مئوية رحيل روزا لوكسمبورغ

Tuesday 24th of December 2019 06:59:55 PM ,

منارات ,

منارات
مرت هذا العام الذكرى المئوية الاولى لرحيل المناضلة الشيوعية روزا لوكسمبورغ ورفيقها كارل ليبكنخت في يوم 15/كانون الثاني/1919 حيث سطرت روزا لوكسمبورغ في تاريخها اروع المراحل النضالية في تاريخ الماركسية والشيوعية الاممية.

ولدت في 5 مارس 1871 – وأغتيلت 15 يناير 1919هي منظّرة ماركسية وفيلسوفة واقتصادية وإشتراكية ثورية من أصول بولندية وأصبحت مواطنة ألمانية. كانت عضوا في كل من الديمقراطي الإشتراكي لمملكة بولندا وليتوانيا، الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني و والحزب الشيوعي الألماني, وتعد لوكسمبورغ واحدة من أبرز ممثلي الفكر الماركسي والنشاط الاشتراكي الديمقراطي في أوروبا. وسوية مع كارل ليبكنخت كانت المعبرة الأهم عن المواقف الأممية المناهضة للنزعة العسكرية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا. وكانت ناقدة لا ترحم للرأسمالية، ومن هذا النقد استمدت نفوذها في العمل الثوري. ورحبت، مفعمة بالأمل، بالثورة الروسية، غير أنها كديمقراطية ثورية كانت على مسافة منها واتسم موقفها بالاحتراس والمرونة.
تبنت الاشتراكية وانتسبت للحزب الماركسي البروليتاري منذ حداثتها. غادرت بولندا الروسية سنة 1889 لتنضم إلى الثوريين المنفيين الروس بزعامة بليخانوف في زوريخ حيث درست العلوم ونالت شهادة الدكتوراة. هاجرت إلى ألمانيا وتزوجت عاملا ألمانيا زواجا صوريا واكتسبت بذلك الجنسية الألمانية لكي تتاح لها فرصة العمل في صفوف أكبر الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية في أوروبا. وعندما اندلعت الثورة الروسية لعام 1905 عادت إلى وارسو لكي تشارك بها فقبض عليها وأفرج عنها في العام التالي.
حيث واجهت، منذ مطلع شبابها، التهديد باعتقالها بسبب نشاطها الثوري، حيث التحقت في صباها بمنظمة "البروليتاريا"، وهي واحدة من أولى منظمات الماركسيين البولنديين، مما اضطرها الى الهرب الى سويسرا عبر ألمانيا.
و في شباط 1914 حكم عليها بالسجن بسبب خطاباتها المناهضة للحرب. وفي عام 1915 وتحت الاسم المستعار "جانيوس" كتبت كراسة ضد الحرب التي اندلعت عام 1914، اشتهرت باسم "كراسة جانيوس"
وفي جامعة زيوريخ درست العلوم الطبيعية، ثم القانون والاقتصاد. وفي عام 1897 حصلت على الدكتوراه في وقت ندر فيه دخول النساء الى الجامعات، وكانت رسالتها حول (تطور بولندا الصناعي). وكانت هذه المرأة، التي تتقن أربع لغات، موضع اعجاب باعتبارها الوحيدة بين أبناء الملاكين وأصحاب المصانع والموظفين التي تمتعت بتلك المكانة.
وفي عام 1893 شاركت في تأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مملكة بولندا، الذي أعاد تسمية نفسه في عام 1900 الى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مملكة بولندا وليتوانيا. وفي آب 1893، وكانت في عمر الثانية والعشرين، جسدت أول ظهور بارز لها في الحركة العمالية الأممية. ففي المؤتمر الثالث للأممية الثانية في زيوريخ، حيث التقت فردريك انجلز رفيق ماركس، وجيورجي بليخانوف، مؤسس الماركسية الروسية، صارعت، في خطاب جريء، من أجل تفويض لنفسها ولحزبها الفتي، وهو ما لم يحظ بالقبول في حينه. وفي ذلك المؤتمر جادلت ضد تقرير المصير القومي لبولندا، مؤكدة، بدلاً من ذلك، على الأممية البروليتارية "الصارمة"، وهو موقف وضعها في معارضة مباشرة لأبرز الشخصيات الاشتراكية لعصرها، وكذلك لكتابات ماركس حول بولندا.
