والدها يؤكد أن ابنته قُتلت بسبب دعمها للاحتجاجات عبارة أريد وطن تتسبب فـي قتل الشابة زهراء علي؟

Friday 6th of December 2019 09:16:19 PM ,

الحريات اولا ,

 متابعة الاحتجاج
سمعه الناس معاتباً نفسه نادماً في جنازة ابنته في الطريق بين بغداد والمقبرة في النجف، لأنه لم يستجب لتهديد المسلحين الذين حذروه من الاستمرار في مساعدة المتظاهرين، ولكن من كان يتصوّر هذا السيناريو الذي ظنّه العراقيون في هذه اللحظات التاريخية من وحدتهم وثورتهم سيصبح "نسياً منسياً"؟

وفي مقابلة مع قناة محلية من بيت العزاء للقتيلة زهراء علي سلمان (19 عاماً)، يقول والدها علي القصاب، إنها اختطفت قرب بيتهم، ودام اختطافها 8-10 ساعات قبل أن يلقى بجثتها وتلفظ آخر نفس لها في المستشفى.
ويضيف بأسى عميق "أنا أتحمل ضريبة مقتلها، أنا كنت آخذها معي للمظاهرات. وكنا فقط ندعم المتظاهرين لا أكثر ولا أقل".
ورجح علي سلمان بأن ابنته قد قُتلت بسبب دعمها للاحتجاجات في البلاد، مؤكداً أنه لا هو ولا أي أحد آخر من أفراد أسرته لديهم انتماء سياسي. وقال سلمان ، إن “ابنتي قُتلت بسبب دعمها لإخوتها المتظاهرين”، مردفا بالقول إنه “لا هو ولا أي أحد من أفراد أسرته بما فيهم ابنته القتيلة تلقوا تهديدات مسبقاً”. وأضاف “كنت أوفر الدعم المادي واللوجستي للمتظاهرين من مالي الخاص حيث كنت في أغلب الأحيان اصطحب زهراء الى ساحة التحرير ونقوم بتوزيع المساعدات على المتظاهرين”.
وأردف سلمان بالقول ان “زهراء في أغلب الأحيان كانت تنفق من المال الذي أمنحه إياها على المتظاهرين ومساعدة المحتاجين من زملائها وزميلاتها فصفة المساعدة وحب الخير كانت صفة تتحلى بها ابنتي منذ الطفولة”.
وقال أيضاً “كان هناك من يقوم بتصويرنا في ساحة التحرير وكنا نتجنب ذلك ونحاول جهد الإمكان ألا يتم تصويرنا كنّا نشعر بالريبة من ذلك فهناك من يصرون على التصوير داخل الساحة”، مستدركاً القول “لا أتهم أية جهة في عملية تصفية ابنتي ولا امتلك أي عداء شخصي مع أحد”.
وتابع والد الشابة زهراء “نحن كرد فيليون عراقيون ومعروف عنا إننا اناس مسالمون في المجتمع ولا نكن الضغينة لأحد، ولا نعادي أحداً فنحن كنا وما زلنا مظلومين”.
من جهتهم أبلغ أقرباء الشابة بان الأخيرة تعرضت للتعذيب على أيدي خاطفيها حيث تم صعقها بالكهرباء وتلقت عدة طعنات بسكين في جسدها إضافة الى كسر في فكها والجمجمة وقد فارقت الحياة متأثرة بجراحها بعد أن تم رميها أمام منزلها في بغداد.
مصدر خاص "، أكد الرواية المتداولة في مواقع التواصل حول التعذيب الذي تعرضت له قبل موتها، قائلاً إن "أحد الأطباء أكدوا أن ما تعرضت له من ضرب بأدوات معدنية أدى لتكسير عظامها، دام نحو 7 ساعات، بالإضافة للصعقات الكهربائية".
ويضيف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن زهراء وُجدت ملقاة على أحد الأرصفة في منطقة بمدينة الصدر، مشيراً "دفنت ويداها ملتصقتان، إذ لطول مدة تقييدها وموتها على هذا الحال بقيت يداها كما هما".
ويذكر أن زهراء هي الابنة الكبرى، لديها أخت وأخ أصغر منها، كانت تعيش معهم ووالديها، كما أنهم من أقلية الكرد الفيليين التي تسكن بغداد. ويعاني الفيليون من موضوع "عدم الاعتراف بهم كمكون ديني أو قومي، فالكرد يحسبونهم على العرب الشيعة والعرب يحسبونهم على الكرد، ما يجعلهم يدفعون ثمن أي مشكلة أو خلاف بين العرب والكرد أو الشيعة والسنّة".
ووصف عشرات العراقيين هذه الجريمة بـ"البشعة" والعمل "الإرهابي" وهو نفسه ما كتب في لافتة العزاء. من جهتها، أدانت اللجنة المنظمة لتظاهرات "ثورة تشرين" ما وصفته بـ"اغتيال" الطالبة الشابة زهراء علي سلمان، وقالت في بيان لها متداول في مواقع التواصل إن "ميليشيات طائفية اختطفت زهراء وقامت بتعذيبها بوحشية بالكهرباء والآلات الحادة (...) ولم يكن لها ذنب سوى انها كانت تريد وطنا خالياً من إيران وبعيداً عن المحاصصة الطائفية، يعكس الوجه الحقيقي لشعب العراق العظيم". وكان عشرات النشطاء في مواقع التواصل، نقلوا خبر اختطاف ومقتل زهراء، والتعذيب الذي تعرضت له، وأعرب العديد عن غضبهم إزاء ما وصفوه بالاستهانة بالدماء ووجهوا أصابع الاتهام نحو جهات مسلحة بعينها، فيما أكد البعض الآخر أن هذه الجرائم التي تبتغي في الأساس بث الخوف وإحباط المظاهرات، لن تزيدهم إلا إصراراً على مواصلة الاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم كاملة.