صباح الخير أيها الحب، حتى ولو كنت وهماً

Tuesday 18th of June 2019 09:00:15 PM ,

منارات ,

علي حسين
في صيف عام 1953 أخبرت عائلتها انها تريد السفر الى باريس ، فالحياة في الريف تشعرها بالضجر ، كانت قد فشلت في امتحان البكلوريا ، قالت لها امها ان قراءة الشعر والرواية ستجعل منك فتاة بلهاء ، كتبت ذات يوم في دفترها المدرسي :" انا لا انتمي الى هذا العالم المتزمت بالمرة ،

لا احب ان اكون ابنة عائلة غنية ، لكنني أتوق بشدة الى زمن أستطيع فيه ان اجرؤ على العيش في وفاق مع نفسي ومع مشاعري وبالتالي مع الحياة " .

اعترافات روسو
كانت قد قرأت مثل هذه العبارة في اعترافات جان جاك روسو التي حذرها والدها التاجر الكبير من الاستمرار في مطالعة مثل هذه الترهات التي لاتليق بفتاة لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها ، كان الاب قد لاحظ منذ مدة ان ابنته قد تغيرت كثيرا في الايام الاخيرة ، تبدو مشتتة الذهن دائما ، تغلق عليها باب غرفتها كثيرا وهي تقول :" انني بحاجة للوحدة " ، انه الغرام هذا ما قاله الاب الذي قرر ان يحقق رغبة ابنته ويأخذها الى باريس ، فقد كان يأمل ان تمضي اوقاتا ممتعة في صالات الرقص ، وتذهب بصحبته الى المسارح ، او تلتقي بصديقاتها .
في باريس التي وصلتها فرانسو ساغان يوم السابع من حزيران عام 1953 ذهبت مباشرة الى شارع المكتبات ، كانت متلهفة لشراء مؤلفات ستندال واندريه جيد والبحث عن رواية مارسيل بروست ، في رف من رفوف احدى المكتبات عثرت على ديوان الشاعر الفرنسي بول إيلوار ، كانت قد قرأت له من قبل قصائد قليلة ، اختطفت الديوان وبدأت تقلب صفحات لتقرأ بصوت عال :
" وداعا ايها الحزن
صباح الخير ايها الحزن
اتركني ايها الحزن
عد اليَّ ايها الحزن
أنت مكتوب في ثنايا احلامي
أنت مكتوب في عيني الذي احب
أنت لست البؤس الاخير "
كان بول إيلوار المولود عام 1895 ، والذي رحل عن العالم في نهاية عام 1952 ، عاش أشهر اسطورة حب في القرن العشرين مع حبيبته الروسية غالا ، التي أهداها معظم قصائده، وأعترف لها برسالة بانه ما كان ليكتب ما كتب لولاها: " أنتِ التي أمليتِ عليّ كل قصائدي" . ، وقصة الحب الشهيرة هذه قد بدأت عندما تعرف شاب اسمه " بول اوجين غريندال " سيعرف فيما بعد بـ " بول إيلوار " الى فتاة هي " ديميتريفنا دياكونوفا " والتي ستحمل اسم غالا ، كان اللقاء الاول في مصح للامراض الصدرية في مدينة كلافاديل الفرنسية عام 1912 حيث كانا يتعالجان من اصابة بالسل ، غالا فتاة جميلة في السابعة عشر من عمرها و إيلوار لم يتجاوز الثامنة عشر ، بعد شفائها من المرض عادت الى روسيا ، ويذهب إيلوار الى جبهة القتال ، وقبل ان تنتهي الحرب يلتقيان ثانية ليقررا الزواج ، وتكتب غالا الى شقيقتها : لقد وجدت الرجل الذي من طينتي " ، وسيظل إيلوار يناديها بزوجتي مدى الدهر ، كتب من وحيها معظم قصائده وعاش في دوامتها ، ولم يقتصر تأثيرها على شخصه بل طال معظم انتاجه الشعري ، ويعترف لصديقه اراغون من انه لايعتد بكل النقد ما لم يكن من غالا . يكتب لها :" ان اراك ، ان ألمسك ، ان أتاملك ، أن أمدحك ، ان اقبلك ، ان اتحدث إليك .أن احبك وحدك ، وفي كل النساء ، لا أرى غيرك ، ياصغيرتي غالا أحبك بلا حد . لا أؤمن بالحياة ، لا أؤمن إلا بك .هذا العالم لا استطيع ان ادخله إلا برفقتك " .
