الملك فيصل الاول والموسيقار محمد عبد الوهاب

Sunday 31st of January 2016 06:33:09 PM ,

ذاكرة عراقية ,

رفعة عبد الرزاق محمد
اشتهر اسم محمد عبدالوهاب ومال الناس الى غنائه الشائق، بعد ان عرض في بغداد اول فيلم له وهو (الوردة البيضاء) ويذكر الاستاذ محمد علي كريم- المذيع العراقي الرائد- ان سينما الرافدين عرضت الفلم الثاني لعبد الوهاب وهو (دموع الحب) عام 1936، وقد توافدت الى دار السينما اعداد كبيرة،

وكان مدخل السينما ضيقا بعض الشيء فتكسرت جميع الواجهات الزجاجية التي تعرض فيها صور الفلم، فاضطرت ادارة السينما الى فتح جميع ابوابها لدخول الجمهور ولاول مرة امتد عرض فلم (دموع الحب) لاسابيع عديدة.
واذا كان مقالنا يتناول طرائف وصور منسية من زيارة عبدالوهاب لبغداد سنة 1932، فاننا اطلعنا في وثائق البلاط الملكي المحفوظة في مركز الوثائق في المكتبة الوطنية ببغداد على رسالة موجهة الى الملك فيصل الاول من الموسيقار محمد عبدالوهاب بعد شهرين من زيارته لبغداد، وتاريخها 26 حزيران 1932 يلتمس فيها تعيين احد اقربائه ويدعى فهمي خالد علي، خريج مدرسة الشرطة في مصر في احد الوظائف الحكومية في العراق، وعندما استفسر الملك فيصل من رئاسة الديوان الملكي عن وجود وظيفة شاغرة لتعيينه اخبر بعدم وجودها في الوقت الحاضر، مما دعا رشيد عالي الكيلاني رئيس الديوان الى ارسال رسالة الى محمد عبدالوهاب في 18تموز 1932 اخبره فيها باطلاع الملك على رسالته وانه لاتوجد وظيفة شاغرة حاليا (ملفات البلاط الملكي، الملفة 131، الوثيقة 19 سنة 1932)..
روى محمد عبدالوهاب احداث زيارته للعراق في مجلة (الكواكب) المصرية التي صدرت في عام 1947، وتحدث عن حادثتين اثرتا فيه كثيرا، الاولى عندما دعي للغناء في القصر الملكي بحضور الملك فيصل الاول وولي عهده الامير غازي وعدد من الوزراء وكبار موظفي الدولة، وقد انشد في هذه الحفلة قصيدة (ياشراع وراء دجلة يجري) وعندما مثل بين يدي الملك بعد الغناء سمع من جلالته كلمات الاطراء والثناء مما كان مدعاة فخر واعتزاز له.
اما الحادثة الثانية فهي كما يرويها عبدالوهاب انه خلال عودته من العراق في طريقه الى سوريا اصاب عطل سيارته التي كان يستقلها بصحبة احد افراد فرقته الموسيقية فاضطر للتوقف في الصحراء ريثما يتم اصلاح الخلل، بينما واصلت بقية السيارات سيرها الى دمشق.وقد استغرق اصلاح الخلل بعض الوقت فترجل عبدالوهاب وزميله من السيارة وسارا في الصحراء على غير هدى، حتى فاجأهما في جوف الصحراء اعرابيان يتمنطقان بالاسلحة النارية، ولما اقتربنا منهما سألهما، من انتما؟ رأى عبدالوهاب ان يكتم اسمه عنهما خوفا ان يعتقد الاعرابيان انهما يحملان ثروة، ولكن زميل عبدالوهاب لم يأبه بذلك وقال لهما: ان هذا الشخص هو المطرب المصري محمد عبدالوهاب، وسرعان ماتغيرت ملامح الاعرابيان واتسمت على ثغرهما ابتسامة الاعجاب .