ادوارد سعيد المغوار الفكري الكبير..!

Tuesday 24th of October 2017 06:54:50 PM ,

منارات ,

شاكر فريد حسن
مضى ١٤ عاماً على غياب المثقف العضوي الجذري الفلسطيني ادوارد سعيد، الذي عاش ومضى كما يليق بمفكر كبير ومغوار، ومبدع بارز، ومناضل شجاع أن يعيش ويمضي، فهو من قلة نادرة من مفكري هذا العصر ممن عنوا بالتحليل العلمي للعلاقة بين الثقافة والامبريالية، وشكلت ابداعاته الفكرية والنظرية ثورة معرفية في الثقافة العربية الجديدة.

اختط ادوار سعيد لنفسه طريق الكفاح مزوداً ومزوداً نفسه على الدوام بمعارف انسانية شاملة، ومقدماً بدائل منهجية لكل ما هو فاسد ومتخلف في الحياة، وآمن بأن دور المثقف يكمن في اثارته الاسئلة ليقلق الناس، ويثير التأمل ويستفز الجدال والتفكير.
ادوارد سعيد الفلسطيني المتنور الحر، الملتزم بقضايا عصره وشعبه، المغكر الدارس الذي عاش من وظيفته، وعاش للابداع والعقل الفكري، تميز بين الاكاديميين بمطارحاته السجالية ودراساته المهمة وابحاثه المتشعبة في الاستشراق، التي لاقت الاهتمام من العامة والنخب الثقافية والفكرية العربية والفلسطينية.

كان مثابراً بكل اشكال النضال الفكري لكسب معركة الانسان الفلسطيني في ارضه ووطنه وتراثه، ولن تنسى فلسطين هذه الهالة والقامة الفكرية الشاخصة الفريدة في تشابكها مع الواقع، الباحثة عن ما هو أفضل للوطن. انه خلاصة جيل غلب ثوابته ومبادئه على متغيرات أيامه، فقاوم واعطى، ولم يترك”الفراغ”يتسرب الى الثقافة المقاومة كما تسرب الى السياسة، وبأعماله ونضالاته وسجالاته اعطى ادوارد سعيد صورة جديدة للنخبة الفكرية العربية في القرن العشرين، فكان من صفوة المثقفين النخبويين العضويين وخيرة مناضلي شعبنا وامتنا.
ورغم غياب ادوارد سعيد جسداً، لكنه ما زال وسيظل حاضراً بيننا وفي ثقافتنا وفكرنا الفلسطيني الديمقراطي.