كان إيلوار مخلصاً لغالا، يعشقها حد الجنون . لكن غالا كانت امرأة غريبة الاطوار ، تحب إيلوار وتعشقه، لكن خيالاتها أكبر، واستمر حبهما حتى اخر لحظة في حياة إيلوار ، وقد يبدو غريباً في هذه العلاقة أن نرى غالا ترتبط بعلاقة مع شخص آخر هو الرسام سالفادور دالي الذي ما ان رآها في السهرة ، حتى توقف عن الكلام ، يكتب دالي في مذكراته : " كل شيء ابتدأ من الباب ، في أحد الأيام دخلت الغرفة وكان الباب مفتوحاً ورأيتها تفجر الحب في داخلي، ومنذ تلك اللحظة قررت أن تكون هذه المرأة لوحدي " . وسيظهر هذا الحب في العديد من لوحاته إلى درجة أنه كان يوقع على بعض لوحاته باسمه واسم غالا معاً.
وحين تقرر غالا الانفصال من إيلوار والالتحاق بسلفادور دالي تكتب الى إيلوار : يازوجي مدى الدهر ، حتى وان خف حبك لي ، فانك ستبقى معي الى الابد " .
وفي عام 1952 وقبل وفاته باشهر يكتب إيلوار اشهر قصائده ويهديها الى غالا :
أحبّك
لأجل كل النساء اللواتي لم أعرفهن أحبك
لأجل كل الأزمنة التي لم أعشها أحبك
لأجل رائحة البحر الواسع ومذاق الخبز الساخن
لأجل الثلج الذي يذوب لأجل الزهور الأولى
لأجل الحيوانات الطاهرة التي لا يفزعها الإنسان
أحبك لأجل الحب
لأجل كل النساء اللواتي لم أحبهن قط أحبك
من يجسدني..إن لم تكوني أنت لا أرى نفسي إلا قليلا
بدونك لا أرى شيئا في امتداد الصحراء المقفرة
مابين الأمس واليوم
حيث كل الموتى الذين تخطيتهم يرقدون فوق التبن
لم أقو على ثقب جدار مرآتي
يتحتم عليّ حفظ مفردات الحياة كلمة إثر كلمة
مثلما يلفنا النسيان
لأجل حكمتك التي لا أتحلى بها أحبك
لأجل الصحة
ضد كل ما هو وهم أحبك
لأجل هذا القلب الخالد الذي لا أملكه
تخالين أنك الشك وأنت لست سوى اليقين
أنت الشمس الكبيرة التي تشرق في الرأس
حين أكون واثقاً من نفسي.
أحضرت آلتها الكاتبة، وقررت ان تكتب شيئا شبيها بقصيدة إيلوار "صباح الخير ايها الحزن" وسألت نفسها ماذا تكتب؟، شعر ، انها لاتجيد كتابة القصيدة، وقد اخبرتها المعلمة ذات يوم ان لغتها ركيكة ، لكنها قررت كتابة الجملة الاولى : "هذا الشعور المجهول حيث الملل والنعومة فيه تسيطران عليّ، أتراجع عن تسميته، عن إعطائه الإسم الجميل والقاسي ألا وهو الحزن. انه شعور متكامل وأناني الى درجة أنه يشعرني بالخجل، غير أن الحزن يبدو لي مشرفاً. لم أكن أعرفه هو، لكنني عرفت الملل والأسف وبكمية أقل الندم. اليوم، شيء ما تماماً مثل حرير ناعم ومزعج ينطوي عليّ ويجعلني أنفصل عن الآخرين " .
