الروائية مارغريت آتوود: نهاية الكاتب الأخيرة.. هي التي تفرض عليه

Tuesday 17th of September 2019 06:29:52 PM ,

منارات ,

ترجمة/ المدى
عندما كتبت مارغريت آتوود، (أوريكس وكريك) عام 2003 كان عنصر الإبداع فيه يتركز في غرابته، وبعد عشرة اعوام، مع طبع روايتها (ماد ادام) الجزء الاخير من الثلاثية اصبحت آتوود، تمتلك اسلوباً متطوراً في التكنيك الروائي.

مارغريت اتوود، الروائية المتميزة، عاشت معظم اعوام حياتها في مدينة تورنتو، وكانت اول من كتب رواية الخيال العلمي، ومنذ اوائل السبعينات من العقد الماضي، عندما كانت تسأل كيف تتمكن من الجمع ما بين كتابة الرواية واعمال المنزل، كانت تجيب، (انظر تحت الاريكة).
وتعتقد آتوود، ان رواياتها الثلاث، وتأتي رواية (عالم الفيضان) في الوسط، وكانت في بادئ الامر تسميتها بـ(بستانيو الرب) ولكنها خشيت اعتبارها كاتبة يمينية.
وتقول ان عملها الاخير والذي سيصدر قريباً يتحدث عن (مجموعة إرهابية بايولوجية)، تهاجم الشركات التي حلت مكان الحكومة وأخضعت الناس لعبودية المخدرات وتطلق العنان للفوضى التي تؤدي الى محو الانسانية. وان الخنازير الهجينية تتفوق على الانسان – مع بعض الاستثناءات وان انواعا من البشر الذين يبقون خارج المرمى، يواصلون التجوال.
واضافة الى الخيال العلمي، تتضمن الرواية احداثا درامية في خضم الكارثة.
والرواية ايضاً تتحدث عن وصف الذات وعن حيرة الكاتبة بصدد الموضوعات الجديدة التي تتطرق اليها بعد ان اصبحت الصحف اليومية تنشر كافة الحقائق والاحداث التي تحصل يومياً في العالم.
وتقول اتوود ان الخبراء الوحيدين الذين استشارتهم حول عملها هم اولئك المتسلّلون الى المواقع الالكترونية لسرقة المعلومات وقد قدموا اليها النصائح بشأن شخصياتها، وايضاً بعض الاسرار في عصر التجسس، وتقول اتوود، ان الامر المهم الجديد، هو الكشف عن تجسس (ناسا) على كافة الاتصالات عبر الانترنت.
ثم تمد اتوود يدها الى ورقة وتكتب عليها شيئاً ثم تمزقها قائلة، هذا اكثر الوسائل اماناً او القيام بحرق المعلومات المهمة.
وآتوود ايضاً، خبيرة باصلاح كل شيء تقريباً على العكس من بقية المؤلفين الذين لا يعرفون عما يعرفون ان تلاشي الكهرباء فجأة.
والى حين قدوم الكارثة فان التكنولوجيا تسحرها، وليس الامر بمستغرب في القول انها وسلمان رشدي، بين الاكثر خبرة في استخدام (تويتر) وهذا امر يقارب الراديو في عمله، وتضيف (وأنا تماماً مثل مقدمة برنامج في الراديو، بامكاني تقديم اعمال الاخرين والدعاية لها).
وعن سؤال (وهل تجيدين الدعاية لاعمالك؟) تجيب، (لا، انه امر يثير الضجر).
وتتحدث مارغريت اتوود، بحماس عن النحل لمدة عشر دقائق، قائلة ان: علماء النبات قبل زمن طويل، قالوا عن ملكة النحل انها ملك – اي مذكّر، ولذلك جعلوا الملك في الشطرنج، يبقى في مكانه في حين تتحرك الملكة على الرقعة.
وآتوود كتبت كثيراً عن المخلوقات الخيالية، من انواع مختلفة، ففي رواية (عين القطة) فالوحش فيها هو ذلك المعتدي على التلاميذ الضعفاء.
وعندما بدأت آتوود في الكتابة، كانت مثار لوم الناس لانها كانت مسؤولة عن عائلة في الوقت نفسه، وتتساءل، (لماذا يتحدث الناس عن مثل هذه الأمور باستمرار، (من يتولى الالتزام بالواجبات تجاه الاسرة؟ اولاً، وثانياً (من قال لك ان تكوني كاتبة؟ (وهناك العديد من هذه الاسئلة ).
وقد كتبت مؤخراً احدى الصحفيات وهي لورين ساندلر نصيحة للمرأة الكاتبة، تنص على ضرورة انجابها طفلاً واحداً فقط، كي تواصل الكتابة.وتضيف آتوود، (دعوا الكاتبات لحالهن ان يفعلن ما يردنه).
وتسترسل في الحديث (هناك عدة خيارات امامهن: انجاب طفل و احد او عدة اطفال، او لا تنجب على الاطلاق، وعلى سبيل المثال نجد شارلوت برونني انجبت عددا من الاطفال ثم ماتت، في حين نجد اميلي برونين، لم تنجب قط، ومع ذلك ماتت ايضاً، ان المرء يموت في نهاية الامر، وامامه مسافة محدودة عليه ان يملأها وهو حرّ فيما يفعل).
وتقول آتوود، انها من ذلك الجيل الذين قيل انهم من المؤرخين الاجتماعيين والادباء ايضاً، ان على المرأة الكاتبة، منح نفسها لادبها، لانها غير قادرة على الامساك بطرف الكتابة والاسرة، وعندما كانت الابنة الوحيدة لآتوود صغيرة، كانت العائلة تعيش آنذاك في مزرعة وكان زوجها مشغولاً فاستأجر عدداً من العمال للمساعدة في شؤون المزرعة: الماشية والابقار والحرث والمراسلات بينما انشغلت هي وزوجها بالعناية بالطفلة.
وعن سؤال (هل انك اعلنت عن اعتزالك الكتابة، تجيب قائلة: (لا تقل ذلك، باستطاعتي اليوم اكثر في الكتابة اغراء كبير).
وتضيف قائلة: ان النهاية الوحيدة هي تلك التي تفرض عليك.
وعندما ينهي الكاتب عملاً، يتساءل مع نفسه (وماذا عن التالي؟) ويبدأ في التفكير.
عن: الغارديان