الروائية الامريكية آن هوود تسرد قصتها مع قراءة الكتب

Saturday 12th of August 2017 06:57:03 PM ,

ملحق اوراق ,

ترجمة : المدى
صدرت للروائية الامريكية آن هوود (ولدت في عام 1956) اكثر من أربع عشرة رواية وعدد من المجاميع القصصية وكتابها الجديد (نجمة الصباح أن يعيش المرء وسط الكتب) تتحدث عن التأثير الذي أحدثته الكتب في مسار حياتها.

كتبت الروائية آنا كيندلن في كتابها الذي صدر عام 1998 بعنوان”كيف غيرت القراءة حياتي". تقول: الكتب هي الطائرة والقطار والطريق.. هي الوجهة ورحلة السفر.. هي البيت.

”في ذلك الوقت، كان ذلك الكتاب هو الأحدث في تقليد طويل في كتابة مثل هذه المذكرات، وهو تقليد يهدف بوضوح للاحتفال بالطريقة التي تؤثر فيها الكتب والقراءة على حياتنا، فهي لا تزودنا بالمعلومات فقط ولكنها تشكل لنا اسلوب حياتنا - أنها تعطينا شكل الحياة التي نعيشه وتحولنا إلى الشخصيات التي اصبحنا عليها، وهذا التقليد ما زال مستمراً (وهذا هو رأي القراء في الكتاب الذي صدر مؤخراً للكاتبة باميلا بول بعنوان”حياتي مع بوب"، على سبيل المثال)، لأن لكل كاتب يؤلف مثل هكذا كتاب، هناك العشرات من القرّاء الشباب المندهشين الذين يقدمون على المغامرة ولأول مرة في حياتهم للذهاب الى مكتبة المدينة أو مكتبة اكبر تأخذهم الى عوالم أوسع لا تحصى خارج حدود بلدانهم.

ويستمر هذا التقليد مع كتاب”آن هود”الجذاب والسريع هود تأخذ قرّاءها في رحلة الى اماكن ووقائع مختلفة في سيرتها الذاتية، تخبرهم عن الكتب التي رافقتها وهي تتجول بين المكتبات المختلفة، التي شكلت معتقداتها، وعززت إحساسها بالذات، وقدمت لها باستمرار خارطة طريق لحياتها. في هذه الرحلة هناك كشف للأسرار وقصص حب وزواج وقلوب مكلومة تجدها جميعاً في هذه الفصول السريعة - كل فصل أو أكثر أو أقل يتم الحديث فيه عن كتاب واحد معين - وجميع هذه اللحظات محبوكة معاً بأسلوب يحمل دهشة الاستكشاف.
الكتب التي نلتقي بها هي اكتشافات بحد ذاتها، وهناك قراءات عاطفية رائعة على طول الطريق. على سبيل المثال، تثير تفاهة كتاب”حجر ل داني فيشر”من هارولد روبنز (كاتب الروايات الشعبية) ذكريات مغرية و دفاعية قليلاً: وتكتب المؤلفة”الى يومنا هذا”أود أن أشعر في بعض الأحيان بالانغماس في قراءة كتاب لا يستحق القراءة من وجهة النظر الأدبية”. وكتاب آخر يعيد لها صدى ذكرياتها مع ابناء عمها وهم يذهبون إلى حرب فيتنام. وذكريات شراء أول كتاب”حقيقي"لها وهو كتاب”قصة حب”لإريش سيغال”، فهي ما زالت تتذكر البائع في مركز التسوق الذي اشترت باع لها الكتاب :”كيف يمكن لذلك الصبي ذي الشعر الأشعث، والأخضر العينين فهم مدى أهمية هذه اللحظة بالنسبة لي؟”
تنتهي فصول هذا الكتاب، غالباً بالتعرف على شخصيات مختلفة تماماً عن الكاتبة مما يجعلها تتساءل ("أليس هذا هو سحر الكتب؟”وهي تعرف جيداً الجواب)، لقد علمت الكتب ابنة المدينة الصغيرة الكثير عن أمريكا وجميع أنواع الأشياء الاخرى مثل حياة المنفى والشجاعة الشخصية. وبفضل اسلوب نثرها الممتع، يشعر القراء وكأنهم يشاهدون هود وهي مسرعة إلى شقتها في شارع بليكر لترتمي على الاريكة وتبدأ بقراءة الكتب التي اشترتها منذ الصباح الباكر.
وتزرع القراءة في داخل المؤلفة شيئاً ما يبدأ ينمو ويكبر. وكلما كانت كاتبتنا تقرأ اكثر، كلما كبر شعورها بأنها يمكن أن تصبح كاتبة – خصوصاً بعد أن زادت من قراءة مذكرات من هذا النوع. كتبت سوزان سونتاغ ذات مرة أن”القراءة، حب القراءة، هو ما يجعلك تحلم بأن تصبح كاتباً"، وهذا ينطبق على آن هود تماماً التي ينشأ لديها في نهاية المطاف توق إلى تأليف الكتب.”كل ما كان علي القيام به،”تقول لنا،”لجعل أحلامي في أن اصبح كاتبة تتحقق هو الكتابة في كل يوم، وقراءة كل كتاب يقع بين يدي”. و"قراءة كل كتاب يقع بين يديك”كان عنصراً أساسياً في النصائح التي قدمها بن جونسون إلى شاول بيلو، في سيرته الذاتية”، حيث تشكل الكتب العمود الفقري للحياة بأكملها، وأن هذه النصيحة تصبح حقيقة واقعة.
وكثيراً ما تفعل هذا في كتابها”ومثل الكثير من الكتب من هذا النوع، تزداد المخاوف عند المؤلف من أن يصيب الملل القرّاء بسببب عدد صفحات الكتاب الكثيرة،. ولكن من الصعب أن نتصور أيّ شخص لا يرغب في أن يكون طول هذا الكتاب خمسة أضعاف طوله الحالي، ليمتلئ بخمسة أضعاف هذه الذكريات السعيدة والحزينة، وخمسة أضعاف اكتشافات القراءة المدهشة.

عن كريستيان ساينس مونيتور