أساطير التمثيل: ميريل ستريب

Tuesday 10th of January 2017 06:52:28 PM ,

منارات ,

أطلقوا عليها لقب الحرباء، لقدرتها على تقمص أي دور يسند إليها ببراعة شديدة. إنها الممثلة ميريل ستريب التي ولدت في 22 يونيو 1949 في مدينة سوميت في ولاية نيو جيرسي بالولايات المتحدة الامريكية. تعتبر ميريل من أعظم الممثلات اللاتي ظهرن على الشاشة الفضية والقادرة بتميز على إعطاء كل دور تمثله الروعة والبصمة التي لا تنسى للأبد.

ليس هناك دليلاً أكبر على هذا من ترشيحها للأوسكار سبعة عشر مرة و فوزها بثلاث جوائز من بينها. إنه لمن الواضح حقاً أن ميريل ستريب ممثلة لا تقارن بغيرها من الممثلات

انطلقت ميريل ستريب في عالم السينما أواخر السبعينيات من القرن الماضي مع أول فيلم لها “كوني جوليا” (1977). دورها لم يكن كبيراً في هذا الفيلم، ولكنها استطاعت بإتقانها أن يلاحظها الجميع. إنجازها الكبير جاء بعد ذلك عندما مثلت أمام الأسطورة روبرت دي نيرو في فيلم “صائد الغزلان” (1978) الذي يحكي عن قصة بلدة أمريكية يتضرر سكانها من الآثار النفسية المدمرة من حرب فيتنام. دورها في هذا الفيلم رشحها لنيل جائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة للمرة الأولى. و منذ ذلك الوقت وهي تزداد تطوراً وشهرة.
في عام 1979 مثلت ميريل ستريب اثنين من أفضل أدوارها. في فيلم “مانهاتن” لوودي ألن، قدمت ميريل ستريب دور الزوجة السابقة اللئيمة و الساخطة و حظيت بالعديد من الإعجاب و القبول من قبل النقاد. كما أبدعت في دور الأم التي تمر بتجربة طلاق صعبة في فيلم “كرايمر ضد كرايمر” الذي شاركها في بطولته الممثل المتميز الآخر داستن هوفمان. وكان هذا الدور هو الذي أهلها للترشيح لجائزة الأوسكار للمرة الثانية والفوز بها للمرة الأولى في حياتها المهنية
وصلت شعبيتها إلى أوجها في عقد الثمانينيات و في 1981 أدت دور البطولة في فيلم “إمرأة الملازم الفرنسي” مشاركة البطولة مع جيريمي أيرنز. و في العام التالي مثلت واحداً من أكثر أدوارها شهرة في فيلم “اختيار صوفي”، الذي أدت فيه دور إمرأة بولندية نجت من المحرقة النازية “الهولوكوست”. قدمت ستريب في هذا الدور أداءاً مشحوناً بالعاطفة أكثر مما قدمت في أي دور آخر، وأثبتت مرة أخرى قدرتها الكبيرة على تقليد اللهجات لغير الناطقين بالإنجليزية. كان استقبال الدور رائعاً من قبل المشاهدين والنقاد لدرجة أنه أعطى ستريب جائزة الأوسكار الثانية. ومع ذلك، فهي لم تهدأ وتكتفي بهذا الإنجاز واستمرت في تقديم العروض الرائعة التي تعلق بالذاكرة
في عام 1983، لعبت ستريب دور الناشطة الإتحادية كارين سيلكوود في واحدة من أول أفلامها للسير الذاتية، “سيلكوود”. كما قدمت أفلاماً أخرى جديرة بالذكر خلال هذا العقد منها فيلم “الوقوع في الحب” (1984)، وهو التعاون الثاني لها مع روبرت دي نير، وهناك ايضا فيلم “الكثرة” (1985)، و فيلم “خارج أفريقيا” (1985) الذي شاركها فيه البطولة روبرت ريدفورد، كما مثلت أيضاً فيلمين مع جاك نيكلسون هما “حرقة قلب” (1986) و “أعشاب الحديد” (1987). و في أواخر الثمانينيات مثلت ستريب أول دور كوميدي لها في فيلم “شيطانة” عام (1989) مشاركة البطولة فيه مع روزان بار.
حبها للأدوار الجديدة والمثيرة للاهتمام نمى أكثر في التسعينيات من القرن الماضي حيث واصلت العمل جنباً إلى جنب مع نجوم هوليوود مثل دينيس كويد في فيلم “بطاقات بريدية من الحافة” (1990)، وكذلك مع بروس ويليس و غولدي هون في فيلم “الموت أصبح هي” (1992). في عام (1995)ً وقفت أمام كلينت إيستوود في واحداً من أكثر أفلامها المفضلة لدي و هو فيلم “جسور مقاطعة ماديسون” الذي أعتقد أنه لا يزال لم ينل التقدير الذي يستحقه.
كما تألقت ستريب في فيلم “غرفة مارفن” (1996) الذي يحكي عن أختين أُجبرتا أن تضعا خلافاتهما جانباً عندما تتعرض عائلتهما لأزمة. آخر أدوارها المميزه في هذا العقد كان في فيلم “الموسيقى من القلب” (1999) كمدرسة كمان تلهم مجموعة من الأطفال للإبداع و التفوق
واصلت ميريل ستريب تقديمها لأفلام كثيرة لا تنسى في الألفية الثانية وازدهرت بصفة خاصة عام 2002 عندما أدت دور الصحفية سوزان أورلين في كوميديا سبايك جونز غريبة الأطوار “الإقتباس”. وهذا الفيلم هو الآخر من أفلامي المفضلة حيث أثبتت فيه ستريب مرة أخرى أنها تمتلك مجموعة متنوعة من القدرات الهائلة. و في تلك السنة أيضاً قدمت ستريب دوراً آخراً رائعاً في فيلم “الساعات” لستيفن دولدري، بجانب الممثلتان المتميزتان نيكول كيدمان و جوليان مور.
إن دورها في فيلم “المرأة الحديدية” عام 2011 الذي جسدت فيه شخصية مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة يعد من أعظم أدوارها الحديثة. تقمست ستريب شخصية رئيسة الوزراء الأسطورة ببراعة وتمكنت بأدائها المذهل الجذاب أن ترفع من تقدير الفيلم متوسط المستوى. وقد استحقت عن هذا الفيلم جائزة الأوسكار الثالثة بجدارة.
وتشمل الأفلام المتميزة الأخرى لستريب في الألفية الثانية فيلم “برايري هوم كومبانيون” (2006) وهو آخر فيلم للمخرج العظيم روبرت آلتمان، “الشيطان يرتدي برادا” (2006) والتي جسدت فيه دور رئيسة تحرير قوية و متغطرسة لمجلة أزياء مشهورة، الفيلم الموسيقي “ماما ميا” (2008)، “الشك” (2008) الذي أدت فيه دور راهبة لا ترحم، و فيلم “جولي وجوليا” (2009) و هو سيرة ذاتية للطاهية الأمريكية الشهيرة جوليا تشايلد.
مع مجموعة واسعة من الأدوار الرائعة لها، تثبت ميريل ستريب مراراً وتكراراً أنها في مرتبة مميزة تبعدها كثيراً عن باقي الممثلات الأخريات. ما يجعلها مميزة جداً في نظري هو تفانيها وتركيزها في كل دور شاهدتها فيه و تبرهن بوضوح شديد أنها تمنح كل ما لديها من طاقة في أدوارها. ستريب هي ممثلة نادرة يمكنها أن تتقمس أي دور تريده بتفوق وبراعة. في الواقع، لا توجد ممثلة أخرى يمكنها أن تمنح السينما ما أعطته لها ميريل ستريب، إنها حقا أسطورة في عالم التمثيل.
فيلم “كرايمر ضد كرايمر”، من إنتاج سنة 1979.
فيلم “اختيار صوفي”، من إنتاج سنة 1982.
فيلم “جسور مقاطعة ماديسون”، من إنتاج سنة 1995.
فيلم “الاقتباس”، من إنتاج سنة 2002
فيلم “الشيطان يرتدي برادا”، من إنتاج سنة 2006
فيلم “الشك”، من إنتاج سنة 2008.

