من اسلحة العراقيين القديمة:المعجال والورور والفالة و المكوار

من اسلحة العراقيين القديمة:المعجال والورور والفالة و المكوار

حسين الكرخي

المعچال، المعچان:

ويجمع على (معاچيل) وهو المقلاع، ويستعمل لصيد الطيور:

واللّي يصيد بعضاً بشْقه غير اطيور (كمبر والكطه والزاغ والعصفور)

والديچ الحجل والفختي والزرزور بجزوه وشبچ لو يضربهن بمعچال

كما يستعمل كسلاح في الحروب، وقد استعمل أيام حرب الأمين والمأمون، وفي المعارك (الكسار) التي كانت تجري بين أبناء محلات بغداد، امتداداً لرياضة (الفتوة) التي نشأت في فجر الإسلام، ويستعمل حالياً من قبل الشباب الفلسطيني في (ثورة الحجارة) ضد قوات الاحتلال الصهيوني.

وأصل الكلمة كما أسلفنا المقلاع فحصل قلب وإبدال فيها حتى أصبحت تجري على ألسنة العوام بالشكل الشائع (المعچال).

وصف الأستاذ عزيز الحجية في بغدادياته 2/121 المعچال تفصيلاً، قال:

يحاك من خيوط القطن المبرومة، وله بطن كراحة اليد تسمى (فنجان)، وله طرفان مضفوران يسميان (الجنايد)، وفي نهاية أحد طرفيه حلقة من الخيوط نفسها، يدخل فيها الخنصر وتسمى (العروة) حتى لا (ينشمر) المعچال مع الحجارة بقوة القذف، وفي الطرف الآخر خيوط ملونة من الحرير الدقيق، تحدث صوتاً عالياً أثناء القذف، فتشجع القاذف، وترعب الفريق الآخر وتسمى (طكطاكة)، يوضع الحجر في الفنجان وتثبت الحلقة في الخنصر كالخاتم، وبهذه اليد أيضاً يمسك الطرف الآخر، ثم يدار المعچال في الهواء عدة دورات ويُرمى بقوة خارقة وذلك بإفلات (تسريح) الطرف ذي الخيوط الحريرية فتندفع الحجارة كما تندفع أحجار المناجن (المنجنيقات).

فالة:

قناة خشبية طويلة تشبه الرمح، لها ثلاثة أسنة كأصابع الكف، أو المذراة، تنتهي برؤوس حادة، كرأس السهم أو الشص (النتالة)، معقوفة إلى الخلف، إذا نفذت في الجسم لا تنتزع ما لم تسحب معها أجزاء من اللحم، أو الأحشاء إذا أصابت البطن، يستعملها الصيادون في الأهوار والمياه الضحلة في صيد الأسماك، وقد استعملها الثوار كسلاح ماض في ثورة العشرين المجيدة ضد الإنكليز، ويومها خاطب شاعر الشعب الإنكليز قائلاً:

عشايرنه حاربوكم خنّثوكم دمروكم

بـ(فالة) و(المكوار) اجوكم و(سبته) شدوا بيها (خنجر)

السبتة: حزام من نسيج قطني أو صوفي يشد به الخنجر أو أي سلاح آخر، وقال مخاطباً أحد أعوان المحتلين:

للعراقي ضربتـه فالـه بكلبه صار بأثنى حالة

المكوار، المكيار:

والجمع مكاوير، وهو عصا قصيرة، في طرفها كرة صلبة من القير، أثبت كفاءته القتالية في ثورة العشرين، وبخاصة في الهجمات الفجائية والسريعة على مواضع المدفعية وغيرها:

(الطوب أحسن لو مكواري؟)

ومن طريف ما رواه الأستاذ عبود الشالچي في (موسوعة الكنايات العامية البغدادية) 3/113 ما يلي:

(غضب السلطان العثماني عبد الحميد، على أحد كبار زراعي الشلب في العمارة (ميسان)، فأمر بنفيه إلى مدينة من مدن البوسنة والهرسك، ملاصقة لبلاد النمسا، ومكث هناك اثنتي عشرة سنة، ثم رضي عنه السلطان وعفا عنه، وأذن له بالعودة إلى بلده، ومرّ ببغداد فأراد أن يظهر قومه وأتباعه على مقدار ما أفاد من مدنية وتقدم من جراء إقامته في أوربا، فذهب الى سوق الصاغة وأوصى أن يصوغ له مكواراً من الفضة!).

ورور:

مسدس، من الإنكليزية (REVOLVER) وتعني شرارة النار، وفي العامية المصرية تعني العكس، فهي الاخضرار والطزاجة، جاء في أغانيهم: (الشجر الناشف بأه (بقى) وِرْوِر)، وفي لغة الشاميين تعني اليابس الذي يحدث اصواتاً.

و(الطبنجة) المسدس بالتركية (تبانجة) وتعني صوت اللطمة، وهو سلاح قديم يحشى بالبارود، وعند الانطلاق يصدر منه صوت واطئ اشبه باللطمة.

و(البشتاوة) من (بشتو) الفارسية، مسدس قديم يشبه (الطبنجة) ومن أسماء الورور عندنا (تك)، وهو على أنواع أشهرها (أبو البكرة) أو (الكسر)، والبرونيك (أبو المشط)، ومن أسماء بعض السواديين (ورور)، ورد ذكره في الشعر الشعبي كثيراً:

(باليمنه شايل خنجـره وباليسرة حاشِك وروره)

*********

(واللحظ بي ورور كسر ما تخطي چيلة ورورك)

ومن مسدسات الصبيان التي تتخذ للعب: ورور تبدور، ورور كبسون، ورور ماء يندفع الماء من فوهته عند الضغط على (الزناد).

من كتاب (لغة العوام) المخطوط