عادت إلى برلين حيث كتبت "تراكم رأس المال" سنة 1913 الذي يعتبر مساهمة فكرية ماركسية رئيسية حفي تفسير الاقتصاد الامبريالي ورأت روزا لوكسمبورغ، أن تحويل فائض العمل إلى فائض قيمة، هي المشكلة الجوهرية، في عملية تراكم رأس المال. ففي ظل عملية إعادة الإنتاج البسيط، أي في الاقتصاد الساكن، لا توجد مشكلة، بخصوص تحويل فائض العمل إلى فائض قيمة، إذ سيباع هذا الفائض للرأسماليين أنفسهم، كسلعة استهلاكية؛ أما في ظل عملية إعادة الإنتاج الموسع، فإن الأمر يختلف، فهنا، تساوي قيمة الناتج الكلي - كما بينا في الحلقة الثانية - مجموع الرأس المال الثابت (اندثار رأس المال) زائداً الرأس المال المتغير (أجور قوة العمل) زائداً مجمل فائض القيمة. فرأس المال الثابت والمتغير لا يسبب لعملية إعادة الإنتاج، مشكلة تذكر – كما ترى لوكسمبورغ عن حق – وذلك لأن الرأسماليين، يقتنون بضائع إنتاجية جديدة، للتعويض عن الرأس المال المندثر. وكذلك الأمر بالنسبة للرأس المال المتغير، إذ أنه سيعود إلى الرأسماليين، من خلال قيام الطبقة العاملة بإنفاق كافة الأجر الذي حصلت عليه، لشراء السلع الاستهلاكية.
تزعمت مع كارل ليبنيخت الجناح الراديكالي من الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني وفي نهاية 1915 أسست، مع كارل ليبكنخت وخصوم آخرين للحرب في الحركة الاشتراكية الديمقراطية، عصبة "الأممية" التي انبثقت عنها عصبة سبارتاكوس عام 1916التي شكلت بعد سنتين نواة الحزب الشيوعي الألماني وكتبت برنامجه بنفسها.
وخلال الفترة من تموز 1916 وتشرين الثاني 1918 كانت روزا لوكسمبورغ معتقلة في برلين ورونكه وبريسلاو. وفي عام 1917 دعمت، في مقالات من السجن، ثورتي شباط وأكتوبر/ تشرين الاول في روسيا، ولكنها حذرت، في الوقت نفسه، من دكتاتورية للبلاشفة. ولم ينشر مقالها حول الثورة الروسية، الذي تضمن هذا التحذير، إلا عام 1922، وجاء فيه إنه "بدون انتخابات عامة، وصحافة حرة، وحرية تجمع، وصراع حر للأفكار، تصبح الحياة في أية مؤسسة زائفة بل وميتة"
وعندما أخرجت من السجن في التاسع من تشرين الثاني 1918 انغمرت، بكل طاقاتها، في ثورة نوفمبر/ تشرين الثاني. وأصدرت، سوية مع كارل ليبكنخت، صحيفة "الراية الحمراء"، وكافحت في سبيل انتفاضة اجتماعية شاملة. وكانت في أواخر 1918 وأوائل 1919 من مؤسسي الحزب الشيوعي في ألمانيا.
ولروزا لوكسمبورغ العديد من الانجازات الفكرية في جميع نواحي الاقتصاد والاشتراكية وحركة الديالكتيك النقدي حيث من ابرز كتاباتها .
أولا إصلاح إجتماعي أم ثورة
ثانياً الاضراب الجماهيري .
ثالثاً ..ما هو الاقتصاد السياسي ..
ورابعاً الاقتصاد السلعي والعمل المأجور
خامساً ما أصل الأول من أيار
وسادساً الثورة الروسية عام 1917 نشر عام 1922
سابعاً الكنيسة والاشتراكية ..
ثامناً في برنامج سبارتاكوس
تاسعاً الثورة والحزب وأفول الرأسمالية
وروزا لوكسمبورغ شهيدة الثورة الألمانية. فقد جرى اغتيالها، مع كارل ليبكنخت، يوم 15 كانون الثاني 1919 في مطلع سنة 1919 أي بعد شهرين من إعلان ليبكنخت للجمهورية الاشتراكية الألمانية اغتيلت معه من قبل جماعة يمينية عسكرية متطرفة وبذلك قضي على ثورتهما في المهد وقاموا بالقاء جثتها بقناة نهر لاندفير في برلين حيث يوجد الآن تمثال لها قريب من مكان مقتلها يحمل إسمها الكامل.
تعتبر روزا لوكسمبورغ احد اعلام الاشتراكية التحررية واحد اهم رموز اليسار الاوربي والالماني حيث تعلمنا ان التضحية من اجل تحقيق الحرية للبروليتاريا امر ملح ومهمة الطليعة الحزبية هو توعية الطبقة العاملة حتى تتسلح بالنظرية الثورية لتحقيق الثورة الاشتراكية , حيث تشتهر روزا بمقولتها التي سوف اختتم فيها المقال :
"ان النوع الوحيد من القوة التي ستقود الى النصر هو الكفاح اليومي من اجل التنوير السياسي"
عاشت الثورة الاشتراكية العمالية / الخلود لروزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت.