حقائق عن اجتماع الكاظمية قبل ثورة تموز #1633 #1641 #1637 #1640

Sunday 23rd of July 2017 05:38:13 PM ,

ذاكرة عراقية ,

فارس عبد الوهاب أمين
نشرت صحيفة المدى في ملحق ذاكرة عراقية بعددها (3964) الصادر يوم الاحد 9/7/2017 مقالا تحت عنوان (في ذكرى ثورة 14 تموز 1958.. محاولات الكشف التي تعرض لها تنظيم الضباط الأحرار) للكاتب صلاح خلف الغريري تناول خلاله الكاتب عددا من المحاولات التي سبقت ثورة 14 تموز وأبرزها اجتماع الكاظمية مقدما معلومات غير دقيقة ولا تستند على حقائق تاريخية فيما يتعلق بهذه الحادثة،

منها شهادة شقيق رئيس اركان الجيش رفيق عارف وكذلك لجنة التحقيق التي شكلت بعد انقلاب ٨ شباط ١٩٦٣ برئاسة وزير الدفاع البعثي المشبوه صالح مهدي عماش الذي يعد من الاصدقاء المقربين من العقيد اسماعيل العارف المتهم الرئيسي في هذه القضية والذي لعبت المخابرات المركزية الاميركية في توثيق هذه العلاقة حتى قبل الانقلاب الاسود.

