في الذكرى المئة والخمسين على صدورها أليس في بلاد العجائب الخيال البريء

Saturday 26th of November 2016 06:57:46 PM ,

ملحق اوراق ,

ترجمة / اوراق
تصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ150 لكتاب الأطفال الشهير " أليس في بلاد العجائب " الذي كتبه الكاتب الإنكليزي لويس كارول في عام 1865، هذا الخيال البريء ماذا كان يعني للأجيال المختلفة؟

وبهذه المناسبة فقد اصدرت هيئة البريد الملكية مجموعة من الطوابع زينتها بلوحات جميلة وهي المرة الأولى التي تحظى مثل هذه الرواية للأطفال بهذا الشرف الكبير وبعد 150 عاما من صدورها ونحن ما زلنا متأثرين بأحداثها وشخوصها من الفتاة الصغيرة أليس إلى الأرانب والأبواب السرية التي تفضي بنا إلى عوالم مدهشة أثارت فينا الإحساس ببلوغها إذا كنا نمتلك البراءة والطيبة اللتين امتلكتهما أليس، ولكن هل هي مجرد حكاية بريئة لحلم طفلة صغيرة أرادت أن تعيش مغامرة مسلية، أم أن هناك أكثر من ذلك مما تراه العين بداية؟
يقول ويل بروكرمن جامعة كينغستون أن كل جيل له ثقافته المعاصرة ولويس كارول أراد من خلال روايته الشعبية هذه إحداث ما يشبه قتل الفراغ الذي يعيشه الطفل الإنكليزي في العصر الفيكتوري الذي كان يبحث عن شيء يسليه، فجاءت هذه المغامرات عفوية وبلغة بسيطة أحبها حتى الكبار، والشيء الملفت للنظر في هذه الرواية أن كارول لم يكن دارسا للتحليل النفسي الذي بدأه فرويد في ثلاثينيات القرن الماضي حتى يقترب من نفسية الطفل، فقد سبقه بسنوات عند وضعه لها ما جعله يغوص عميقا في تلك الشخصية وكأن التفسير الفرويدي غير بعيد عنه، وحتى وهو يجعل من أليس الفتاة البريئة أن يكبر حجمها ويصغر عند تناولها حبة معينة فإنه أراد أن يقول لنا لا تدعوا مثل هذه الأدوية في متناول يد الأطفال لأنهم يجهلون ماهيتها مع أن الأرنب الأبيض في الرواية قد قال ذلك لها وأصرت على ابتلاعها ما يجعل من هذا الأمر أشبه ما يكون بتناول مخدر ما يأخذنا إلى عوالم أخرى غير عوالمنا مع أن كارول كان في الواقع رجلا معتدلا بحسب شهادة كاتب سيرته الأولى تشارلز دودجسون يوافق على هذا القول كذلك البروفيسور بروكر الذي قال: نعم كان لديهم وقتذاك الأفيون، لكني لا أعتقد أنه كان من نوع الرجال الذين يتعاطون المخدرات كما اتهم من قبل، وأضاف
: انها من أعراض ثقافة التابلويد لدينا للتفكير بما يجب أن يكون الناس عليه من الأسرار التي تخلف بعض الضجة، لكنني لا أعتقد بها.

الرواية وعلى سعة انتشارها الشعبي لم تقف عند حدود نشرها كمطبوعة في متناول القراء الصغار بل سارعت الشركة الرائدة في إنتاج أفلام الأطفال والت ديزني في تكييف قصتها إلى فيلم ناجح عام 1951 عادت السينما العالمية بعدها إلى إعادة إنتاجها عام 2010 وهناك ألعاب الفيديو أخذت طريقها للأطفال أيضا وتأسست على أثرها حدائق للملاهي احتوت الشخصيات الرئيسة للقصة وبضائع لا حصر لها.
الأجيال القادمة قد تشهد المعاني الخفية الأخرى لهذه القصة حتى لدى الشباب في محاولة لفهم عالمهم الكبير والغريب الذي عاشوه صغارا وها هم يعيشونه كبارا فمن أسفل فتحة الأرانب نذهب دائما إلى المجهول فدعونا نترك الافتراضات عند أبوابها تلك علها تخبرنا عن أسرار أخرى لأحلامنا...