الصورة أم الفنون والآداب

Monday 4th of November 2019 08:57:49 PM ,

الحريات اولا ,

 إبراهيم البهرزي
لم يواكب الحراك الشعبي الان أي جنس فني أو أدبي او فعالية ثقافية أكثر من الصورة الفوتوغرافية ليس بجانبها التوثيقي فحسب رغم أهمية ذلك ،بل بجانبها الإبداعي الجمالي وهو الأهم هواة كانوا أم محترفين ، حملة كاميرات مهنية أم حملة أجهزة موبايل متواضعة ، مصورون بالفطرة أم أشخاص عابرون ، كل هؤلاء حققوا إنجازات إبداعية ارتقت لمستوى الفعل النضالي للجماهير أكثر مما حققته أي من صنوف الإبداع الاخرى التي ،كما يبدو ،

لم تزل تعاني صدمة قصور أدواتها عن استيعاب الفعل المفاجئ بل إن بعض الإبداعات الموازية التي رافقت الحدث وفِي مقدمتها الفنون التشكيلية والقليل من القصائد والأغاني استمدت مادتها الاساسية من بعض الإنجازات الفوتوغرافية الاستثنائية ربما يكون الأوان سابقاً للقول بأن النموذج الكلاسيكي للأدب والفن الثوري لم يعد قادراً على استيعاب حركة الجماهير بقدر ما كانت وسائل التكنلوجيا الحديثة كأدوات التصوير الألكتروني وأعمال الغرافيك والديجتال آرت ، ولكن ذلك قد يكون على قدر من الصحة راهناً ..
أدوات تعبير جديدة هي أيضاً جزء من منجزات جيل حديد ربما تكون له ثقافته المغايرة وحقوقه ..
ومع أن الفن ، والفوتوغراف الإبداعي جزء منه ، له حق الملكية الفردية ، إلا أن الكثير من المنجزات الإبداعية الفوتوغرافية الخاصة بهذا الحدث العظيم توهب للناس دون إشارة لاسماء مبدعيها العظام إنْ يكن ذلك جزء من روح الإيثار الذي وسم ثورة هؤلاء الشباب منذ بواكيرها فهو على جلال معناه لا ينبغي أن يبخس حقوق هؤلاء المبدعين في أن يكون لهم توقيعاً على إبداعاتهم اتمنى ومن مبدأ أداء الأمانات الى اَهلها أن يشار بشكل واضح لكل رموز الإبداع الفوتوغرافي الذين أهدوا الناس هذه الرُقُم الخالدة والتي ستكون لا محالة مجال درس وعناية لكل من سيقرأ يوماً تاريخ هذا الشعب من جهتي أود أن أشير لاسم من وقّع مصادفة بين تحف الصور :
زياد متّي واعتذر للآخرين من الجنود المجهولين الذين ينبغي رفع الغبن وإزالة المجهولية عن جهودهم الفذة .