مختارات العدد الأول من جريدة (حبزبوز) رائدة صحافة الهزل

Sunday 10th of June 2018 06:06:31 PM ,

ذاكرة عراقية ,

إعداد: ذاكرة عراقية
افتتاحية الجريدة
في 29 - أيلول - 1931 صدر العدد الأول من الجريدة وقال في الافتتاحية التي كتبها: باسمك اللهم
من (أ. حبزبوز) الى الشعب العراقي الكريم.
الحمد لله والصلاة على خير خلقه وبعد..
يعلم القراء أنني أكاتب الصحف العراقية منذ بضع سنوات بأسماء مستعارة مختلفة، فكان الأخير منها اسم (أ. حبزبوز)

وبعد أن ضايقتني الجهات المعلومة - وهي محقة بذلك - تقلص هذا الاسم فصار (أ. حبزبوز) وهو الذي - على ما أعلم - قضى على حياتي في الوظيفة ومن أجل ذلك اتخذته عنواناً لصحيفتي هذه وكنت منذ زمن بعيد أشعر بالرغبة عن حياة التوظيف راغباً في الصحافة ولاسيما الفكاهية فيها... والحمد لله على الخاتمة.

إن هذه الصحيفة فكاهية أدبية فنية بحتة (على طول!) لاعلاقة لها (توبة استغفر الله العظيم) بالسياسة والأحزاب مطلقاً تختلف الظنون على مبدئي وتحوم الشكوك حول نوعيتي.. لذا وددت أن أزيح الستار وأقدّم نفسي - بريزنته - الى القرّاء
يراني البعض كثير الاتصال بأشخاص من الوزراء الحاليين معجباً برئيسهم الشاب النبيل فيظنني (عهدي) - نسبة الى حزب العهد الذي كان يرأسه نوري السعيد.
وفي الحقيقة اني أقسم لكم بقضبان الحديد في (البالكون المعهود) على أنني لست ذاك - وهو يعني هنا (البالكون) المطل من عيادة الدكتور فائق شاكر أحد اعضاء حزب العهد يومذاك.
ويراني البعض اكتب في جريدة الاخاء الوطني (البلاد) وشديد الاعجاب بأدمغة الاخائيين فيظنني (اخائي) وأنا اقسم لكم بالبيت (الهاشمي) الرفيع - وهو يعني هنا بيت ياسين الهاشمي رئيس حزب الاخاء الوطني - وبتربة (الكيلاني) المقدسة - ويقصد رشيد عالي الكيلاني معتمد حزب الاخاء الوطني - وبكل (جادر) ينصب في أيام الزيارات على أنني لست هذا.
أشار الى كامل الجادرجي عضو حزب الاخاء الوطني - ويذهب البعض مذهباً آخر فيظنني (تقدمي) - نسبة الى حزب التقدم الذي يرأسه عبد المحسن السعدون - لصلة قرابة تجمعني مع بعض رجال هذا الحزب - يقصد عبد العزيز القصاب زوج اخته الذي كان أحد اقطاب حزب التقدم - فأنا أقسم لكم (بالمسناية مال خضر الياس) - إشارة الى دار يوسف السويدي رئيس مجلس الأعيان - يومذاك والتي كان يلتقي فيها أعضاء حزب التقدم، واقسم لكم بمسبحة معالي (القصاب) يعني عبد العزيز، أنني لست كذلك.
ويراني البعض اتظاهر بالوطنية المتطرفة! وادغدغ! أحياناً محلة (الكريمات) - حيث تقع دار المندوب السامي البريطاني (مختار ذاك الصوب)- السفارة البريطانية فيما بعد - فيظنني من (الحزب الوطني) فأنا أقسم لكم بـ (جبة) معالي جعفر أبو التمن واقبّل الايادي (العضبة) لكل من محمود رامز والأخ البدري - يعني عبد الغفور وكلاهما من الحزب الوطني - فأقول انني (مو منهم!)
ويذهب فريق آخر مذهباً بعيداً نحو الماضي فيظنني من (الحزب الحر العراقي) المرحوم والكل يعلم أنني (ماضربت لكمة) في الترجمانية، حيث بستان السيد عبد الرحمن النقيب رئيس الحزب الحر - ولا تناولت طعام الإفطار في ليالي رمضان في (الدركاه) المعلوم ويقصد دركاه آل الكيلاني.. اذ لم يبق إلا شيء واحد وهو أنني لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء أي بلا حزب يعني (حزب سز) وهنا أقسم لكم - وهو القسم الأخير - بحياة الشيخ علي! على انني لست كذلك
