه.. ألف عددا من الكتب التي تهتم برعاية المواهب العلمية والابتكارات والاختراعات.

لقد دأب الجمهور على متابعة برنامج العلم للجميع الذي اصبحت به علاقة مهمة في حياتهم، اذ من خلاله كانوا يتابعون اخر المبتكرات والاختراعات التي تفصح عنها مواهب الشباب العراقي، ومحبو الأمور العلمية.

وقد شجع الكثير على استثمار طاقاتهم العلمية بعد ان صقلوها بالدراسة في دول عديدة من بلدان العالم المتقدم حيث احتضنت تلك الدول أصحاب المواهب والعقول النيرة من العراقيين الدارسين فيها وبمختلف الاختصاصات.

ومازال العديد من العراقيين يتبوأون مراكز حساسة في ارقى المراكز العلمية والجامعات، واصبحوا من العناصر المهمة في مشاريع علمية كبيرة ورائدة لقد اسهم البرنامج الرائد (العلم للجميع) لمعده ومقدمه الراحل كامل الدباغ في ان تولي الدولة اهمية للمواهب العلمية. وقد دفعها لاستحداث دائرة مختصة تهتم وترعى تلك المواهب، وتتبنى مخترعاتهم وافكارهم وتصوراتهم، وقد اعتمدت الكثير من المخترعات في مشاريع صناعية وزراعية وخدمية، ومنحت براءات اختراع لقد انطوت حياة ذلك الرائد على جوانب عديدة، منها حبه لبلاده ومجتمعه، وحرصه الشديد على تنمية القدرات العلمية، واندفاعه لاجل ايجاد جيل علمي ينافس الاجيال المناظرة في العالم المتقدم، رحم الله الدباغ، وجعل من سيرته ودوره نبراسا للمتعطشين للعلم والتفوق