كلمات من القلب

Monday 20th of June 2016 05:34:05 PM ,

كان زمان ,

بقلم: موسى صبري
اصوات محجوبة؟
كان الاستاذ فتحي رضوان وزير الارشاد محقا كل الحق، عندما قلت نظر المسئولين في الاذاعة، الى مستوى الشارع الذي نزل اليه بعض ما اذيع في برنامج ساعة لقلبك، فاضحاك الجمهور لا يعني ان تخاطب حواسه باسلوب مفضوح، وانما يجب ان يكون بالارتفاع بمستوى التقاطه للنكتة المهذبة التي تحمل معنى المفارقة المضحكة وشيء آخر يثير التساؤل: لماذا اختفت اصوات تماضر توفيق وصفية المهندس وغيرهما من صاحبات واصحاب الاصوات الميكروفونية الممتازة..

لماذا اختفت هذه الاصوات من نشرات الاخبار.. هل هناك سبب واضح مفهوم لحجبها عن اذان المستمعين؟.. او ان السبب غير واضح وغير مفهوم؟..
ازمة كمال الطويل
هل اعتدى كمال الطويل على زميله الملحن حسين جنيد، فلحن قصيدة"سمراء"وهو يعلم ان القصيدة قد لحنها زميله، وغناها المطرب كارم محمود..
او ان كمال الطويل مجنى عليه، لم يفعل سوى ان لحن قصيدة استجابة لرغبة الامير السعودي ناظم القصيدة الصحيح ان كمال الطويل لم يشرع في تلحين هذه القصيدة الا بتكليف من الامير السعودي.
والصحيح ايضا ان كمال الطويل قبل ان يحلنها وهو يعلم ان هذه القصيدة بعينها سبق ان لحنها زميله حسين جنيد، واستند انا في صحة هذه الواقعة الى الملحن والمطرب سيد اسماعيل الذي قال لي انه سبق ان ابلغ صديقه كمال الطويل عندما علم انه سيلحن قصيدة سمراء، ان حسين جنيد انتهى من تلحين القصيدة بناء على تكليف رسمي من الاذاعة وغناها كارم محمود.
وقد روى لي سيد اسماعيل هذه الواقعة في مكتبي بالجيل، وفي حضور الاستاذ كامل الشناوي، الذي اقر بان هذه الواقعة لو صحت، لاوجبت اللوم على كمال الطويل.
انا لا اكتب هذا الكلام لاهاجم كمال الطويل، او لادافع عن حسين جنيد، بل انني التمس العذر لكمال الطويل اذا كان قد تشبع بكلمات القصيدة، وامتلات مشاعره بمعانيها فانطلق لحنه على الرغم منه.. والتمس له العذر ايضا لان الامير السعودي قد خصص الفين من الجنيهات للصرف على تسجيل اللحن، مما اتاح الفرصة كاملة ضخمة لكمال الطويل ان يفرغ في لحنه كل الامكانيات الفنية.. وقد قال لي من استمعوا الى اللحن، انه رائع وبديع ولكن السؤال الان، ما هو الذنب الذي جناه حسين جنيد عندما لحن القصيدة بتكليف رسمي من الاذاعة؟.
فلتكن الاذاعة هي المخطئة.. وليكن الامير هو المخطئ.. ما هي الوسيلة لاصلاح هذا الخطأ؟.. وكيف نحمي لحن حسين جنيد من هذا الاعتداء وكيف نحمي في الوقت نفسه لحن كمال الطويل من ان يقذف به في زوايا النسيان..
سألت في هذا الاستاذ محمد فوزي رئيس اتحاد المؤلفين والملحنين.. هذا الاتحاد الذي تضم عضويته كلا من حسين جنيد وكمال الطويل.. سالته رأيه في هذه المشكلة.. وما هي وظيفة هذا الاتحاد اذا لم يستطع ان يقضي فيها برأي حاسم مسموع مطاع؟..
وقال محمد فوزي انه يعتقد ان كمال الطويل قد اعتدى على حسين جنيد، ثم عاد محمد فوزي وطلب مني الا اكتب هذا على لسانه، لانه رئيس للاتحاد، ولا يجوز للرئيس ان يقضي برأ حاسم دون الرجوع الى مجلس الادارة.
