التحقيق في جريمة الوثبة .... تحيَّة كبيرة ... وأسئِلَة بريئَة !!!

Sunday 22nd of December 2019 08:48:15 PM ,

الحريات اولا ,

 لؤي خزعل جبر
تحيَّة كبيرَة إلى مكافحة إجرام بغداد التي ألقَت القبضَ على مجرمي الوَثبَة، بهذهِ السُرعَة، وعرضَتهُم بهذهِ الشفافيَّة، وأُطالب السُلطات بإيقاع أقصى العقوبَة على مرتكبي هذهِ الجريمة الوحشيَّة .

لكن هناك آلاف الجرائِم المروِّعَة والبَشِعة التي حدثت في العراق، على امتدادِ سنوات، وأحُيلت إلى لجانٍ تحقيقيَّة، وضاعَت تلك اللجان، ونُسيَت، ولم نسمَع بنتائِج، ولَم نُشاهِد مجرمين !
• سقوط ثُلث العِراق بيد داعِش، وما نتجَ عنهُ مِن تهجيراتٍ ومذابِح، كمذبحة سبايكر الهائِلَة، سمعنا بأنه شُكلت لجنة تحقيقية، لكن لم نعرِف مَن هو المُذنِب، ولم نشاهِد مَن تم إلقاء القبض عليهِ، ولم يُحاكَم أحد، وانتهت ببساطَة !!!!!!!!!!!!!
• نهبُ العراق على مدى سنوات طويلة، وتهديم بنيته المؤسساتية، وإفقارِ وتشريدِ مواطنيهِ، وتوكيدِ الجميع بالسِعة الخيالية لتغلغل الفَساد في كل مفاصِل الدولة، وبأنَّ هناك عشرات الملفَّات أمام المحاكم والنزاهَة، لكن – أيضاً – لم نشاهِد مَن تم إلقاء القبض عليهِ، ولم يُحاكَم أحد، وانتهت ببساطَة !!!!!!!!!!!!!
• قتلُ المتظاهِرين منذُ أوائِل تشرين وإلى الآن، بداية بالقناصين، ومروراً بالدخانيات القاتلة، وصولاً إلى جحافِل الخلاني والسنك، حيث شاهدنا أدمغَةً تُفتَح، وجراحات تنزِف، وأوصالاً تتناثر، في الساحات العامَّة، واغتيالات وتعذيب وترهيب، لأُناسٍ متظاهرين سلميين دستوريين، وقد شُكلت منذ الأيام الأولى لجانٍ تحقيقية، مع مطالبات مرجعيَّة وشعبيَّة ودوليَّة بكشف المجرمين، لكن – كسابقاتها – لم نعرِف مَن هو المُذنِب، ولم نشاهِد مَن تم إلقاء القبض عليهِ، ولم يُحاكَم أحد، وانتهت ببساطَة !!!!!!!!!!!!!
بصراحة، أنا لا أجدُ في هذا التقرير إلا استغلالاً للضحيَّة، أكثر من الإنصاف والتقدير لما تعرَّضت له، فالسياقُ الذي وردت فيهِ، جعل من القضيَّة وسيلَة لتحقيق خطاب السلطة، تلك السلطة التي لم – ولن – تعبأ بآلاف الدِماء، وآلاف الميتات البشعة، وآلاف العذابات والانتهاكات الإنسانيَّة، بلا شك لا تهتم بهذهِ الضحيَّة، إنما تهتمُّ بما تستفيدُهُ من ترويج هذهِ القضيَّة لضرب المُعارِضين، فهي بالنسبة لها ليست إلا مسماراً يُسنِد الكُرسي الذي يوشِك أن يتداعى !!!!
دعونا لا نتلاعَب بالموت، وبعذابات الضحيَّة، في سيناريوهات سلطويَّة ..... !!!!