اقتصاديات :هيئة الاستثمار ومجلس الأعمال

Monday 11th of April 2011 05:52:27 PM ,

ملحق الاقتصادي ,

 عباس الغالبي
بغض النظر عن الجهد الرائع الذي تضطلع به الهيئة الوطنية الاستثمارية سعياً لتنشيط عملية الاستثمار المصابة بالسبات والنكوص في ظل المناكفات السياسية وتداعياتها المؤثرة على المشهد الاقتصادي عموماً والاستثماري بشكل خاص، فأن المؤتمرات الاستثمارية العديدة التي عقدت خلال العام الماضي ومطلع العام الحالي لم تأت أكُلها، ولم يلمس المتتبع ومعه المواطن العراقي أية نتائج ملموسة على مستوى القطاعات الاقتصادية والخدمية كافة .

ولم تكن هذه المؤتمرات إلا محض تنظيرات واتفاقيات وإفصاح عن رغبة جامحة في دخول السوق العراقية من دون جدوى، حيث لم تلق تلك الرغبات انعكاساً واضحاً وظلت حبيسة تلك الرغبات، والسبب لا يحتاج إلى عناء لان التداعيات السياسية والتي سرعان ما تلتقي بالتداعيات الأمنية تحول دون دخول المستثمرين بشركاتهم الاستثمارية التي أعلنت عن تطلعها للاستثمار في العراق.
ولم تثن هذه الترددات والتوجس من جهد الهيئة الوطنية للاستثمار كجهة قطاعية مسؤولة عن تنفيذ حيثيات الاستثمار عبر القانون رقم 13 لسنة 2006، مع حالات التشكيك والانتقادات التي تواجهها هذه الهيئة، إلا أنها وبحكم متابعتنا الدقيقة لعملها كانت بكوادرها أشبه بخلية نحل دؤوبة الحركة رغم المعوقات التي توصف بعضها بالبيروقراطية الإدارية التي تعشش في جدلية الإدارة للوزارات الحكومية، وبعضها لوجستية تتعلق بالجهد الدبلوماسي والسياسي لدعم وحث الدول والشركات الاستثمارية لدخول سوق العمل العراقية، مع عدم فاعلية القطاع الخاص الذي مازال يحبو ويعاني في ظل جدلية فضاءات اقتصاد السوق التي تتطلب قطاع خاص فاعل ونشيط يمتلك دور الريادة في النشاطات الاقتصادية كافة مع دعم وإشراف حكومي في ظل هذه المرحلة التحولية
حيث برزت بعض المنظمات غير الحكومية والنقابات والاتحادات خلال الفترة الانتقالية الماضية، إلا أن دورها لم يكن بالمستوى المطلوب وليس بمستوى طموح المراقبين المتطلع إلى قطاع خاص فاعل ومؤثر في المشهد الاقتصادي، وقد يكون لها أسبابها بسبب ضعف الإجراءات الحكومية بهذا الاتجاه، حيث توصف معظمها بالخجولة والغير منتجة ، ما يجعل هذه المنظمات غير فاعلة في وسطها.
وقد ظهر خلال الفترة القليلة الماضية مجلس الأعمال العراقي الذي عبر عن وجوده كمنظمة اقتصادية تعنى بنشاطات القطاع الخاص، فعملت على عقد الكثير من اللقاءات والتجمعات والمؤتمرات والملتقيات، إلا أنها لم تكن ذا جدوى، وتنتهي فاعليتها بمجرد انتهاء الحدث كحال جميع المؤتمرات والتجمعات والملتقيات التي سبقتها والتي كانت في اغلبها بدعم اميركي وحكومي عراقي، وقد يكون الملتقى الأخير كسابقاته من حيث التأثير والنتائج، وذلك بسبب الهواجس التي تعتري المستثمرين ولاسيما العراقيين المقيمين خارج العراق بسبب بعض الإشكاليات التي يرونها معرقلة للاستثمار ولم تكون داعمة وساندة لقانون الاستثمار رقم 13، حيث أنهم يطالبون بتبديد هذه المخاوف عن طريق إجراءات وقوانين تصبح جاذبة للاستثمار بحسب رأيهم، وقد تكون هذه الجدلية هي الحاضرة في المشهد الاستثماري، فلا ندري ما الذي يفعله مجلس الأعمال وسواه من مكاسب استثمارية، وقد أثبتت التجارب أن التنظيرات والمؤتمرات الحافلة بالمطالبات والخطابات الرنانة كثيرة إلا أنها غير مجدية وعبارة عن فقاعات ليس إلا.