Wednesday 21st of November 2018 07:18:20 PM ,
فلاح الخياط
اسمه الحقيقي يحيى عبد القادر حمدي ولد سنة 1925 بغداد_الرصافة محلة المربعة بدأت موهبته المبكرة في المجال الفني وذلك عن طريق ذهابه الى المسارح والسينما عاش هذا الفنان مراحل طفولته وصباه في منطقة المربعة وحيدا مع والدته التي احبها حبا لايوصف وسعى لارضائها بدوام الوقت وفي مرحلة الشبابد عين يحيى حمدي بوظيفة مراقب بلدية امانة العاصمة ببغداد منطقة (ابو سيفين) ومنطقة (ابو دودو)
وكان ذلك في فترة الخمسينيات من القرن الماضي بالطبع كان من طبيعة وظيفته الاشراف على عمال رفع النفايات ومراقبة ادائهم في الاحياء والازقة الشعبية وفي اثناء متابعته لذلك كان يلاقي اشد المضايقات والتهريج بالكلمات النابية من قبل اطفال وصبيان هذه الاحياء والازقة لمجرد انه مطرب ويعمل في الاذاعة والتلفزيون ويغني فيها حتى يضطر للهروب منهم بعيدا وفي خلال الوقت كان يقطع المسافة من منطقة سكنه في المربعة الى محلة (ابوسيفين)و (ابو دودو) مشيا على الاقدام لكي يقوم بعمله هذا ولما كانت تلك المضايقات تتكرر يوميا معه كذلك فقد اضطرته ظروفه الى نقل خدماته للاذاعة والتليفزيون ليتفرغ كليا للغناء والتلحين والاخراج والموسيقي ورغم ان يحيى حمدي معروف بطول قامته وضخامته ولون بشرته السمراء الا انه ذا روح شفافة ملؤها العاطفة وعدم البوح بالاسرار ان قلبه كان موزع مابين حبه لامه وحب امرأة يهودية كانت تسكن منطقة الاعظمية وكان الفنان يحيى حمدي يعبر عن حبه لها بأغانيه واشواقه التي لا تنتقد ومن هذه الاغاني (فدوة ياعزيز العين)و(عيونك لوه وسحارة)وغيرها. اما حبه لامه فقد غنى لها عدة اغاني منها(افتكرج دوم يا امي) وعندما توفيت امه ازدادت ازماته النفسية وعاش وحيدا وغنى لها اغنية مؤثرة هي(جينا وما لكينا) اماحبه للمرأة اليهودية فانه لم يتزوجها بسبب العرف الاجتماعي الذي لا يتقبل كونها يهودية وبقي عازبا حتى مرحلة متقدمة من عمره وتزوج بعد ذلك وهو في عمر 40 عاما وكانت زوجته خارج الوسط الفني.
ومن اصدقائه المقربين الشاعر الغنائي والناقد هلال عاصم الذي كتب له معظم اغانيه في تلك المرحلة منها(زعلانة وانتي المنى)و(اني من يسأل علية)و(مااحبك ولا اريدك)وغيرها الكثير وقدلحن المطرب يحيى حمدي عدة اغاني الى مطربين ومطربات منهم نرجس شوقي عدة اغان منها (داده دسمعي اده)و(يااسمراني ويامعجباني)و(تستاهلي ياعين)و(بالعشك اني ياخلك) وقصيدة (اسمعيني)شعر احمد شوقي اماقصيدة(ياجيرة البان)وهي من شعر ابن معتوق او تسمى قصيدة البردة وقد اختارها الاستاذان محمد علي كريم المذيع ومحمود المعروف لتقديمها في ذكرى المولد النبوي الشريف الذي صادف نهايةالاربعينيات من القرن الماضي وهذه القصيدة قدمت الى الملحن المصري الشهير مرسي الحريري وكان يعيش في بغداد وقتها ونظرا لصعوبة بعض كلمات القصيدة في التلحين ولضيق الوقت قدم اعتذاره عن تلحين تلك القصيدة وان المؤدية المرحومة المطربة نرجس شوقي لم تكن تجيد القراءة والكتابة وينبغي تحفيظها اللحن والكلمات فقد كلف الفنان يحيى حمدي بهذه المهمة الصعبة وابدى رغبته في ذلك واتم اللحن خلال يوم واحد وقد لحنت القصيدة كما هي عليه الان وكما تذاع وكذلك لحن الى المطرب فالح الجوهر عدة اغان ولحن الى المطرب عبدمحمد اغنية(وردة ازكيتها من دمع العيون) كما لحن اكثر من اربعين قصيدة (نداء)و(قصيدة قولوا له) شعر احمد شوقي.ولحن قصيدة للشاعر معروف الرصافي القصيدة الغزلية الوحيدة هي قصيدة(قبل الرحيل) وتقول كلماتها :
اسمعيني قبل الرحيل كلاما ودعيني اموت فيكي غراما.
توفي في بداية التسعينيات من القرن الماضي..