في الاخير اقنعت نفسها انها تستطيع كتابة رواية ، عن الفتاة المدللة ، التي كانت تستيقظ آخر النهار ، تشعر الآن بان هناك اشياء في حياتها يجب ان يعرفها الناس ، اغلقت الآلة الكاتبة ، وبدأت تكتب بقلم رفيع على احد دفاترها المدرسية ، تكتب كل ما كانت تخاف ان تبوح به . تجاربها البسيطة في الحياة ، معاناتها مع اب يُغير العشيقات كل شهر ، عن الأم التي تهمل ابنائها ، الكتابة ستكون بصيغة " الانا " البطلة فتاة مراهقة اسمها سيسيل سيأخذها والدها الى باريس :" لم اجرب الكثير ، هو سيريني باريس ، والترف والحياة بجوانبها الضعيفة والجميلة معا " ارادت الفتاة فرانسو ساغان ان تكشف مخزونها للناس :" لقد ادركت ان حياة الناس تشكل احدى الوسائل الضرورية التي توفر امكانية تحقيق الذات ، لقد تذوقت المتعة بزج نفسي بين الحشود ، اشرب واجلس مع انسان ، استرق النظر اليه ، وآخذ بيديه خارجة من هذا الحشد البشري ، لقد وجدت المتعة ، في طعم القبلة ".
ستدور احداث الرواية في مقاطعة سانت تروبيز ، حيث استأجر والدة الفتاة سيسيل قصراً كبيرا ليقضي فيه عطلة الصيف مع صديقته " الزا " ، انها رفيقة مريحة وجذابة ومتحررة ، كما اصطحب معه ابنته سيسيل التي تخبرنا انها :" في ذلك الصيف، كنت قد بلغت السابعة عشرة وكنت في غاية السعادة. أما "الآخرون" فكانوا أبي و"الزا"، عشيقته. عليّ أن أشرح وبسرعة هذا الوضع لأنه قد يبدو على شيء من الخطأ للوهلة الأولى. كان والدي في الأربعين، وكان قد ترمّل قبل خمسة عشر عاماً. كان رجلاً شاباً، مليئاً بالحيوية، وبالاحتمالات، ولدى خروجي من المدرسة الداخلية، قبل عامين، لم يكن بإمكاني عدم تفهّم أنه يعيش مع امرأة. لكنني تقبّلت وبصعوبة كبرى فكرة أنه يغيّر عشيقته كل ستة أشهر! لكن سرعان ما تأقلمت مع جاذبيته ومع حياته الجديدة والسهلة. كان رجلاً خفيفاً، صادقاً في أعماله، دائم الفضولية وسريع العطب ويروق كثيراً النساء " .