ثم عاد يقول ان الاذاعة هي المخطئة ثم قال ان تصرف كمال الطويل لا يخالف القانون، ولكنه ينافي العرف الفني بين اهل المهنة الواحدة.
وخرجت من كل اقوال محمد فوزي رئيس اتحاد المؤلفين والملحنين ان الاتحاد عاجز عن ان يفتي برأي في مسالة تمس صميم عمل الاتحاد.
ابن عبد الغني السيد؟
انني ارشح المطرب عبد الغني السيد للعمل في السينما ممثلا كوميديا، انا واثق انه سيثر الضحك في القلوب الباكية..
ان عبد الغني السيد لم يفشل في السينما، ولكن السينما المصرية فشلت في تقديم عب الغني السيد، ان مخرجا واحدا لم يعطه الدور الملائم لشخصيته المتفق مع طبيعته.. لقد ظهر في دور العاشق الهائم الذي يملأ الدنيا حبا وهياما.. وهذا دور لا يصلح له عبد الغني السيد، ان المخرجين يريدون اظهار المطرب دائما في دور الذي يذيب قلوب العذارى..
وهذا ما حدث بالنسبة لعبد العزيز محمود. وهذا ما صدم الجمهور في بعض افلام عبد العزيز محمود.
والذي اقوله عن كفاية عبد الغني السيد كممثل كوميدي من الطراز الاول ليس غائبا عن مخرجي السينما، فكلهم استمعوا اليه في مئات السهرات الفنية التي لا يفسرها الاغراق في الضحك الا بوجود عبد الغني السيد، ان له موهبة في تقليد المطربين والكواكب، تقليدا كاريكاتوريا ينافس ريشة رخا وصاروخان وعبد السميع.. ان كل مخرجي السينما في مصر يمسكون بطونهم من الانفلات في الضحك، عندما يجالسون عبد الغني السيد.. ولكنهم في الوقت نفسه يمسكون عقولهم عن استغلاله على الشاشة!
انه يقدم لجلساته صورا تمثيلية لشخصية ابن الذوات المترف السكير وشخصية الصعلوك الذي يرتدي فقط ملابس ابناء الاغنياء وشخصية عاشق الغانية البسيط.. وغيرها وغيرها من الشخصيات التي يتقن تمثيلها باسلوب فريد، لا تستطيع امامه الا تنسى عبد الغني السيد المطرب، وتعيش في عبد الغني السيد الممثل الكوميدي الممتاز.
انني ارشحه لدور مطرب سكير ينتقل من فشل الى فشل، فتصادفه كاتبة مسرحية مشهورة ترسم له دور التمثيل في رواية مسرحية يكتب لها النجاح.. فيحب المطرب السكير الكاتبة الناجحة.. من اعماق قلبه الواعي.
ويرى فيها منقذته من ادمان الخمر.. واذا بها تهرب من حبه، لانها احبت فيه البوهينية الفاشلة.
صح النوم
الممثل المسرحي والسينمائي رياض القصبجي الذي برع في ادوار الرعب والفزع له شكوى غريبة كنت في شك من تصديقها.
انه الان في فترة استراحة من العمل ولا اريد ان اقول انه يعاني مرارة البطالة، وهي فترة تمر بكل فنان لغير سبب مفهوم، والرجل يريد ان يعيش رافعا هامته منقذا كرامته، وهو يدين احدى شركات السينما بمبلغ 40 جنيها طالب بها عشرات المرات، ولم يصبح امامه مفر من الالتجاء الى القضاء، وقانون النقابة يلزمه باستئذان النقابة في خصومة الشركة، وقدم رياض مطلبه الى النقيب احمد علام، وهو في انتظار اكتمال اجتماع مجلس النقابة ليفصل في طلبه منذ اربعة اشهر.
كنت افهم ان عينه النقابة على الوصول الى حقه الحلال، وهذا لب رسالتها لا ان تكون عقبة امامه دون هذا الحق.

الجيل / كانون الثاني- 1955