بدايات المؤسسات الصحية في العمارة

بدايات المؤسسات الصحية في العمارة

جبار الجويبراوي

احتل العثمانيون بغداد عام 1153 ولم يحتلوا العمارة الا في العام 1861 ميلاديا ومنذ احتلالهم البغيض نزلت بالبلاد كوارث جسيمة وحدث فيها حوادث عظيمة دون قسم منها هنا وهناك مبعثر متثاثرا. فقد تفشت الهيضة الحادة في الاعوام (1871- 1889- 1894-1899)

وتفشي الطاعون في عام 1877و1881و1882 وتفشي مرض الجدري والتيفوئيد وصارت تلك السنوات تاريخا يؤرخ بة العامة الحوادث والولادات والوفيات مثل (سنة ابو زريعة) أي عام انتشار مرض الكوليرا وسنة (ابو دمغة) أي عام انتشار مرض التيفوئيد وسنة (ابواربية) وهو مرض يصيب احد جانبي المثانة بورم مفاجئ حاد لايلبث من يصاب بة يوما الا ويموت وقد اصاب ضواحي العمارة ولم يبق منها اكثر من الخمس فارخوه بكلمة (مرغز) 1247/1889م

كما تعرضت مدينة العمارة للأصابة بمرض الكوليرا عام 1889 م ففتك بالسكان فتكا ذريعا ولم يبق منهم اكثر من ربع وعلى كل حال ان الهيئات البشرية التي وصلت العمارة مع طلائع الجيش العثماني المحتل انشات لها فرعا على نهر دجلة عام 1894م .. والذي عرف فيما بعد ( مستشفى الامريكان) وعلية فان مستشفى الامريكان هو اول مؤسسة صحية تنشا في مدينة العمارة في اواخر القرن القرن التاسع عشر الميلادي..

صارت العمارة مقرا للقوات الانكليزية الزاحفة نحو الكوت وشهدت تلك المدة انتشارا امراض الملاريا والكوليرا والجدري بين افرادها لذلك اتخذت الادارة البريطانية فتح مستوصف ومستشفى باشراف طبيب بريطاني من الجيش في كل من القرنة وقلعة صالح وعلى الغربي وكان يعمل في المستوصف الطبيب الضابط الموجود في الحامية وكان اول مختبر اسس في العراق لانتاج لقاح الجدري في مدينة العمارة في شباط 1919 م وعهدت ادارتة الى الكابتن وايت وكان رئيسا لصحة مدينة العمارة ومما تجدر الاشارة له ان عدد الاسرة في المستشفى الانكليزي 10 وكان عدد الراقدين في تلك الفترة حوالي 65 مريضا وفي عام 1922م الت ملكية المستشفى الى الحكومة العراقية حيث اطلق علية المستشفى الملكي في العمارة وشهدت فترة الثلاثينيات تطوراً سريعا في الخدمات الصحية فقد ازداد عدد الاسرة في المستشفى الملكي واصبح (45) سريرا ..

كما ازداد عدد اطباء اذا اصبح (3) ثم صار (5) اطباء كما بلغ عدد المضمدات (2) وعدد الملقحين (2) وقابلة واحدة وعدد الخدام (10) وفي ضوء ذلك تعتبر حقبة الثلاثينيات بداية الخدمات الصحية في مدينة العمارة وضواحيها وقد تعاقب على رئاسة المدينة الطبية اطباء اكفاء بل بذل معظمهم جهودا كبيرة في الحفاظ على الصحة العامة ومكافحة الامراض ومنهم الدكتور ابراهيم ا لالوسي الذي استقدم الى العمارة 1930 م على اثر انتشار وباء الكوليرا فيها واعقبة الدكتور حمدي بك اوجي رئيسا للصحة في المدة الواقعة بين عامي 1931 – 1932 م ثم تولى رئاسة الصحة في العمارة الدكتور قسطنطين بال اوغلر عام 1932-1933م الذي كان مثالا للرجل المكافح حيث اسس مختبرا كمياويا للتحليل وكشف الامراض لانة من اصحاب الاختصاص وسعى سعيا حثيثا في مكافحة الامراض الزهرية والقضاء عليها وخصص دار مستقلة لذلك واهتم بالصحة المدرسية وانشا دارا للنكاف في متوسطة العمارة انذاك ..

وفي اواخر اب من عام 1933 جهزت صحة العمارة بادوات طبية وسيارة لرش المبيدات وسيارة صحية بصحبة معاون صيدلي وهي بمثابة مستوصف سيارة متجول في النواحي والارياف تحت اشراف الدكتور شفيق قريطم سوري الجنسية كان رجلا مجدا في عملة متجولا بين الارياف مخففا عنهم وطاة الامراض المحدقة بهم من قبل حيث كانوا مهملين منسيين عن رعاية واسعاف وقد صار قريطم يمضى عدة الاشهر بين المناطق الريفية . من الجدير بالذكر ان مديرية الصحة العامة التي تم استحداثها ابان الاحتلال البريطاني ظلت مديرية ملحقة بوزارة الداخلية ثم اصبحت مديرية خاضعة لوزارة المعارف وفي 11أيلول 1921 وتحولت المديرية العامة الى وزارة الصحة وفي 8 حزيران 1922 الغيت هذة الوزارة والحقت بوزارة الداخلية منذ سنة 1922 حتى 1939 حيث تم تشكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بها .وفي سنة 1952 انفضلت عنها لتستقل بوزارة خاصة اطلق عليها اسم وزارة الصحة كذلك حتى يومنا هذا .