عيسى عبد القادر: قصيدة في جامع الحيدرخانة أثارت الجماهير

عيسى عبد القادر: قصيدة في جامع الحيدرخانة أثارت الجماهير

كنت قد اهبت في بعض كلماتي بضرورة قيام بعض من عاصروا ثورة العشرين، بنشر ما يمتلكون من معلومات عن الجنود المجهولين في تلك الثورة، وفي مقدمتهم المرحوم الصحفي عيسى عبد القادر، الذي اشعلت قصيدته في جامع الحيدرخانة ثورة الجماهير وادت الى استشهاد المرحوم عبدالكريم النجار (الاخرس):

وقد عرض علي بعض اقارب المرحوم صاحب القصيدة المذكورة صفحات من مذكراته عن ثورة العشرين، وهي باعتقادي – اذا وجدت كاملة – تعتبر من اصدق المصادرالتي يمكن التعويل عليها في تدوين ماجريات تلك الايام.
وفي الصفحات الاولى من مذكراته يتحدث المرحوم عيسى عبد القادر عن (كيفية اعتقاله وتوقيفه في خان دله) احد الخانات القريبة من منطقة المصبغة، والمتخذة مركزا للشرطة، وكيف تم تسفيره من هناك الى البصرة.
ويقول في مكان اخر (وقد سلمني الضابط المرافق لي الى مركز الشرطة فيها. وبعد استجوابي اخذت الى السجن، فبقيت فيه بضعة ايام، وبعدها جاءني الى السجن المستر كليتين حاكم البصرة السياسي واخبرني بانه تلقى من بغداد امرا يقضي باطلاق سراحي بكفالة السيد عب دالوهاب النائب، والسماح لي بالدوام في دائرة اوقاف البصرة، وكان يرأسها المرحوم الحاج سليمان الزهير، الذي كان يصدر في الوقت عينه جريدة الاوقاف البصرية، كما كان عضوا في مجلس اشراف البصرة، وهو مجلس استشاري للحاكم. وقد اخذت اداوم في الدائرة المذكورة واقوم بها يعهد الي به من اعمال، كما كنت في الوقت ذاته اكتب بعض ما ارى كتابته للنشر في الجريدة بتوقيع مستعار تارة، وبتوقيعي الصريح اخرى، حتى اخذ الانكليز يشعرون بتغيير خطة الجريدة، فلام الحاكم السياسي صاحبها، وقال له اننا راينا ان يشتغل معك بامل ان تغير رايه فينا واذا به يغير رايك وينجرف بك الى حيث اراد!
ومن المؤسف انه لم يستفد احد من الوطنيين من كفاءة عبد القادر بعد انتهاء الثورة تماما كما تجاهله الانكليز بعد مواقفه المعلنة منهم.
ولله في خلقه شؤون
مجلة الف باء 1977