في تلك الاثناء تتعرف سيسيل على الشاب سيريل ، وهذه المرة الاولى التي تجد من يهتم بها ، لانها كانت تجد الرجال عنيفين ومزهويين بقوتهم ، لكن سيريل شخص مختلف ، لقد أثار اعجابها .ولأن الأب عاشق للنساء فقد قرر ان يستضيف مصممة الازياء آنا لارسن ، وهي امرأة مختلفة بثقافتها وأناقتها عن النساء اللواتي اعتادت عليهن سيسيل فنراها تبدي اعجاباً شديداً بآن، وسرعان ما تستحوذ " آن " على سيسيل وتقرر ان تجد لها عملا، فهي لم تنجح في امتحان البكالوريا في ذلك العام. و"آن" تنظر بعين ناقدة إلى مغامرات سيسيل مع سيريل، وهو طالب يقضي عطلته في تلك المنطقة. الاب يبدأ بالتخلي رويدا رويدا عن ألزا ويصبح متعلقا بـ"آن". وقرر أن يتزوج منها ، ولذلك تتخوف سيسيل من فقدان حريتها لأن حضور هذه المرأة الذكية والهادئة سيزعزع وجودها الى جانلب ابيها . لذلك بدأت تعمل، بسبب غيرتها على دفع صديقها سيريل إلى أن يخوض مغامرة غرامية مع ألزا لإثارة مشاعر أبيها. وهذا ما سبب استفزازا كبيرا له بحيث لم يعد يتحمل هذا الاستفزاز. وينزعج كثيرا من مغامرة ألزا مع شاب مراهق أكبر من ابنتها قليلا، حيث سرعان ما يعود إلى أحضان حبيبته القديمة. تفاجئهما " آن "عن طريق الصدفة. فتقرر الانتحار لتلقى حتفها في حادث سير. سيسيل وأبوها يعودان إلى حياتهما العادية الهادئة لكن الفتاة المراهقة تكتشف مشاعر جديدة وهي: الحزن. تقول في الرواية "عندما أكون وحيدة في سريري، في الفجر، مع الصوت الوحيد لصخب السيارات في باريس، تخونني ذكرياتي، ويعود الصيف ومعه جميع ذكرياتي. آن... آن ! أقوم بتكرار هذا الاسم بصوت منخفض مع نفسي في ظلام الليل. شيء ما يصعد في أعماقي وأنا استقبل هذا الاسم مغمضة العينين: صباح الخير.. أيها الحزن". وعلى الغلاف الأخير للرواية كتب الناشر التعليق التالي" كان في صيف 1954. سمعنا لأول مرة الصوت الجاف والسريع لهذه "الطفلة الصغيرة الساحرة". التي ستحدث فضيحة.
كل ذلك من نسيج خيال فتاة لم تمر بتجارب حياتية من قبل ، فتاة اسمها فرانسوا كواريه ، عام 1935. وكان والدها مهندسا يدير شركة للكهرباء.أمّا والدتها فقد كانت امرأة مرحة، عاشقة للحياة، ومقبلة على ملذّاتها بلا تحفّظ. لذا لم تكن تهتمّ بالشؤون المنزلية وبتربية أطفالها.
عندما انتهت من الرواية بعد أسبوعين تعرضها على صديقتها فلورنس ابنة الكاتب المعروف اندريه مالرو ، وكانت في قرارة نفسها تجد ان ما كتبته رديء جدا ، لكن الصديقة وجدت الرواية ممتهة فتقنعها بان يذهبا الى احدى دور النشر ، لتجد الفتاة الصغيرة الذي استغرب من وجود فتاة مراهقة امامها تقول انها كتبت رواية عن الحب ، شرع بالقراءة على امل لن ينتهي منها سريعا ، لكنه ما ان اكمل الجزء الاول حتى صرخ " انها قنبلة " ، لكوعندما سمع والدها بذلك طلب منها ان لا تضع اسم العائلة على غلاف الرواية " فقررت ان تستعير اسم احدى شخصيات مارسيل بروست الدوقة ساغان ، فكتبت على الغلاف صباح الخير ايها الحزن تاليف فرانسو ساغان
بعد شهر من صدور الرواية حققت مبيعات مذهلة ، ، إذ بيعت مليون نسخة فقط في الولايات المتحدة ، وقد فتح ذلك الابواب لشهرتها التي لم تأفل ابداً. لكنها ملت من هذا النصر حيث قالت: " لقد أصبح عندي الكثير من تلك النجاحات الصغيرة ذات الوقع الأبدي" . ان البنت الصغيرة التي اختارت اسماً مستعاراً، و قد ربحت الرهانت اخيرا .لتصبح الكاتبة الفرنسية الاكثر مبيعاً خلال نصف قرن، ظلت خلاله ترسم الحياة المشاعرية لبرجوازية عاطلة ، تبحث عن المشاعر الدافئة وعن الحب الذي ضاع وسط هموم الحياة اليومية.
