البريطانيون يحتفظون بقوات (الليفي) ووزارتي الداخلية والدفاع ترفض إلحاقها بهما!!

Sunday 9th of January 2011 07:32:01 PM ,

ذاكرة عراقية ,

جواد الرميثي
خلال الأسبوع الأول من احتلال البريطانيين البصرة، حلت الشرطة العسكرية محل شرطة المدينة وتم استحداثها على النظام الهندي وضمت إليها أفراد الشرطة الذين خدموا في العهد العثماني واستقدم لذلك ضباط من الهند وعدن، وسميت هذه القوات المحلية باسم ( الشبانة ) وهي كلمة فارسية الأصل تعني (حراس الليل) وكانت هذه التسمية مصطلحا يستخدمه الأتراك أثناء حكمهم العراق،

واصدر الحاكم البريطاني بيانا اسماه ( بيان الجنود والجندرمة والشرطة) دعا فيه إلى الخدمة في هذه القوات المحلية.
اعتمدت الإدارة البريطانية في العراق على المجندين المحلين والذي أطلق عليه تسمية (الليفي) وهي كلمة انكليزية تعني القوات المجندة محليا، وتألفت هذه القوات في بادئ الأمر من رعيل من أربعين خيالا من العشائر نظمه في عام 1915 الرائد (ايدي) الذي أصبح من أعضاء البعثة العسكرية الاستشارية عند إنشاء الجيش العراقي فيما بعد، حين كان يقوم بواجب ضابط خدمة خاصة، وكان هؤلاء من عشائر الناصرية، ولهذا أطلق عليهم اسم (خيالة المتنفق) وجرى انتخابهم من (الشبانة) وكانت أعمال الدرك هي واجباتهم الأساس، وتوسعت القوة توسعا مطردا وفتحت لها مقرات في بغداد والموصل والحلة ونظمت بسرايا من ركبان ومشاة وبلغ مجموعهم في تشرين الأول عام 1920 ألفي شخص وحددت مسؤولياتها عام 1921 في المنطقة المحصورة بين الموصل وبعقوبة والقرنة والناصرية.
في شباط عام 1921 بحث مجلس الوزراء العراقي موضوع قوات (الليفي) في ضوء طلب المندوب السامي البريطاني بحث أهمية قوات (الليفي) واخذ الموضوع بعين الاهتمام واقترح ربطها بإحدى وزارات الحكومة، ارتأى معظم الوزراء ألحاقها بوزارة الداخلية على أن تشرف وزارة الدفاع على موضوع اللوازم (التجهيز) وما يتعلق بالتهيؤ العسكري والأمور الحربية واعترض (ساسون حسقيل) وزير المالية على الحاقها بوزارة الداخلية لأسباب مالية تنتج عن تعدد الدوائر العسكرية، ويبدو انه كان يحبذ إلحاقها بوزارة الدفاع ، وعارض عزة باشا كركوكلي وزير الأشغال والمواصلات وجود قوات (الليفي) وعلى اسس تأليفها، وحل الجدل رئيس الوزراء عبد الرحمن النقيب واقترح إيداع الأمر إلى المندوب السامي البريطاني ليلحق تلك القوات بأية وزارة يشاءها، وكان من الواضح أن الدافع الكامن وراء ذلك اقتصاديا، لأنه أراد إلقاء عبء الصرف عليها على عاتق العراق، وقد جمد هذا الاقتراح وبقيت قوات (الليفي) مرتبطة بالحكومة البريطانية لحين إلغائها في العام 1955 وكان من المعتقد أن السبب في صرف النظر عن الاقتراح رغبة البريطانيين في الاحتفاظ بقوات محلية تحت سيطرة ضباط بريطانيين.