جوائـز الأوسكار:
ترشحت في سنة 1979 لجائزة أفضل ممثلة مساعدة في فيلم “صائد الغزلان”، إنتاج سنة 1978.
فازت في سنة 1980 لجائزة أفضل ممثلة مساعدة في فيلم “كرايمر ضد كرايمر”، إنتاج سنة 1979.
ترشحت في سنة 1982 لجائزة أفضل ممثلة في فيلم “إمرأة الملازم الفرنسي”، إنتاج سنة 1981.
فازت في سنة 1983 لجائزة أفضل ممثلة في فيلم “اختيار صوفي”، إنتاج سنة 1982.
ترشحت في سنة 1984 لجائزة أفضل ممثلة في فيلم “سيلكوود”، إنتاج سنة 1983.
ترشحت في سنة 1986 لجائزة أفضل ممثلة في فيلم “خارج أفريقيا”، إنتاج سنة 1985.
ترشحت في سنة 1988 لجائزة أفضل ممثلة في فيلم “أعشاب الحديد”، إنتاج سنة 1987.
ترشحت في سنة 1989 لجائزة أفضل ممثلة في فيلم “البكاء في الظلام”، إنتاج سنة 1988.
ترشحت في سنة 1991 لجائزة أفضل ممثلة في فيلم “بطاقات بريدية من الحافة”، إنتاج سنة 1992.
ترشحت في سنة 1996 لجائزة أفضل ممثلة في فيلم “جسور مقاطعة ماديسون”، إنتاج سنة 1995.
ترشحت في سنة 1999 لجائزة أفضل ممثلة في فيلم “الشيء الوحيد الحق”، إنتاج سنة 1998.
ترشحت في سنة 2000 لجائزة أفضل ممثلة في فيلم “الموسيقى من القلب”، إنتاج سنة 1999.
ترشحت في سنة 2003 لجائزة أفضل ممثلة مساعدة في فيلم “الاقتباس”، إنتاج سنة 2002.
ترشحت في سنة 2007 لجائزة أفضل ممثلة في فيلم “الشيطان يرتدي برادا”، إنتاج سنة 2006.
ترشحت في سنة 2009 لجائزة أفضل ممثلة في فيلم “الشك”، إنتاج سنة 2008
ترشحت في سنة 2010 لجائزة أفضل ممثلة في فيلم “جولي و جوليا”، إنتاج سنة 2009.
فازت في سنة 2012 لجائزة أفضل ممثلة في فيلم “المرأة الحديدية”، إنتاج سنة 2012.