روزا.. أسرار مقتل روزا لوكسمبورغ

Tuesday 24th of December 2019 07:04:51 PM ,

منارات ,

ترجمة: عدوية الهلالي
يطلق عليه النقاد اسم (القطب الأمريكي) لما في كتاباته من روعة ودقة تاريخية ، واذا كانت كتب مثل (الثلاثية البرلينية ) ، وآلام بيرني غونتر المفوض السابق في الرايخ الثالث ، وعلى أنقاض إمبراطورية الشر لفيليب كيرقد اثارت اعجاب القراء ، فان الكتاب الجديد الذي صدر مؤخرا للكاتب جوناثان راب ويدور حول روزا لوكسمبورغ وثورة سبارتاكوس سيكون مادة يلتهمونها بشغف دون شك ..

منذ عام وفي فيلم (الإنسان الباطن) شاهدنا الضابط نيكولاي هوفنر يجري تحقيقا معقدا في عالم السينما يساعده في ذلك فريتز لانغ وكانت الأحداث تجري في سنوات العشرينات ...واليوم ، وبسبب الفوضى التي ترافق صدور الكتب ، سنجد الضابط هوفنر ذاته بعد الحرب العالمية الثانية وبعد الهزيمة الألمانية أي في الفترة التي لم تعد فيها ثورة سبارتاكوس حلماً سيما بعد مقتل القائدين الاشتراكيين روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت ، لكننا سنجده ضابطا في الشرطة الجنائية ويعمل على تعقب آثار قاتل متسلسل يهاجم النساء ليقتلهن خنقا ثم يقوم بتقطيعهن !!ذات يوم ، وفي المشرحة ، يكتشف هوفنر جسداً يرى بوضوح انه يعود لروزا لوكسمبورغ وقد وقع أيضاً ضحية لتقطيع القاتل لكن الشرطة السياسية تسارع الى الاستيلاء على الجثة بسرقتها لتدارك الفضيحة والتعتيم على القضية ..وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة من قبل رؤسائه ، لا ينوي هوفنر أبداً ترك القضية ولا يشعر بالخوف منهم بسبب الحياة الفوضوية التي يحياها دون خشية من احد لذا يواصل غوصه في التحقيق الذي ترافقه تشعبات واسعة ..منتقلاً من براغ الى ميونخ ، لا يكف هوفنر المحارب القديم ذو الأصول الروسية اليهودية عن الإعلان عن مناهضته السامية في الوقت الذي تنتشر فيه فرق غير نظامية يقودها ارنست روم وتتألف من جنود قدماء يعملون لصالح هتلر ويطاردون أعداء ألمانيا العظمى ..وبينما يرحب بعض المنظرين ذوي الأصول السامية باختفاء روزا( الحمراء) اليهودية التي حاولت استيراد ثورة لينين الى برلين ، يعمل بعض آخر من المقربين منها في الخفاء وبسبب الإيمان بقضيتها على مساعدة هوفنر عبر تقديم وثائق رائعة له تمكنه من فهم القضية بشكل أوضح ..وكما فعل الاسكتلندي فيليب كير، استخدم الأمريكي جوناثان راب أدوات تاريخية جادة، اذ سلط الضوء على شخصيات حقيقية واستفاد من اصغر العيوب والفجوات في التاريخ ليطلق العنان لخياله ، وبهذه الطريقة فقد برز تركيزه أكثر على الفترة الممتدة مابين مقتل روزا لوكسمبورغ في 15 كانون الثاني 1919 وحتى ظهورها ثانية بعد أربعة أشهر من رمي جثتها في قناة برلين ..ثم قيامه بمتابعة قصة هذه الجريمة المثيرة، كاشفاً عن كثير من المعلومات عن تلك الفترة وعن السياق السياسي لما بعد الحرب وعن سحر برلين في عام 1919 ، (مدينة الكلمات) تلك التي كانت عاصمة أوروبية للملذات والبوهيمية قبل ان تخضع لعبودية الحرب والموت !!رواية (روزا) الصادرة مؤخراً في 568 صفحة في فرنسا بعد ترجمتها عن الانكليزية بواسطة اريك مورو ، كتبها جوناثان راب ليؤكد استحقاقه لتسمية (القطب الأمريكي).