النظرية السياسية..دراسة في الحرية

Saturday 16th of January 2016 05:43:17 PM ,

ملحق اوراق ,

يهدف كتاب«النظرية السياسية.. دراسة في قيمة الحرية»، لمؤلفته علياء سرايا، إلى دراسة قيمة الحرية من منظور منهجي علمي في إطار النظرية السياسية، مع الأخذ في الاعتبار اهتمام العلوم الأخرى بها، خصوصا الفلسفة والفكر السياسي. وفي هذا الصدد يتمثل التساؤل الرئيسي للدراسة، الذي يطرح في ظل جدل عام وجدل خاص، بماهية قيمة الحرية وعلاقتها بقيم أخرى، خصوصا المساواة والتسامح وحقوق الإنسان.


وتقترب الدراسة هنا من النوع الأول من النظرية الخاصة بدلالة الحرية، الذي يعتبر أن حرية الاختيار والفعل، تتوقف على وجود أسباب لما يجري عمله، كما تأخذ في اعتبارها اختلاف الرؤى المطروحة حول الحرية التي ارتبطت أو برزت، في مجتمعات شهدت تطورا منذ الاهتمام بها في العصور القديمة، وترجع أيضا الدراسة، بقدر الإمكان، في تناولها لتساؤلها الرئيسي لما طــــــرحه مختلف المفكرين في الشأن.
يبدأ الكتاب بتعريف النظرية السياسية موضحا تعدد المصطلحات، التي وصلت إلى خمسة تعريفات، ثم ميزت المؤلفة بين النظرية السياسية القيمية والنظرية السياسية الإمبريقية، منتقلة بعد ذلك إلى الحرية كقيمة، ومعرفة إياها بأن لها معاني مختلفة ومتعددة، من الإشارية والدلالية واللغوية وغيرها.
وفي الفصل الأول، تتناول علياء سرايا فكرة الحرية بين القدامى والمحدثين، من خلال تحديد للإطار الفكري لرؤية القدامى والمحدثين للحرية، لتوضح فيما بعد كيف انشغل القدامى والمحدثون بقيمة الحرية، من خلال تفريقها بين الحرية السياسية والحرية الفردية، مقدمة في الوقت نفسه، بعض المواقف من هاتين الرؤيتين للحرية.
وتحدثت الكاتبة في الفصل الثاني من كتابها عن: الحرية من الاستقلال الذاتي إلى المسؤولية، من خلال حديثها بداية عن الاستقلال الذاتي كمكون للحرية عن طريق بروز الاستقلال الذاتي أساسا في الاختيار، ومدى تدخل الدولة وحماية أو تهديد الحرية، ثم انتقل الفصل ذاته إلى المسؤولية المترتبة على الاستقلال الذاتي والتي فسرها في نقطتين هما المسؤولية النابعة من الاختيار، والعـــــلاقة بين قيمتي الحرية والعدالة.
وفي الفــــصل الثالث، عـــرّفت الكاتبة حدود الحرية، بداية من تحديدها لمجال الحرية الذي أوضحت أنه ليس ثابتا، بمعنى أن طبيعته وحجمه ربما يختـــلفان من مجتمع إلى آخر، وفي المجــتمع ذاته، من فترة زمنية إلى أخرى، ثم عرجت على علاقة الحــــرية بالقانون، مشيرة إلى أن حدود الحرية لا تتضــح فقط عند تحديد المجال الذي يجري التمتع فيه بها أو على الأقل بأحـــد أنواعها، إنما تثير أيضا مسألة عــلاقة الحرية بالقانون.
وثالثًا، فســـرت المؤلفة كيفية تحقيق معضــــلة الحرية والأمن، حيث إن معضلة تحـــقيق الحرية والأمن تطرح أيضا عند التطرق إلى حدودها، موضحة أن معضلة تحقيق الحرية والأمن بصفة عامة، تخضع إلى مسألتين، الأولى تتعلق بإمكانية اعتبار الأمن، الذي يحرر الإنسان من الخطر ويبعد عنه التهديد، شرط ممارسة الحرية بســلام. أما المسألة الثانية فتشير إلى صعـــوبة العمل على الحفاظ على الأمن دون الانتقاص من الحرية.
وتبحث الكاتبة في الفصل الرابع، علاقة قيمة الحرية بقيم أخرى، بداية من قيمتي الحـرية والمساواة، وثانيا بين قيمتي الحرية والتسامح، وثالثًا العلاقة بين قيمتي الحرية وحقوق الإنسان، ثم عرجت على الخــــاتمة، بداية من فكرة تطــــور مضمون الحرية من العصور القديمة إلى العصور الحديثة، وثانيا بيّنت الكاتبة كيف أن الحرية محدودة ومرتبطة ارتباطًا وثيقًا بقيم أخرى.