تعترف فرانسوا ساغان بانها عاشت حياة عاطفية مضطربة وهي تقول في حوار صحفي : ''الحب.. مثل المال لابد من صرفه''، والحب المفرط للحياة تسبب لها في خيبات عاطفية كثيرة خرجت منها متألمة مجروحة.. مهزومة ومع ذلك فهي لم تستسلم وأصرت على التأكيد بانها تعلمت ''ان تركب الفشل. لتسير فوقه في اتجاه السعادة'' مؤكدة: ''انها عاشت الحياة اكثر مما كتبتها'' مضيفة ''أن العذاب والألم والشقاء لا تعلمنا شيئاً.. ولذلك ارتميت في أحضان الحب .. حتى ولو كان وهماً''.
كانت اول تجاربها في الحب حين ارتبطت بالناشر غاي شولار الذي كان يكبرها سنّا، غير أنه كان يتمتع بجاذبيّة تفتن النساء. معه كانت تتعامل كما لو أنه والدها. ثم لم تلبث أن انفصلت عنه لتتزوج من النحّات الأميركي جون غرواي الذي سرعان ما توفي بسبب المرض . ورغم حياتها المضطربة والمتقلبّة ظلت فرانسوا ساغان تكتب بحماس عن نموذج الحب الذي تنتظره :" الحب ياتي كما ياتي اللص ، ياتي على حين غفلة ، دون ان يكون له اي اثر في حياتنا اليومية التي لايجري عليها أي تعديل " وتقول لكاتبة سيرتها :" حين نحب تتجاذبنا الكثير من المشاعر والاحاسيس المتناقضة والمختلفة ، هذه المشاعر التي تتغلغل هي الحب المعروف للناس ، حب يحاول الواحد من خلاله ان يستولي على الآخر ، الحب المعروف للناس يتكون من الغيرة ، ومن الرغبة في التملك ، هذا الحب كالحرب تماما يخلق ضحيته ، واحد يحب وآخر يتألم".
وتضيف ساغان :" اما الحب الذي ادعو اليه فهو رقة تجعلك تقبل الآخر ، رقة هي الثقة ـ لا الاستسلام ، وعندما سالت من اين جاءت بفكرة الحب هذه، قالت من احلام يقظتي ، من حنيني ، من خيالاتي ، انا ادرك ان الوصول الى الحب شيء مستحيل ، فالحب المطلق لامكان له في هذه الحياة ، فنحن حين نحب نبدأ بالتساؤل : ماذا حدث لنا ، ولماذا ؟ وحين نقترب ممن نحب نتساءل ايضا اين هو ومن يكون ؟
وعندما تجاوزت سنّ الأربعين بدأت فرانسو ساغان تتعب من الحياة المضطربة والعاصفة التي كانت تعيشها، وأصبحت تنفر من السّهرات ومن النوادي الليليّة. وكانت تقول لأصدقائها بأنها تفضّل " العودة الى حياة الروايات الرومانسية ، الحياة البسيطة المليئة بالحب .
وفي السنوات الأخيرة من حياتها ازدادت متاعبها الصحية والنفسيّة. والذين زاروها وجدوا أنفسهم أمام امرأة محطّمة تسير الهوينى وتصر على الحديث عن الحب المفقود ، واتفقت مع ناشر ان تعطيه كتاب عن فلسفة الحب كما تفهمها ، وعندما يهبط الليل كانت تواصل الكلام من دون أن تشعل الضوء. وظلت على هذه الحالة إلى أن توفيت في الرابع والعشرين من أيلول 2004 تاركة وراءها ديونا بلغت مليون يورو ، ومخطوطة كتاب بعنوان " احاديث عن الحب الذي لم اعشه ".

عن كتاب (سؤال الحب)