بعد تهديدات ترامب.. ذكريات الحصار تعود إلى العراقيين

Monday 6th of January 2020 10:20:29 PM ,

الحريات اولا ,

 متابعة الاحتجاج
يقول المثل "النسيان نعمة"، وكثيرا ما يعتبر علماء النفس النسيان من أهم أنواع الدواء لتجاوز الأزمات النفسية والبدنية.
لكن هل يمكن أن تتحول هذه النعمة إلى نقمة؟ مع تطور الأحداث السياسية في العراق خلال الأسبوع الأخير قد تتغير قاعدة المثل أعلاه.

فوصول الأزمة بين حكومة بغداد وسياسييها، الذين يحاولون إرضاء إيران على حساب بلادهم، وبين الولايات المتحدة، قد توصل الأخيرة إلى فرض عقوبات اقتصادية تنتهي بحصار اقتصادي على العراق، حيث هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية على العراق في حال استمرار حكومة بلاده بمحاولة التصادم مع واشنطن من اجل إرضاء طهران.
يعود الناشط علاء كولي، شاب من محافظة ذي قار بذاكرته سريعا إلى أيام الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضا على العراق خلال تسعينيات القرن الماضي وحتى عام 2003. ويعلق "في حال تمّ تنفيذ الحصار وتمّ فرض العقوبات، لنتذكر انهيار المنظومة القيمية وتحول البشر إلى زومبي"، مضيفا في منشور على صفحته في فيسبوك "شكرا للجهود العظيمة من البرلمان التي أخرجتنا من هاوية وأسقطتنا في هاوية اخرى، شكرا للجهود الكبيرة التي تقدمها السلطة وهي تهدينا واحدة من أفضل المواقف التاريخية حينما أخرجتنا من الأحضان الأميركية إلى الأحضان الإيرانية".
ويتابع كولي "شكرا للنواب الذين يعرفون مصلحة بلادهم وهم يرفعون شارة النصر على أميركا، وهو الأمر الذي سيسحقنا من جديد". ويختتم الشاب منشوره بالقول "أهلا بكم في صراع الكروش والعروش والقروش، قصة الموت الجديد".
على مواقع التواصل الاجتماعي، يستذكر المدونون ذكرياتهم مع أيام الحصار، لا يتردد الجميع في إبداء تخوفهم من فرض عقوبات اقتصادية، سيدفع ثمنها المواطنون فقط. ولا يتردد رائد حسن في كشف ما علق بذاكرته من صور عن أيام الحصار الاقتصادي التي عاشها العراق في فترة حكم النظام السابق.
يقول رائد "لا أنسى كيف كنت أصنع قمصلة (معطفا) من البطانيات، ولا أنسى كيف كنت أذهب إلى الخياط ليقلب لي ملابسي على وجهها الثاني، لأن لونها أصبح باهتا من كثرة استخدامها"، مضيفا في حديث لموقع (ارفع صوتك)، "كما لا أنسى نوع الطعام الذي كنا نتناوله، كنا نحتفل إذا ما دخل اللحم منزلنا".
يتساءل الشاب الأربعيني عن الطريقة التي يفكر بها السياسي العراقي، ويذهب إلى أكثر من ذلك بقوله "حتى لو قلنا أن السياسيين يفكرون وفقا لمصالحهم، لكن كيف يفكر المواطنون ويؤيدون السياسيين؟ هل نسوا تلك الأيام؟".
ويتابع "لا تختلف الطبقة السياسية الحالية عن صدام كثيرا، فهي تقارع أميركا كما فعل صدام، وتتحدى المجتمع الدولي بكثرة خروقاتها وقتلها للمدنيين كما فعل صدام، وهنا أقول للسياسيين انتظروا نهايتكم التي لن تختلف عن صدام".
ويؤيد غيث المالكي، وهو شاب من بغداد، ما جاء على لسان رائد. ويقول غيث "إذا فرضت العقوبات، فالشعب فقط هو من سيتضرر"، مضيفا في حديث "السياسي أمّن وضعه وقادة الاحزاب أمّنت وضعها، وحتى وضع أحفاد أحفادها، نحن من سيأكل التراب".
ويرى غيث أن من يشجع الحكومة والسياسيين العراقيين من الشعب "هم سبب كل الخراب الذي يتعرض له العراق".
ويتابع "16 سنة نعيش في جوع وخوف وخطف وقتل وترهيب والآن تريدون أن تجعلوا ختامها حصاراً اقتصادياً".
ويتساءل غيث عن ما هو أكبر من ذلك بقوله "صدام كان يوزع لنا الحصة التموينية، هل سيضمن لنا هؤلاء السياسيين نفس الحصة التي كان يوزعها صدام، أم سيسرقونها كما سرقوا كل شيء؟". يقارن محمد جبار، وهو إعلامي عراقي، الوضع العراقي بالإيراني، بقوله "العقوبات الأميركية جعلت العملة الإيرانية تنزل إلى الحضيض، بحيث أصبحت قيمة الورقة (100 دولار) أكثر من مليون تومان إيراني، والمواطن الإيراني إذا تغدى الظهر لن يتعشى في المساء".
ويضيف في منشور على صفحته في فيسبوك "طبيبهم ومهندسهم (الإيرانيون) يشتغل بعد الدوام شغل ثاني، حتى يجلب الخبز لأبنائه، رغم أن إيران تعتمد على نفسها بالزراعة والصناعة".
ويقارن الوضع العراقي بقوله "تخيلوا أن تعود قيمة الورقة (100 دولار) إلى ٣٠٠ ألف دينار عراقي، وراتب الموظف يصبح بلا قيمة، والعراق بلا صناعة ولا زراعة، يا سلام!".