كلمات من ساحة التحرير

Wednesday 18th of December 2019 09:38:20 PM ,

الحريات اولا ,

 سعدون محسن ضمد
رغم أن المتظاهر يستعمل وسائل الضغط، المتاحة أمامه، بغرض إرضاخ الكتل السياسية لإرادته الإصلاحية، إلا أن هناك من يترك مماطلات الكتل وتسويفاتها وينشغل بتحمل المتظاهر النتائج المترتبة على عدم رضوخ الكتل؟

عندما يُضرِب الطلاب عن الدوام الجامعي فيتعرض مستقبلهم إلى الخطر. وعندما يتجمع المحتجون في أماكن تجارية فيتسبب تجمعهم بخسائر اقتصادية للتجار وغيرهم، وعندما يؤدي غلق الشوارع إلى زحامات في السير، وووو إلى آخره، فإن المتظاهر يستعمل وسائل الضغط هذه لكي يحصل على مساندة الطالب والتاجر وسائق السيارة في الضغط على صانع القرار وإرضاخه للإصلاح، فكيف يترك بعض هؤلاء صانع القرار الذي يماطل حماية لفساده، ويضغطون على المتظاهر الذي يتظاهر لأجل مصالحهم؟
تخيلوا أن حارساً يشاهد بأمّ عينيه مجموعة من اللصوص يتربصون بالبناية التي يحرسها، فيرفض فتح أبوابها، وعندما يتجمع أهل البناية، ورغم أنهم يشاهدون مجموعة اللصوص يتربصون، إلا أنهم يضغطون على الحارس لفتح الأبواب دون أن يفعلوا شيئاً بخصوص اللصوص؟
*****
كتبتُ سنة 2015، وأعيدها الآن:
لم يتعرض رجل دين إلى خذلان شعبي وسياسي وإقليمي كما تعرض السيد السيستاني..
وإن أي متابعة لخطبه منذ انطلاق التظاهرات وإلى الآن، سيجد بأنه دعى إلى المشاركة بالتظاهرات داعماً للمتظاهرين، مؤمناً بسلميتهم، واثقاً بقدرتهم على مواجهة الفساد، ويحاول بكل قوة أن يستعمل نفوذه ليمنع عنهم تأثير التدخلات الخارجية بمختلف أشكالها وعناوينها.
يقف مع مأسسة الدولة ومع حصر السلاح بيدها فقط، ومع ولاءها للوطن وليس للمكون أو الدين، ويدعم القانون ويحرص على تطبيقه بعدالة.
ومع أن آراءه بهذا الخصوص واضحة ويكررها باستمرار، لكن يتم تجاهلها من قبل الأعم الأغلب ممن يدّعون أتباعه ويرفعون صورته ويستثمرون رمزيته..
*****
الاستقالة لا تعني الاستقلال، ونحن بحاجة إلى رئيس وزراء يتمتع بإرادة مستقلة، وله قدرة على اتخاذ القرار المستقل عن سلطة وهيمنة وإملاءات الأحزاب والسفارات شرقيها وغربيها.
نحن بحاجة إلى استقلال يشبه ما كان عليه وزير الصحة السابق علاء الدين العلوان، عندما رفض أن تتحكمَ منظومة الفساد بإرادته، ورمى استقالته بوجهها..
بالمناسبة، هذا المنشور لا يستهدف السيد محمد شياع السوادني ولا يدعو إلى السيد علاء الدين، لكنه بصدد التمييز بين الاستقالة والاستقلال، والتأكيد على أن ورقة الاستقالة لا تكفي للدلالة على أن الإرادة استقلّت.