البغداديون ينشغلون بصحف المعارضة؟

Sunday 7th of May 2017 05:54:06 PM ,

ذاكرة عراقية ,

جواد عزيز
باحث تراثي
ادت الصحافة العراقية دورا بارزا ومهما في حياة المجتمع البغدادي، وكان لها تأثير اجتماعي وادبي، وبذلك فقد هزت ضمائر واحاسيس البغداديين، ولنا في صحف المعارضة التي كانت تصدر انذاك خير دليل، والتي كانت هي الصحف الوحيدة التي يهتم البغداديون بها، لانها كانت تعبر عن احلامهم وتطلعاتهم في الاستقلال ومقاومة المحتل الغازي.

اما بعض الصحف التي كانت تميل الى المحتلين الانكليز، امثال صحف (الاوقات البغدادية او العراق او المفيد) وتأخذ اخبارها من برقيات وكالات الانباء العالمية (رويتر الانكليزية وهافاس الفرنسية) فأنها لم تكن تقرأ من قبل البغداديين للاسباب المذكورة اعلاه وعلى عكس ماذكر فأن هنالك صحفا كانت تقرأ وتطلب من الاسواق لمعارضتها للحكم البريطاني والحكم المحلي، كصحيفة (الاستقلال) لعبد الغفور البدري وصحيفة (دجلة) لداوود السعدي وصحيفة البدائع لداوود العجيل وصحيفة سليمان الدجيل وصحيفة (الشعب) لسان حال حزب الشعب، ياسين الهاشمي وجماعته، وصحيفة (الامة) وصحيفة الحزب الوطني، وهي صحف واسعة الانتشار ولها التأثير الكبير في القارئ، وبعد ان اسس حزب الاخاء الوطني، صدرت صحيفة (الاخاء) التي كانت (معارضة) وهي خارج الحكم و(لسان الحكومة) اذ ما تسلم الحكم وتعد الصحف الاخرى معارضة، اما صحيفة (التقدم) التي اصدرها حزب التقدم، وهو حزب عبد المحسن السعدون وقبله جعفر العسكري، فكانت حكومية سرعان ما انهارت وانهار معها الحزب بعد حادثة انتحار عبد المحسن السعدون، ولكن على الرغم من ذلك فقد كانت تقوم بنشر الحوادث المهمة التي كانت تحدث ولايمكن تجاهلها، كقدوم الدكتور عبد الرحمن الشاهبندر الى بغداد وتكريمه، والقصائد والخطب التي القيت في جامع الحيدر خانة تكريما له وخصوصا قصيدة الشاعر المرحوم كمال نصرت التي كانت موضع اهتمام انذاك وكذلك الاحتفالات التي اقيمت احتفاء بالفيلسوف اللبناني امين الريحاني تم زيارة المستشرق الفرنسي الشهير (ماسينون) والقاؤه محاضرتين في (رويال سينما) ثم زيارة احمد امين وجماعته من العلماء المصريين والاحتفاء الكبير بهم.
كانت هذه المواضيع تنشرها الصحف المعارضة او المؤيدة مجبرة، والاهتمام بها وتنشرها بالتفصيل لارتباطها بحياة الناس واهتماماتهم، والغريب في ذلك ان وفاة الملك حسين ملك الحجاز الذي كان منفيا في قبرص لم تأخذ اي اهتمام في الصحف، ولم يشعر الناس بوفاته، بعكس الدعاية التي بثت له والمبايعة له على انه خليفة على المسلمين وتوزيع صورته بالعمامة البيضاء مع المناشير الداعية لذلك.
عن جريدة الاتحاد/ حزيران 1985