17 شاعراً روسياً في كتاب من ديوان الشعر الروسي

Saturday 27th of May 2017 06:06:38 PM ,

ملحق اوراق ,

الشعر الروسي غور لا يسبر ولا يمكن أن يحتويه كتاب واحد بين دفتيه، شأنه شأن الشعر القومي في أي بلد يمتلك تراثاً شعرياً ضخماً. ومع شعورنا أن هذه المختارات التي ستقدم خلال كتاب”من ديوان الشعر الروسي”الصادر عن مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، والتي قدمتها د. حياة شرارة، ما هي إلا غيض من فيض، فهي عقدت العزم على ترجمتها لتوفير انطولوجيا

في الشعر الروسي الذي يشغل منزلة رفيعة بين عيون الشعر العالمي، ولإطلاع القارئ العربي على نموذج يعد – بحسب رأي المعدّة والمترجمة – من غرره.
القرن التاسع عشر هو الفترة الزمنية التي توخت المُعدّة الترجمة لشعرائها، لكت وجدت أن هذا لزاماً عليها لغرض العودة لبداياته ومعرفة امتداداته القديمة التي لعبت دوراً كبيراً أو قليلاً في تطوره وبلورته. لذلك صارت”اغنية حملة إيغور”واشعار البيليني والاشعار الدينية وبعض شعراء القرن الثامن عشر نقطة البدء في ترجمة حياة شرارة لكي تستطيع أن تعطي صورة تاريخية واضحة عن نشوء هذا الشعر، وقد نقلت”اغنية حملة إيغور”عن ترجمة ابولون مايكوف الشعرية إلى اللغة الروسية مع مقارنتها – بقدر ما استطاعت – مع النص الاصلي الذي كان مكتوباً نثراً.
ترجمت حياة شرارة في هذا الكتاب اشعاراً لنحو من سبعة عشر شاعراً يمثلون مختلف الاتجاهات والمراحل التي شهدها مسرح الحياة الشعرية.
لم يكن عدد القصائد المترجمة في هذا الكتاب متساوياً لحميع الشعراء، بل ترجم لهم حسب مكانتهم واهميتهم في الحياة الشعرية، وأكثر من ترجم لهم هي قصائد بوشكين وليرمنتوف وتوتشيف ونيكراسوف، اما الشاعر فيت فتشعر المترجمة انها لم توفه حقه لعدم توافر ديوانه لديها، مما اضطرها إلى الاقتصار على ترجمة ما وجدته في كتب المختارات الشعرية وهي قليلة قد لا تفي بالغرض المنشود، ولم تكتفِ المترجمة على ترجمة قصائد هؤلاء الشعراء بل اختارت نماذجاً من رواياتهم ومسرحياتهم الشعرية أيضاً.
كتبت المترجمة شرحاً موجزاً لنشوء الشعر الروسي وتطوره عبر الحقب التاريخية المتتابعة واشارت إلى الروافد التي رفد منها ودور كل شاعر في مدّه بإضافات جديدة واعطت أيضاً نبذه مختصرة من سيرة الشعراء الذين ترجمت لهم، اما الشعراء الآخرون الذين لم تترجم لهم وورد ذكرهم في مقالاتها عن الشعر الروسي، فقد اكتفت بذكر تاريخ ميلاده ووفاته كي يكون القارئ محيطاً بالفترة الزمنية التي نظموا فيها كتبهم واشعارهم.
وتشير المترجمة ومُعدّة هذا الكتاب الى انها استخدمت مصطلحات شعرية اجنبية احياناً في سبيل الحفاظ على ظلال معناها ودقته، فأبقت كلمات بيليني وأودا وبوثيما وساتير وهلمجرا على ما هي عليه، ولا تجد خيراً في استخدام بدائل ومرادفات عربية لها لانها لاتنقل مضموناً حقيقياً بشكل كامل.
استعانت المترجمة بدواوين الشعراء انفسهم لتهيئة هذا الكتاب واضافة الى كتب المختارات الشعرية باللغتين الروسية والانكليزية، واستعانت كذلك بكتب تاريخ الأدب الروسي التي اعانتها على التتبع التاريخي لتطور الشعر الروسي مثل كتاب”تاريخ الأدب الروسي في القرن الثامن عشر”لبلاغوي، و”تاريخ الأدب الروسي”الصادر عن معهد الأدب الروسي”دار بوشكين”التابع لأكاديمية العلوم، و”تاريخ الأدب الروسي في القرن التاسع عشر”تحت اشراف البروفسور بيتروف اضافة الى عدد آخر من الكتب النقدية وكذلك بعض الكتب المتعلقة بالأدب الاوربي الغربي.