من ذكريات ثورة 14 تموز 1958..الشاعر زاهد محمد واغاني الثورة

من ذكريات ثورة 14 تموز 1958..الشاعر زاهد محمد واغاني الثورة

مؤيد عبد الستار

ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ناقوس أيقظ العراق من سباته فانطلقت أقلام الشعراء وحناجر الفنانين تشدوا أعذب الالحان والاغاني لهذه الثورة التي وضعت البلاد على بداية مسار التقدم والعمل والبناء.ورغم ان المؤامرات توالت عليها منذ الايام الاولى ،

وحاول المجرمون اغتيال زعيم الثورة في شارع الرشيد، في محاولة فاشلة الا انهم استمروا بمؤامراتهم حتى تمكنوا من رقبة الاسد في الثامن من شباط 1963 فاطاحوا بآمال الشعب الذي قاومهم بما تيسر له من قوة وسلاح، ولكن الشياطين كانوا امضى سلاحا من الاخيار، وما زلنا ندفع ثمن ذلك اليوم المشؤوم الذي أطفئوا فيه لهيب الثورة واخمدوا نارها.

من بين أشهر الشعراء الذين نظموا أجمل الاغاني والاوبريتات لثورة تموز وقائدها الزعيم عبد الكريم قاسم الشاعر الكبير زاهد محمد زهدي. شاعر غنائي له دواوين معروفة في الفصحى والعامية.كان منذ شبابه متعلقا بالحزب الشيوعي العراقي وله اتجاهات يسارية بناءة، نشأ وسط بيئة شعبية في مدينة الحي والكوت بين أهله الكرد الفيليين الذين تعرضوا مرارا للتهجير القسري، درس وعمل ببغداد.بالاضافة الى موهبته الشعرية درس الاقتصاد وحصل فيه على درجة الدكتوراه من تشيكوسلوفاكيا في السبعينات وعمل في المجالات الجامعية والصحفية والاذاعة والتلفزيون.

كانت بداياته الشعرية تمجد انتفاضات الشعب الذي ناضل من أجل الخلاص من استبداد النظام الملكي الاقطاعي المتخلف، واشتهر بقصيدته المعروفة التي أصبحت نشيدا للنضال والمناضلين :

يالرايح للشعب خذني // وبنار المعركة ذبني

لو نادى شعبك الشجعان // تقدم واعتذر عني

يا وسفه بنكرة السلمان // أضل مقيد بسجني

غنى زاهد محمد لثورة تموز منذ فجر انطلاقها وفي مقدمة لقصائده يقول: فيما يلي من الصفحات، تخصص المجموعة الشعبية موقعا خاصا لعدد من الاغاني الوطنية الشهيرة التي غنتها فرقة الاذاعة العراقية أو أداها مطربون معنيون، خلال العام الاول والثاني من ثورة 14تموز 58 المجيدة) وعن تقديمه لاوبريت ثورة الشعب كتب (في أحد أيام العام الثاني للثورة، استدعي الشاعر - زاهد محمد - من قبل مسؤولي الاذاعة لاعلامه بأنه مطلوب في وزارة الدفاع لمقابلة الزعيم عبد الكريم قاسم. وعندما ذهب لمقابلته، شكره الزعيم على إهدائه مجموعته الشعرية الاولى (شعاع في الليل) خلال الالتقاء به ضمن وفد من الاذاعة ضم أبرز كتاب الاغاني والمخرجين وكتاب البرامج الاذاعية ومدير عام الاذاعة والتلفزيون. وخلال المقابلة الخاصة ، أشار الزعيم الى اهتمامه الخاص بما يكتبه الشاعر من أغاني تدعو الشعب الى المحافظة على الثورة وزخمها المتدفق، ثم اقترح بنفسه على الشاعر أن يكتب حوارية غنائية - اوبريت بالعربية الفصحى عن الثورة التي شارك فيها ليس الجيش الذي فجرها فحسب، بل العمال والفلاحون والمثقفون رجالا ونساء مع إبراز دور المرأة بوضوح وفي الواقع فقد كان الشاعر قد بدأ محاولة من هذا النوع في الاذاعة، ولكن باللغة الشعبية، وكانت في طور الاعداد وبالاتفاق مع الفنانين أحمد الخليل والسيد وديع خونده / سمير بغدادي على التلحين. غير ان الفكرة التي طرحها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم قد غيرت الموضوع من أساسه واتجه الشاعر بعد ذلك الى كتابة الحوارية - الاوبريت باللغة الفصحى. من مسودة المجموعة الشعرية الشعبية للشاعر).

والاوبريت - ثورة الشعب - يتالف من عدة مقاطع - كوبليه - لعدة اصوات مثل المرأة، الفلاح، الجندي، المثقف . وهذه مقدمة الاوبريت - كوبليه -:

صوت الحياة - فتاة

أطـبق الـليـل وسـد َّ الافـقا / وامتلت كأسي جورا وشقا

لي مع التاريخ بشرى حلوة / من ينادي شمسها أن تشرقا

لي يومٌ عاطـرٌ يـزكو شـذى / قبل أن يولد َ أو أن يخلقا

من سيغزو روضه مفـتـتحا / عهد مجد بالاماني عـبقا

لي لـواءٌ باحـثٌ عن سـاعـدٍ / ثائـرٍ يـرفعهُ كي يخـفـقا

ومن أغانيه الشهيرة لثورة تموز والتي أذيعت من الاذاعة العراقية الاغاني التالية:

1ــ محلاك ياتموز غناء ناظم الغزالي

محلاك ياتموز ببلادي تهل / محلاك محلاك

حتى الطبيعة اليوم تزهي / وتحتفل وتغني وياك

***

2ــ أغنية مصباح تموز غناء ناظم الغزالي

مصباح مثله أبد / ما هل ولا مصباح

هبت نسايم رغد / بي والتحرر لاح

3ــ اغنية ذكرى تموز الحان وغناء أحمد الخليل

مرَّ ياتموزُ عام ٌ لم أجد مثلهُ عام

عامرا بالحب يزهو بأغاريد السلام

4ــ يابلادي الحان وغناء أحمد الخليل

يابلادي يا بلادي / يا ضياءً في العيون

5ــ أغنية حمد الله عالسلامة: الحان سمير بغدادي غناء مائدة نزهت

يذكر الشاعر انه حالما انتشر خبر محاولة اغتيال قائد الثورة وفشل المحاولة التي اشترك فيها صدام وضع سمير بغدادي لحنا جميلا وطلب من الشاعر أن يكتب له الكلمات الملائمة للحن. وهكذا ولدت هذه القصيدة وسجلت صباح اليوم التالي وانتشرت على الفور بين الجماهير. وهذا مطلعها.

حمد الله عالسلامة / قايدنا ترف أعلامه

هذا غيض من فيض مما نظمه الشاعر زاهد محمد في ثورة تموز من الشعر الفصيح والعامي.كما نظم العديد من القصائد حين كان سجينا في سجون النظام الملكي كسجن نقرة السلمان وسجن بعقوبة. وله أغاني واوبريتات ومنلوجات تمجد ثورة تموز واحداثها البارزة مثل الاصلاح الزراعي وتحرر الفلاحين وعيد العمال والشبيبة وهي الاغاني التي غناها العديد من الفنانات والفنانين امثال مائدة نزهت وانصاف منير وناظم الغزالي ومحمد نوشي وأحمد الخليل وفاضل رشيد.