أحتجاز ومضايقات فـي المحافظات لمؤيدين للتظاهرات

Tuesday 5th of November 2019 09:20:34 PM ,

الحريات اولا ,

قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن سلطات محافظة الأنبار العراقية "تقمع حق السكان المحليين في إظهار دعمهم للمظاهرات في أماكن أخرى من البلاد. في الأيام الأخيرة، اعتقلت رجلين لمجرد نشرهما رسائل تضامنية على "فيسبوك"، واستجوبت ثالثا، وأجبرت رابعا على الاختباء". وبينت أن السلطات، "احتجزت منذ 25 تشرين الأول 2019، في مختلف أنحاء العراق مئات المتظاهرين خلال المظاهرات أو بعدها، لكن اعتقالات الأنبار تبرز لأن سلطات المحافظة اعتقلت الرجال لمجرد إظهارهم الدعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "على الرغم من سنوات الصراع المرير، شعر الكثير من العراقيين بالحرية في التحدث عن القضايا السياسية. لكن هذه الحالات تمثل تغييرا مقلقا بالمقارنة بين تصريحات هؤلاء الرجال السياسية السلمية تماما، وبين الاستجابة غير المتناسبة على الإطلاق من قبل سلطات الأنبار".
وقال ثمانية من سكان الأنبار لـ هيومن رايتس ووتش إن الأنباريين لا يعتزمون تنظيم مظاهرات هناك خشية عدم سماح السلطات بذلك نتيجة سيطرة داعش على جزء كبير من المحافظة في الماضي القريب، مشيرة إلى أن "ما يعزز قلقهم هو منشور لقيادة شرطة الأنبار على فيسبوك في 24 أكتوبر/تشرين الأول جاء فيه: "اليوم محافظة الانبار تدعو مواطنيها بالتوجه الى العمل والاستمرار بالبناء والاعمار والحفاظ على الامن ومساندة القوات الامنية والاستفادة من الدروس السابقة التي لم تجن منها المحافظة سوى الخراب والدمار والقتل والتشريد والتهجير".
قال أحد الرجال لـ هيومن رايتس ووتش إنه أراد الانخراط في الحركة الاجتماعية بشدة ما دفعه إلى الانتقال إلى بغداد. لكنه وآخرون ممن تحدثوا إلى هيومن رايتس ووتش اعتبروا هذا المنشور من قبل شرطة الأنبار تهديدا ضمنيا بأن سلطات هذه المحافظة لن تتسامح مع أي احتجاجات.
قابلت هيومن رايتس ووتش، وفق البيان، أقارب رجلين احتجزتهما قوات الأمن بعد أن نشرا رسائل تضامن مع حركة المظاهرات. قرابة منتصف ليل 26 أكتوبر/تشرين الأول، نشر سمير راشد محمود (27 عاما) على فيسبوك أن على الطلاب والموظفين الحكوميين في المحافظات الأخرى إعلان الإضراب لدعم زملائهم العراقيين المشاركين في المظاهرات في أماكن أخرى من البلاد. وقال ابن عمه إنه بعد حوالي ساعة ونصف، وصل عناصر مكافحة الإرهاب إلى منزل محمود واحتجزوه، وأخبروا أسرته أنهم يعتقلونه بسبب منشوره على فيسبوك والذي اعتبروه مُحرضا للناس على التظاهر.
في اليوم التالي، ذهب ابن عمه إلى مقر قوات مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية، حيث أخبره عناصر القوات أنه يوجد أمر بالقبض على محمود، لكنهم ينوون إطلاق سراحه قريبا دون تهمة وأنه لا داع لتعيين محام من قبل الأسرة. في 29 أكتوبر/تشرين الأول، وعندما لم يُطلق سراح محمود، عاد ابن عمه إلى المقر ورآه عبر كاميرات المراقبة محتجزا داخل زنزانة، لكن العناصر رفضوا السماح له بالتحدث مع محمود. لم تتمكن عائلة محمود من التواصل معه حتى الآن.
أما الحالة الثانية، فهي لرجل عمره 25 عاما، والذي وفقا لأحد أقربائه أضاف إطارا لصورة حسابه على فيسبوك مساء 26 أكتوبر/تشرين الأول لإظهار التضامن مع المظاهرات. وبعد أربع ساعات، وصلت خمس سيارات شرطة إلى منزله ثم اعتقلته العناصر. قال قريبه: “ضربوه واتهموه بالتحريض على الاحتجاجات، ثم كبّلوه ووضعوه في إحدى سياراتهم”. احتجزت السلطات الرجل في مكان سري حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول، ثم أفرجت عنه دون توجيه أي تهمة إليه.
قال رجل ثالث إنه بعدما نشر دعما للإضراب وتضامنا مع الاحتجاجات على فيسبوك، استجوب العديد من عناصر الأمن زملاءه عنه ثم استجوبوه وسمحوا له بالرحيل لاحقا.
وقال آخر إنه في 25 أكتوبر/تشرين الأول، وضع عدة منشورات على فيسبوك دعما لحركة الاحتجاج. وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول، اتصل به أحد الأصدقاء وهو شرطي، وقال إن الشرطة أصدرت أمر اعتقال باسمه بسبب منشوراته. هرب من منزله ولا يزال مختبئا.
قالت هيومن رايتس ووتش إنه ينبغي على السلطات احترام حق جميع العراقيين في حرية التعبير ووضع حد للمضايقة والترهيب ضد العراقيين الذين يدعمون الاحتجاجات سلميا.
قالت ويتسن: "هذه الاعتقالات قد تؤشر إلى تراجع خطير في حرية التعبير في بعض أنحاء البلاد. من المهم أن تبقى هذه الحالات مجرد استثناء".