التوراة وطقوس الجنس المقدس

Saturday 5th of March 2016 06:55:43 PM ,

ملحق اوراق ,

شكر حاجم الصالحي
تقرأ جديده فيدهشك اصراره على البحث واماطة الغبار عن كل ما هو مسكوت عنه في خفايا ما انتجه العقل البشري منذ التكوين الأول حتى زمننا الراهن , وتفرح لأن صاحبك يتحف قارئه بين اونة واخرى بخلاصة وافية لجهوده البحثية و قراءاته المشاكسة التي أثمرت للمكتبة العربية اكثر من عشرة كتب في مجاله النادر هذا الذي تفرد به من بين باحثين كثر لم يتوصلوا لما توصل إليه ,

فهو دائب الحفر والتنقيب في ركام النصوص المتداولة , وهو مواظب على منهجه الذي اختطه منذ بدايات اهتماماته الأولى بالأساطير وحضارة وادي الرافدين والحضارات المجاورة , ولم يكن اصراره على ان مبعث الاشعاع الحضاري عراقي البدء والتكوين , سوى محاولة منه لتسمية الاشياء بمسمياتها , وليس بدوافع التعصب والانحياز , فهو باحث موضوعي واعٍ متفتح يرى ما يحيط به بعين ثاقبة ورؤية مجردة من الاهواء والصغائر.
وكتابه الجديد ــ التوراة وطقوس الجنس المقدس ـــ الذي صدر مؤخراً عن مؤسسة المدى , منحني عافية أفتقدها , ورشنّي بفيض معرفة احتاجها , رغم اني من القريبين لمشغله البحثي الباذخ , لقد طرت فرحاً بمنجزه هذا , باعتباره منجزاً لي , لأني واياه نرد من منهل معرفي واحد , وتكاد نظراتنا متقاربة في ما نراه حولنا وما نقرأه. المبدع ناجح المعموري في منجزه الضخم هذا يؤكد جديته وحرصه على الكشف عن الخفايا والخبايا في نصوص الماضي التي احاطتها هالات التقديس محاولاً ازاحة ما يراه غير لائق بفكر الانسان وقدراته الخلاقة , ومن هنا يظل المبدع ناجح المعموري متفرداً في حقله , مواظباً على الحفر في ثناياه , واضعاً خلاصة توصلاته في منجزات مطبوعة يتداولها القارئ باهتمام بالغ واعجاب يفصح عنه بعبارات وتمنيات مواصلة البحث والابداع في مختلف روافد المعرفة.
ثمانية فصول هي محتويات كتاب المعموري وتقديم موجز يلخص رؤيته الفكرية والمعرفية ومن باب تيسير اطلاع القارئ عليها سأحاول الاشارة إليها بشيء من التفصيل لإعمام الفائدة , ريثما يصبح المنجز متاحاً في مكتباتنا العامرة بسبب ما نعانيه من سوء توزيع الكتاب في بلدنا..
ولابد من اقتطاع هذا الجزء من التقديم الذي يفصح عن اسباب اهتمام المعموري بهذا الحقل اذ يقول:
أخيراً سيظل هذا المجال مفتوحاً امام الباحثين والمشتغلين في الحقل التوراتي , كما ان استمرار تغذيته يمثل ضرورة حضارية / فكرية مهمة جداً وعلينا تكريسها في مرحلة صراعنا الحاسم مع الحركة الصهيونية , لأن واحداً من اهم اسباب صراعها معنا هو الاحساس بالإخصاء الحضاري. أما الحضارات الجزيرية المهيمنة والتي سرقوها وشيدوا عليها موروثهم , ومع كل محاولاتهم في التكتم والتزييف فان مكوناتهم تومئ الينا بصراحة تامة. وكانوا غرباء عن الحضارة ولم يعرفوا غير الخطاب / اليهودي / الأمومي والذي صعدت تفاصيله حتى في طقوس الجنس المقدس.
يتضمن الفصل الأول من [ التوراة وطقوس الجنس المقدس ] ما يلي:
1ـــ الاله دموزي / تموز وعشتار في التوراة
2ـــ الملك دموزي / تموز يتبادلان المجال في طقوس الجنس المقدس
3ـــ الالوهة صفة الملوكية....
وفي الفصل الثاني:
1ـــ اللذات العشتارية والطاقة الخلاقة للاله الشاب
2 ـــ عشتار الجنس وسلة الالوهة المؤنثة
3ـــ الفرج مركز الحياة والخصب
4ـــ عشتروت / السارية
ويضم الفصل الثالث:
1ـــ مدلول الرمز الجنسي
2ــــ الرمز القضيبي
وفي الفصل الرابع:
1ـــ طقوس الجنس المقدس
2ـــ الشفاهية وسيلة للاتصال والتبادل الثقافي
3ـــ نشيد الانشاد , نص في الجنس المقدس
4ـــ النصوص السومرية ونشيد الانشاد
5ـــ شعرية الرمز وقوة المدلول
6ـــ توراة القدس ونشيد الأنشاد
أما الفصل الخامس فيضم:
1ــ رثاء تموز تعطيل مؤقت للجنس المقدس
2ـــ يهوه يسرق لحية الملك د موزي / تموز
ويضم الفصل السادس:
.. نصوص الجنس المقدس في التوراة
.. لوط يضاجع بنتيه سكراناً
.. داود والرقص
.. الزواج اليهودي
ويقتصر الفصل السابع ـــ ص 287ـــ ص 307ـــ على موضوع الاله يهوه يتزوج اسرائيل
اما الفصل الثامن فيكرسه المعموري للانهيارات:
.. انهيار الخطاب الامومي وصعود السلطة الأبوية
.. انهيار الديانة اليهودية
واضافة الى فصول الكتاب هذه ضم ايضاً فهرساً للاشكال والصور التوضيحية التي بلغت (94) شكلاً وصورة , وفي الكتاب فهرس بــ (43) مرجعاً بدأها بــ الكتاب المقدس وختمها بــ العنف والمقدس والجنس في الميثولوجيا الاسلامية لمؤلفه تركي علي الربيعو
وقبل الختام..
اود ان الفت انتباه القارئ الى ان هذا العرض الموجز لا يغني عن قراءة الكتاب ففيه من الثراء ما لا يمكن تلخيصه بهذه العجالة , كما اتمنى على نقادنا الكبار الانتباه الى منجز المبدع الكبير ناجح المعموري ومناقشته وابداء الرأي فيه خدمة لثقافتنا الوطنية... وأخيراً لا يسعني إلا ان اتوجه الى مؤسسة المدى بوافر الثناء والشكر لتوفيرها هذا الزاد المعرفي لقرائها ورفد مكتباتنا بكل ما هو مفيد و جديد.