اذاً من أنا! وما هي نوعيتي؟
أنا (حبزبوز) وحبزبوز فقط... خادم الجميع وساعٍ وراء تحسين صحيفتي التي ستكون (فكاهية فنية) فقط... لعلي أصل بها حد الصحف المصرية والسورية مقال (الفكاهة والكشكول، والدبور، والمضحك المبكي... إلخ). وعلى الله وحده اتكالي وهو خير معين ونصير.
التعريف بالعدد الأول من جريدة (أ. حبزبوز)
الصفحة الاولى
العدد - 1 ثمن النسخة آنة واحدة السنة الأولى
صحيفة فكاهية اسبوعية
لصاحبها : نوري ثابت صاحب الامتياز والمدير المسؤول : نوري ثابت
مطبعة : السريان - بغداد
بغداد : الثلاثاء في 15 جمادى الأولى 1350 29 أيلول 1931 وقد نشر تحت عنوان الجريدة صورة مؤطرة للملك فيصل الأول بعنوان : أهلا بالملك المفدّى
نزيّن صدر العدد الأول من صحيفتنا بتصوير صاحب الجلالة الهاشمية الملك المفدّى (فيصل الأول) المعظم بمناسبة تشريفه عاصمة ملكه عصر هذا اليوم والصورة تمثل جلالته نازلاً من الطيارة وأشر على جانبي صورة الملك
محل الإدارة : شارع السراي : عمارة الشابندر
وتجد شروط الاشتراك مدرجة في الصفحة الأخيرة.
الحبزبزيات
بأسمك اللهم
المقال الافتتاحي الذي سبق الحديث عنه ثم : الى حضرة المشتركين الكرام من أولها!... تالي لانسوي قنزة ونزة! معلوم حضرتكم! الداعي (قابسز) (اي بدون وظيفة) والوكت حامض! والجيب مضروب أوتي!.. لأجل كل ذلك ‍ ‍ومن فضلكم عجلو ببدلات الاشتراك وخلونا نشتغل مثل الاوادم ‍ يرحم والديكم ‍ أو هاي تركناها يم نجابتكم!!!!!!!!!
أ. حبزبوز
ثم كتب في الصفحة الثالثة - وما بعدها - تعليقاً طريفاً بعنوان أثاري انا شاعر ومالي خبر..
يقول
- اوف؟ اوف ‍ الإفلاس زنجير العفاريت يافحل.. قم من الصباح ‍ اذهب الى قهوة أمين كهوة وجكارة ولقلقيات ‍ تمر من أمامك السيارات تحمل (المنتفشين) وكل واحد منهم (شايل خشمة للغيمة) وتمد ايدك بجيبك تطلع ورقة مبعثرة تفتحها وتقرأها وإذا هذه الآية الكريمة
(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)
قم من القهوة واذهب الى البيت ‍ البطن جوعانة؟ (اختك) حبزبوزة طابخة بامية، أكل، نام
- ولك هذي مو عيشه
- ولك تعال جاي اني ليش ما اصير شاعر؟ يعني شنو؟ قابل الشعراء أحسن مني؟ تعال حاسبني! هذا امرؤ القيس كبير الشعراء! يعني اشكال جنابة في المعلقة؟ عاشق عنيزة وواصف عنيزة! وأبوكم الله يرحمه!
عندك هذا عنترة ابن شداد! عاشق عبلة وشنو عبلة! يعني قابل (الست أم كلثوم) الله اليدري فرد وحدة مثل هذني بياعات الروبة!
لا! لا! أبداً مايصير لازم أصير شاعر!
فكوني! هدوني! لاتلزموني! بعدما اتحمل!
- يالله!
قال عنترة ابن شداد العبسي
(هل غادر الشعراء من متردم...... أم هل عرفت الدار بعد توهم؟)
وقال هو :
يادار (عمشة) بالفـلوس تكلمي وخذي فلوساً دار (عمشة) وأسلمي!
والتمر في الحلقوم عند (مذيل) خالي الجيوب مذاقه كالعلقم
وإذا راى فوق الدوالي حصرماً خزت (روالته!) لأجل الحصرم!
امـــــا المتيم بالحسان فإنــــــه إن ناله (التذبيل) غير متيم
ايعيش في خير العراق دخيله ويموت من إليها ينتمي
الله يلهمني الحقيقة كلها فأقولها! والله خير ملهم.