في مثل هذا اليوم.. السادس من حزيران 1957..الساعة الأخيرة من حياة صالح جبر

في مثل هذا اليوم.. السادس من حزيران 1957..الساعة الأخيرة من حياة صالح جبر

إعداد: ذاكرة عراقية

كان المنية على موعد مع صالح جبر في قاعة مجلس الأعيان في صباح السادس من حزيران 1927 فقد حضر جلسة مجلس الأعيان على الرغم من أن آثار المرض كانت بادية عليه إلا انه كان مبتسما وتبادل التحية مع عدد من الأعيان ثم اتجه نحو احمد مختار بابان نائب رئيس. كانت الجلسة التي عقدت في الساعة العاشرة والدقيقة الأربعين من صباح الخميس السادس من حزيران 1957

وبعد الانتهاء من كلمته حول الأحكام العرفية جلس في مكانه المعتاد إلى جانب السيد عبد المهدي المنتفكي صديقه المقرب.. وبعد مرور دقائق قليلة ارتفعت ضربات السيد عبد المهدي على المنضدة، فاتجهت الأنظار نحو مصدر الصوت وإذا بصالح جبر مصاب بنوبة قلبية، والسيد عبد المهدي مضطرب لا يدري ماذا يفعل؟ فاضطر نائب رئيس المجلس عبد الهادي الجلبي الى تأجيل الجلسة.

فارتفعت الأصوات تصرخ:

«طبيب....خابروا اقرب طبيب جيبوا ماء”.

وكانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة والدقيقة العاشرة وانطلقت النداءات الهاتفية تستدعي الأطباء وتعاون احمد مختار بابان والحاج عبد المهدي والجلبي على مسح وجه صالح جبر بالماء وجيء له بأريكة وضع عليها.

وفي الساعة الحادية عشرة والربع وصل الدكتور بصمة جي رئيس أطباء الشرطة ثم أعقبه الدكتور محمد حسن سلمان فالدكتور عبد الأمير علاوي وزير الصحة فالدكتور كرجي ربيع كما وصل أطباء آخرون بينهم طبيب اجنبي جاء مع وزير الصحة.

وفي الساعة الحادية عشرة والدقيقة 27 خرج الحاج عبد الهادي الجلبي من قاعة مجلس الأعيان وهو يبكي ووفد على المجلس: عبد الوهاب مرجان وصادق البصام والدكتور إبراهيم عاكف الالوسي ومتصرف لواء بغداد عبد الجبار فهمي والمدعي العام وحاكم تحقيق الرصافة الشمالي وعدد من النواب.

وفي الساعة الحادية عشرة والدقيقة 38 وصلت سيارة الإسعاف للإدارة المحلية ووضع الجثمان على النقالة وقد غطي بغطاء ابيض وخرج من القاعة السيد عبد المهدي وقد هزت وفاة صديقه كيانه وكان يتوكأ على كل من وزير الشؤون الاجتماعية والزراعة وأصيب المحامي رفيق السيد عيسى وهو من حزب صالح جبر بإغماء وتولى الدكتور محمد حسن سلمان إسعافه وأفاق بعد قليل وفي الساعة الحادية عشرة والدقيقة 50 وضع الجثمان بسيارة الإسعاف ونقل إلى داره في كرادة مريم.

ومن المعروف أن صالح جبر كان قد أصيب في العام السابق لوفاته بنوبة قلبية وشلل جزئي اضطر بسببهما إلى السفر إلى أوربا للمعالجة، ونصحه الأطباء بالراحة وعدم إرهاق نفسه لان الجهد يقضي على حياته وكان “الدكتور وايت” الاختصاص بأمراض القلب الذي عالج الرئيس الامريكي ايزنهاور قد حل بضيافة صالح جبر عند زيارته الى بغداد، وأجرى له فحصاً دقيقاً ونصحه بعدم إرهاق جسمه والابتعاد عن الانفعالات النفسية وترك السياسة إذا أراد لحياته الإطالة.

ولكن صالح جبر لم يمتثل لهذه النصائح واستمر بالعمل السياسي المرهق وعندما سئل الدكتور وايت بعد عودته إلى الولايات المتحدة الامريكية عن صحة صالح جبر أجاب بان قلبه متعب وحياته قصيرة جداً، وقد قطعت إذاعة بغداد برامجها وأذاعت نعيها بوفاة صالح جبر وألغت برامجها الغنائية والموسيقية واستعاضت عنها بتلاوة آي من الذكر الحكيم والمدائح النبوية.

وفي اليوم التالي شيع جثمان صالح جبر من منزله في كرادة مريم إلى مثواه الأخير في النجف الاشرف وزار المستر سلوين لويد وزير الخارجية البريطانية الذي كان قد وصل بغداد قبل يومين ليرأس مؤتمر المبعوثين الدبلوماسيين البريطانيين في دول الشرق الأوسط منزل صالح جبر بنفسه يصحبه السفير البريطاني في بغداد لتقديم التعازي.

اضطر الحاج عبد الهادي الجلبي نائب رئيس مجلس الأعيان العراقي الى تأجيل جلسة يوم 6 حزيران 1957 بسبب إصابة السيد صالح جبر بنوبة قلبية.وكان عبد الهادي الجلبي يتلو الأسئلة التي وجهها الشيخ محمد رضا الشبيبي إلى المسؤولين

عندما اخذ السيد عبد المهدي يضرب على المنضدة منبهاً المجلس إلى حالة صالح جبر ولم تنفع مع صالح جبر معالجات الأطباء الذين هرعوا إلى المجلس ولفظ أنفاسه الأخيرة في قاعة المجلس بعد إصابته بالنوبة القلبية بـ16 دقيقة عن عمر يناهز 62 عاماً.