نبذة عن كارل بروكلمان

نبذة عن كارل بروكلمان

عدي قاقيش

اقتصر الاستشراقُ في بدايته على دراسة الإسلام واللغة العربيّة، ثم شمل دراسة المجتمع الشرقي بأكمله، بآدابه ولغاته وتقاليده، والمستشرقون هم علماء من الغرب اهتمّوا بدراسة الإسلام، وديانات الشرق ولغاته وآدابه،

أدى ازدهار الإسلام والمسيحية إلى نشوء خلاف حضاري بين الشرق والغرب، فكان المسيحيون يرون المسلمين أعداءهم الذين يؤثّرون على وجودهم، فعمل الأوروبيون على معرفة الحضارات الشرقية بعد العالم الإسلامي، فأرسلوا المستشرقين والمبشرين بواسطة الحملات الاستعمارية والاستكشافية، وميزوا بين الحضارات الكتابية المثقفة في الشرق وغير الكتابية في أفريقيا والأمريكيتين.

نبذة عن كارل بروكلمان: ولد كارل بروكلمان في مدينة روستوك في 17 سبتمبر 1868م- وتوفّي 6 مايو 1956م، كان والده تاجرًا بسلع المستعمرات، وكانت أمه كما وصفها في مجلة أورينس «سيدة موهوبة روحيًّا، ومنها ورثت ميولي العلمية» وهي من فتحت له آفاق الأدب الألماني، يُعدُّ بروكلمان مستشرق ألماني وأكبر باحث عرفته الجامعات الاوروبية في النصف الأول من القرن العشرين، بمجال تاريخ التراث العربي والدراسات السامية، كما حصل كارل بروكلمان على الدكتوراه من جامعة ستراسبورغ في عام 1890، عمل أستاذًا جامعيًا في جامعات برلين وبرسلاو، ونشر له كتب مثل: نحو السريانية وآدابها 1899م، والمعجم السرياني 1928م، وكتاب تاريخ الأدب العربي 1898-1902م.

بدأ بروكلمان دراسة اللغة العربية في المرحلة الثانوية، وكانت أمنيته العيش وراء البحار وأنّ يعمل طبيبًا على ظهر سفينة، أو مبشرًا دينيًا، أو ترجمانًا، ولهذا كان يحضر دروس الأستاذ نرجر معلّم اللغة العربية في مدرسته الثانوية، كما أتقن العبرية، وبدأ يدرس الآرامية الكتابية، والسريانية، وهو لا يزال في الثانوية، ودرس كارل بروكلمان في المرحلة الجامعية اللغات الشرقية بالإضافة إلى اللغات الكلاسيكية «اللاتينية واليونانية «، وتعلم على يدي المستشرق ثيودور نولدكه وفيشر، حيث كلفه نولدكه بدراسة عن العلاقة بين كتاب أخبار الرسل والملوك للطبري وكتاب ابن الأثير الكامل في التاريخ، وبذلك حصل على الدكتوراه الأولى عام 1890م، وانتخب كارل بروكلمان في مجاميع: بودابست ودمشق وبون وبرلين وليبزيج إضافة إلى عدة جمعيات علمية في آسيا. كما أهتمّ بروكلمان باللغة التركية إلى جانب اللغات السامية, فدرس كتاب «ديوان الترك لمحمود الكشغري» والمنشور في اسطنبول في الحرب العالمية الأولى، كتب عن أبنية الفعل فيها، ولهجات الشعوب التركية في العصور الوسطى، والشعر الشعبي التركي القديم، والأمثال الشعبية والحكم الواردة في الكتاب، ورسم الكلمات التركية بالحروف اللاتينية بدلًا من رسمها بالحروف العربية، لكي يتم النطق بالكلمات نطقًا صحيحًا، جمع كارل بروكلمان هذه الدراسات في كتاب «كنز اللغة التركية الوسطى تبعًا لديوان لغات الترك لمحمود الكشغري»، ونُشر بمساعدة الأكاديمية الهنغارية للعلوم عام 1951م، ودرس كتاب تاريخ اللغات التركية المكتوبة، وألف على إثره كتاب «نحو اللغة التركية الشرقية الوارد في اللغات المكتوبة الإسلامية في آسيا الوسطى»، وتحدث فيه عن تاريخ النطق ونظم وصرف اللهجات التي استعملتها قبائل الترك منذ دخولها للإسلام في القرن العاشر حتى سقوط الدولة العثمانية ونشر عام 1954م.

ويُعدّ بروكلمان أهمّ وأبرز المستشرقين الألمان؛ لعمله الكبير في كتابه «تاريخ الأدب العربي»، وذكر فيه تاريخ الكتابة العربية عبر العصور، وفي جميع الفنون من القرن الثالث إلى الثالث عشر الهجري، وقسّم الكتابة العربية إلى عصور وحقب، وفي كل عصر الفنون التأليفية المختلفة في الدول والنواحي والبلدان، تليها تراجم المؤلفين لكل فن ووضع عناوين ما ألفوه، وذكر أماكن المخطوطات من تلك المؤلفات ووصفها، وقد استفاد من الأدبيات التي نشرها الألمان مثل «كشف الظنون لحاجي خليفة، و «الفهرست لابن النديم»[٣]، كما اهتمّ بدراسة التاريخ الإسلامي، حيث ألف كتابه المشهور «تاريخ الشعوب الإسلامية»، والذي ترجمه منير البعلبكي ونبيه أمين فارس إلى اللغة العربية.[٤] مؤلفات كارل بروكلمان اهتم كارل بروكلمان بدراسة التاريخ الإسلامي والأدب العربي واللغة العربية واللغات الشرقية واليونانية واللاتينية وكذلك اللغة التركية، وبرع في لغات تلك الآداب ما جعله يتميز في مؤلفاته حول هذه الآداب، وكان السبب الرئيس من وراء خوضه في اللغات السامية والشرقية واللغات القديمة حبّه في أنْ يكون مبشّرًا دينيًا، ومن مؤلفاته ما يأتي:[٣] رسالة دكتوراه في العلاقة بين كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير، وكتاب أخبار الرسل والملوك للطبري 1890م. رسالة التأهيل للتدريس بعنوان: «عبد الرحمن أبو الفرج ابن الجوزي: تلقيح مفهوم أهل الآثار في مختصر السير والأخبار» بحث في هذا الكتاب عام 1893م. ألفّ كتاب تاريخ الأدب العربي، نشر في خمس مجلدات: المجلد الأول عام 1898م، والثاني 1902م، والثالث 1937م، والرابع 1938م، والخامس 1942م. كتاب تاريخ الشعوب الإسلامية عام 1939م. كتاب نحو السريانية وآدابها عام 1899م. كتاب المعجم السرياني عام 1928م. كتاب النحو العربي عام 1941م. كتاب كنز اللغة التركية الوسطى تبعاً لديوان لغات الترك لمحمود الكشغري عام 1951م. كتاب نحو اللغة التركية الشرقية الوارد في اللغات المكتوبة الإسلامية في آسيا الوسطى عام 1954م. كتاب علم اللغات السامية عام 1907م. كتاب النحو المقارن للغات السامية عام 1913م. حقق في كتاب الجوزي الوفا في فضائل المصطفى عن مخطوطة ليدن عام 1895م. حقق في رسالة في لحن العامة للكسائي 1898م.