آل الشوّاف في البصرة

آل الشوّاف في البصرة

علاء لازم عيسى

ضمّ هذا البيت جمهرة من العلماء والأدباء والفقهاء والقضاة والسياسيين، وأول من وصل البصرة منهم هو القاضي الشيخ طه بن عبدالرزاق بن محمد الشوّاف الذي ولد ببغداد سنة (1836م) وبعد ختمه القرآن الكريم قرأ مقدمات العلوم على والده،

ثمّ قرأ على الملا إسماعيل الموصلي، وعبدالقادر أفندي، ومحمد فيضي أفندي الزهاوي. مارس التدريس مدّة ثم عيّن قاضياً في سامراء وبعدها في البصرة وكان ذلك سنة (1899م) وبقي على قضاء البصرة حتى وفاته في الرابع عشر من صفر سنة (1910م) أيام ولاية سليمان نظيف ودفن في مقبرة الحسن البصري في قضاء الزبير مخلّفاً من الأبناء: الشيخ عبدالملك أكبر أنجاله خلفه على قضاء البصرة، وعلي، وإبراهيم.

ولد عبدالملك الشوّاف في بغداد سنة 1288هـ / 1871م وقيل 1295هـ / 1878م . تلمذ على أبيه الشيخ طه وعمه أحمد الشوّاف وعلى السيد عبداللطيف الراوي، ثم على عباس أفندي أمين الفتوى ببغداد وغيرهم. عيّن مدرساً في الحضرة القادرية ببغداد سنة 1902م، وبعد وفاة والده عيّن على قضاء البصرة خلفاً لأبيه، إنتخب عضواً في الهيئة الادارية للجمعية العلمية الأدبية التي أسسها في البصرة المحامي سليمان فيضي الموصلي والتي كان الشيخ عبدالله باش اعيان رئيساً لهيئتها الإدارية .

بقي شيخ عبدالملك في منصب القضاء لحين احتلال الانكليز للبصرة سنة 1914م رجع بعدها إلى بغداد وأختير عضواً في مجلس التمييز الشرعي، ثم نقل إلى قضاء بغداد، وبعد مدة وجيزة صار رئيساً لمجلس التمييز الشرعي. توفي في بغداد سنة 1953م بعد أن رزق بتسعة أولاد ، منهم: سلمان، وهو أكبرهم، عمل محامياً في البصرة وصار من كبار المحامين فيها، توفي سنة 1956م. ومحمد عبدالملك طه الشوّاف، ولد في البصرة سنة 1912م، أنهى الدراسة المتوسطة والاعدادية في الثانوية المركزي في بغداد، ودخل كلية الطب في جامعة آل البيت وتخرج فيها سنة 1935م، بعدها نقل خدماته إلى وزارة الدفاع، وفي سنة 1950م حصل على شهادة الإختصاص من المملكة المتحدة البريطانية، عاد بعدها إلى العراق وزاول عدة مسؤوليات طبية عسكرية فقد عيّن آمراً لمستشفى الرشيد العسكري، ومديراً للأمور الطبيّة العسكرية، وبعد ثورة الرابع عشر من تموز ســــنة 1958م عيّن وزيراً للصحة وبقي في منصبه الى سنة 1963م حيث أحيل على التقاعد بعد ثورة 8 شباط فانزوى في بيته بعد تقاعده، توفي ببغداد ســــــنة 1992م .

أما الإبن الأصغر للشيخ طه الشوّاف، فهو الحاج علي، ولد سنة 1882م وطلب العلم فنبغ فيما حصّله. تولّى أيام أبيه أمانة فتوى البصرة وبقي فيها حتى دخول الانكليز البصرة سنة 1914م حيث أخذ أسير حرب فأرسل إلى الهند وعند إطلاق الأسرى جئ به مع أول قافلة إلى العراق. عيّن بعد مدة قاضياً لولاية البصرة، نقل بعدها إلى الموصل وتوفي فيها سنة 1930م إشتهر من أولاده القانوني والوزير الأستاذ عبداللطيف الشوّاف.

ولد عبداللطيف بن علي الشوّاف سنة 1926م وذاق الم اليتم من صغره فتكفله عمه الشيخ عبدالملك الشوّاف، وبعد أن أنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية دخل كلية الحقوق وتخرج فيها، عيّن سنة 1947م قاضياً في محكمة صلح البصرة فكان محل حب واحترام وثقة زملائه من القضاة والمحامين، وكانت علاقاته الشخصيّة تمتد عبر كامل الطيف الاجتماعي والسياسي البصري، كما أنه كان ملتقى الفئات والتيارات المختلفة والقاسم المشترك بينهم جميعاً وقراءةً واحدة لكتابيه القيّمين ((عبدالكريم قاسم وعراقيون آخرون)) و ((شخصيّات نافذة)) تنبئك قارئي العزيز بصحة ما أقول. أختير الأستاذ عبداللطيف الشوّاف بعد ثورة تموز 1958م وزيراً للتجارة لكنه سرعان ما اعتذر عن الاستمرار في الوزارة وخرج منها قبل الإطاحة بعبدالكريم قاسم، غادر العراق إلى مصر بعد إعدام صديقه وعديله زكي عبدالوهاب في بدايات سنة 1969م وبقي في القاهرة لحين وفاته في صبيحة 15 / 8 / 1996م .

أخيراً لا بدّ أن أختم كلامي عمن سكن البصرة من آل الشوّاف بحفيد العلامة الشيخ طه الشوّاف من جهة الأم وهو الشاعر الكبير الأستاذ خالد الشوّاف، إبن السيدة سنيّة طه، أما والده فهو عبدالعزيز أحمد الشوّاف المحامي والقاضي الذي تولّى القضاء الشرعي والمدني في بغداد والموصل والبصرة. ولد خالد الشوّاف سنة 1924م في بغداد ثم إنتقل إلى البصرة، بدأ ينظم الشعر سنة 1938م وهو طالب في ثانوية البصرة ـــــ الإعدادية المركزية فيما بعد ـــــ مع زملائه بدر شاكر السيّاب ومحمد علي إسماعيل، وغيرهما ونشر أولى قصائده سنة 1940م، تخرج في كلية الحقوق سنة 1948م، عمل بالمحاماة فترة قصيرة ثم إلتحق بالوظائف الحكوميّة فكان مشاوراً حقوقياً غي مديرية الإعاشة العامة بوزارة المالية، ثم مديراً عاماً للثقافة في وزارة الثقافة والإعلام، أحيل على التقاعد سنة 1979م. له ديوانان شعريان هما من لهيب الكفاح، وحداء وغناء. إنتهج لنفسه إسلوباً خاصاً في كتابة الشعر وهو كتابة المسرحية الشعرية، وكانت (شمسو) التي صدرت سنة 1944م أول مسرحياته الشعرية وقد عدّها النقاد أول مســـــرحية شعرية عراقية . توفي ببغداد صباح يوم الأربعاء 12 / 1 / 2012م.