الخائن لجيفارا يتحدث أخيرا: (فعلت ما هو الأفضل لرفاقي وللبقاء حـيّــاً)

Tuesday 13th of June 2017 05:51:00 PM ,

منارات ,

إعداد وترجمة : ابتسام عبد الله
وصف الرسام كيرو بوستوس لأكثر من 40 عاماً بالرجل الذي خان الثورة وخان شي جيفارا، ولكنه اعتقل من قبل الجيش البوليفي المدعوم أمريكيا، في نفس الغابة التي اعدم فيها جيفارا وهو في سن الـ39، وعانى كيرو شهرين ونصف في التحقيق، خوفاً من ان يقتل، وقد حاول الجيش والاستخبارات الامريكية انتزاع معلومات منه، ولكنه ظل محتفظا بهوية مزيفة وكلمات جيفارا ترن في أذنيه.

(إن تم اعتقالك، قال له جيفارا وهو يغادر المعسكر في نيسان 1967، ثم أكمل، (الأمر الأكثر أهمية هو إخفاء وجود الكوبيين ووجودي أيضا).
ولكن، في اللحظة التي اكتشف فيه معتقلوه، ان كيرو لم يكن صحفيا، كما ادعى، بل مقاتلاً، أرغموه على رسم تخطيطات لكل من جيفارا وجماعته من المقاتلين للتعرف عليهم.
لقد اتهم الكثيرون كيرو بانه خان الثورة- وهي صفة لاتزال ملتصقة به.
واليوم وهو في الـ81 من عمره، يقول كيرو: (ما أن علموا من أنا، كان عليّ الدفاع عن شبكتنا-وهذا ما فعلته كي يعتقل احد منهم).
(وعلموا انني رسام ولذلك طلبوا مني رسم بعض الصور).
كانت صورة لجيفارا لديهم في ذلك الوقت، وايضاً كل واحد مقيم في المخيم، فما الذي ستفعله الصورة لهم؟
وهكذا قمت بتخطيط بعض الوجوه، وأضيفت عليهم لمحات من الإحساس بالانتصار، من حماية مصادرنا والبقاء على الحياة.
(لم يكن ما قمت به يعني شيئا بالفعل، كل ما فعلته هو رسم أناس ذوي لحى..).
ويقدم كيرو لمحة جديدة عن جيفارا، الطبيب الذي تحول إلى مقاتل، والذي يعتبر من قبل البعض، القاتل القاسي، ولكنه بالنسبة للملايين رمزا للأمل ضد اللاعدالة الرأسمالية.
ومن المعروف ان جيفارا مع فيدل وراؤول كاسترو، يعتبرون مفتاح الثورة الكوبية التي أطاحت بحكومة باتيستا المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأميركية عام 1959، لتأسيس دولة شيوعية بدلاً عنها، لاتزال قائمة في كوبا.
وجيفارا، لم يقاتل من اجل كوبا فقط، بل في الأرجنتين وغواتيمالا والكونغو وبوليفيا.
وكيرو، كان مستعداً لتقديم حياته في سبيل رفيقه الأرجنتيني جيفارا وقضيتهما، ولكنه سجن في بوليفيا 30 عاماً، ولكن سراحه اطلق بعد 3 أعوام فقط، هرب إثر ذلك إلى الأرجنتين ثم شيللي وأخيرا وصل إلى السويد.
ويهز كيرو رأسه ويقول: (لم يكن لدي خيار آخر، إذ علمت ان الاستخبارات الأرجنتينية لديها قائمة بالأشخاص الذين حكموا بالإعدام، وكان اسمي من بينهم).
وعاش كيروا في السويد مع زوجته آنا ماريا، وتم طلاقهما مؤخراً ولديهما ابنتان.
ويقول، (كنت أريد التحدث عن هذا الأمر، كونه الملازم المرافق لجيفارا، ولكنني كتمته، لأن إصدار كتاب عن تلك الأعوام، كان يتطلب الإشارة الى عدد من الأسماء التي كانت مرتبطة بالنضال، كانت تلك الأيام خطرة جداً، كما انني لم أحاول كسب المال عبر صداقتي لشيء).
وكيرو قد اصدر اخيراً كتاباً عن ذكرياته مع جيفارا بعنوان، (شيء يريد أن يراك).
ويتحدث عن لقائه الأول بجيفارا قائلاً، انه كان متعاطفاً مع الثورة، وانتقل الى هافانا في كوبا، عمل في مصنع ثم درّس في الجامعة، حتى دعي للقاء جيفارا عام 1962، ويقول: (عندما التقيته قال شيئا، ((اوه، لقد جئت)) وكأنه يعرفني طيلة حياته).واختاره جيفارا في أولى الحملات في أمريكا اللاتينية، ولكن المهمة لم تنجح، وقد قتل حينذاك معظم المقاتلين.
ومنح كيرو شريطين لبقائه وأصبح الملازم المرافق لجيفارا، وسافر معه الى غابات بوليفيا، عام 1966.
وكيرو يبلغ حالياً الـ81 من عمره، ويقول مستذكراً، إن شي كان يعاقب أفراد مجموعته، إن ارتكبوا خطأ ما، وهو بالذات ارتكب هفوة، عندما ترك بندقيته بالقرب من نهر، مما كان سيعطي للأعداء دليلاً على اتجاههم.
وقد عاقب هو نفسه، ليتولى خدمة رجاله بنفسه وعندما اقترب الجيش البوليفي، تقرر هروب كل من كيرو والصحفي ريجيه دوبريه (المتعاطفان مع القضية)، ولكنهما اعتقلا في 30/4/1967.
وظل كيرو يدعي انه صحفي تم القبض عليه لإجراء مقابلة مع المقاتلين، ولكنهم اكتشفوا أمره، وطلبوا منه رسم تلك الوجوه، والا فانه سيرسل الى محكمة عسكرية.
ويقول مستطرداً، انه علم بوفاة جيفارا في الوقت الذي حكم عليه شخصياً، وكان ذلك في 9 من تشرين الأول عام 1967، ويقول عن ذلك، (فقد أعلن ان جيفارا مات في القتال، وفي الحقيقة، تم إعدامه).
كان الخبر بالنسبة اليه مثل إطلاقة اخترقته، (كان رجلاً عظيماً، ووفاته نهاية الثورة).

عن: الديلي ميرور

هذه المادة من أرشيف صحيفة المدى
لعام 2015