فجميع الكتب والبحوث العلمية والاكاديمية تؤكد ان العقيد الركن اسماعيل ابراهيم العارف هو الواشي وهو من كشف التنظيم امام رئاسة اركان الجيش.
فقد ذكر رئيس اركان الجيش رفيق عارف اثناء محاكمته في محكمة الشعب برئاسة الشهيد العقيد فاضل عباس المهداوي بعد ثورة ١٤ تموز انه كان يعرف بوجود تنظيم الضباط الاحرار وأنه كان يعتبر الضباط مثل أولاده ولم يحاسبهم او يخبر السلطة عنهم لكنه اكتفى بنقل رفعت الحاج سري الى خارج بغداد واكد انه ساعد التنظيم على النجاح بعد ان قام بنقل الضابط الذي كان يشكل خطراً على التنظيم الى وظيفة ملحق عسكري، وهذا الكلام بالتأكيد ينطبق تماما على اسماعيل العارف لانه اصبح ملحقا عسكريا بالسفارة العراقية في واشنطن.
كما ذكر العقيد محسن حسين الحبيب في مذكراته وهو عضو اللجنة العليا لتنظيم الضباط الأحرار ما يلي: لقد تساءل الكثيرون بعد حادثة الكاظمية عن اسم الضابط الذي اخبر رئيس اركان الجيش بالاجتماع، وانه من الواضح لم يكن رفعت الذي أضره النقل اكثر من غيره بل واحد من الثلاثة الآخرين والذي يجب ان يكون وثيق الصلة برئيس اركان الجيش لكي يكون بمقدوره اخباره في صبيحة اليوم التالي من الاجتماع، وطبعا منصب اسماعيل العارف كسكرتير شخصي لرئيس اركان الجيش تؤشر الى تلك الحقيقية، وبعد نجاح ثورة ١٤ تموز اتصل اسماعيل العارف بجاسم العزاوي السكرتير الصحافي للزعيم وطلب منه اقناع الزعيم بنقله الى نيويورك ليصبح مندوب العراق في الامم المتحدة فوافق الزعيم على ذلك الامر الذي ادى الى غضب عبد السلام عارف ووصفي طاهر وقد تجسد هذا الغضب في محاكمة عبد السلام عارف في محكمة الشعب عام ١٩٥٨ عندما سأل عبد السلام وصفي طاهر عن سبب تعيين اسماعيل العارف مندوب العراق في الامم المتحدة على الرغم من انه هو الواشي في اجتماع الكاظمية اجابه وصفي طاهر بانه يعلم انه الواشي لكنه يبقى قرار الزعيم ويجب احترامه، هذا الحوار موثق في محاضر محكمة الشعب الجزء الخامس.
كما ان العقيد الركن جاسم العزاوي وهو صديق مقرب لاسماعيل العارف وشارك معه في انقلاب ٨ شباط ضد ثورة تموز يقول في مذكراته: ذكر لي العقيد الركن رفعت الحاج سري أنه يشك باسماعيل عارف بانه الواشي بحادثة الكاظمية وانه أرسل اليه تهديداً بالموت اذا ما ذكر شيئاً آخر او كشف ما يعرفه عن تشكيلات الضباط الاحرار واتخذ قرارا بعزله عن التنظيم تماماً وبعد ان صدر قرار بنقل اسماعيل العارف الى بغداد في تاريخ ١ شباط ١٩٥٩ اخر رجوعه خوفا من انتقام رفعت الحاج سري ولم يعود الى العراق الا بعد ان تم اعتقال رفعت الحاج سري بتهمة المشاركة في انقلاب عبد الوهاب الشواف عام 1959 وقرر السفر من الولايات المتحدة الى بريطانيا عبر البحر بدلاً من الطائرة لكسب الوقت، وظل في لندن شهرا كاملا وفي بيروت ثلاثة اسابيع حتى تاكد بأن رفعت الحاج سري لن يخرج من السجن، ويضيف العزاوي ان رئيس اركان الجيش السابق رفيق عارف بعد ثورة 14 تموز وهو تحت تأثير الخوف والارهاب وفاقداً اعصابه قال بانه كانت لديه معلومات كثيرة عن تشكيلات الضباط الاحرار ونشاطاتها منذ عام 1954 وانه كان يعرف اكثر الاسماء ولمح الى أن احد المندسين بين الضباط الاحرار كان يخبره بتحركاتهم وأنه قام بإبعاد هذا الضابط خارج العراق
كما ذكر العقيد الركن عبد الكريم فرحان وهو عضو اللجنة العليا لتنظيم الضباط الاحرار في مذكراته وهو يسلط الضوء على وشاية الكاظمية: لا شك أن المخبر كان ضعيف الايمان بالنجاح ولعله تذكر حركة آذار مارس 1941 واعدام قادتها فسعى الى الهروب وقد تحقق له ما أراد فابتعد عن الميدان وكوفئ على صنيعته وكان منصب الملحق العسكري وما يزال من المناصب المرموقة سواء كان في الاردن او تركيا او الولايات المتحدة الاميركية لمزاياه المادية والمعنوية.
وهناك دلائل اخرى تؤشر الى إن اسماعيل العارف هو الواشي والتي يمكن تحديدها بالشكل التالي:
1. سرعة نقل المعلومة إلى رئيس اركان الجيش فالشخص الوحيد القادر على ايصال المعلومة بهذه السرعة هو اسماعيل عارف لأنه سكرتيره الشخصي.
2. تهديد العقيد رفعت الحاج سري لاسماعيل العارف بالقتل في حال كشف اي شيء عن تنظيمات الضباط الاحرار.
3. نقل اسماعيل العارف الى منصب رفيع يحلم به اي ضابط عسكري كملحق عسكري في الولايات المتحدة الاميركية يمثل مكافئة وليس عقوبة.
4. اعتراف رئيس اركان الجيش رفيق عارف بعد ثورة 14 تموز في افادته في محكمة الشعب بانه ابعد الواشي الى خارج البلاد للحفاظ على التنظيم ينطبق تماماً على اسماعيل العارف.
5. عدم عودة اسماعيل العارف بعد الثورة مباشرة ولم يعد إلا بعد التأكد بان الموضوع أغلق وخاصة بعد اعتقال رفعت الحاج سري اثر انقلاب الشواف.
6. ثقة الضباط الاحرار بالزعيم الركن عبد الوهاب امين ودعوته بالانضمام اليهم في التنظيم الجديد عام 1956 دليل على براءته خاصة وان تنظيم الضباط الاحرار لم يكشف ولم يعرف عنه اي شيء ما يدلل ان الواشي الحقيقي هو اسماعيل العارف.
7. خيانة الثورة والزعيم في 8 شباط والولاء لعبد السلام عارف احد ابرز الادلة التي تثبت ان اسماعيل العارف هو الواشي لأن الزعيم عبد الوهاب امين ظل مواليا مع عدد قليل جدا لثورة 14 تموز وللزعيم على العكس من اسماعيل العارف وعدد كبير من الضباط الآخرين الذين انضموا الى عبد السلام وتبوءوا مناصب عديدة.
8. محضر الدفاع عن رفيق عارف من قبل المحاميين تؤكد ان رئيس اركان الجيش كان على علم مسبق بحركة الضباط الاحرار وانه كان متعاطف مع التنظيم وانه قام بابعاد الواشي خوفا على حياة الضباط.
وفي الختام نقدم الثناء والشكر الى جريدة المدى لاتاحة هذا المنبر الحر امام الكتاب والقراء