حكايات من ساحة التحرير ..الأجهزة الأمنية تطارد المسعفات وتعتقلهن

Thursday 23rd of January 2020 09:00:48 PM ,

الحريات اولا ,

 عامر مؤيد
اصبحت للقمع اشكال مختلفة في ثورة تشرين المستمرة فالقوات الامنية بمختلف صنوفها لا تفرق الان بين بنت او عجوز او شاب. جميع من يصادف هذه القوات يتم ضربه او اعتقاله او احيانا رميه بالرصاص الحي كما وضح في فديوات انتشرت بصفحات التواصل الاجتماعي.

اول امس اعتقلت مسعفة حيث انقض عليها ما يقارب عشرة عناصر من قوات الأمن لكن اطلق سراحها بعد ذلك.
هذا الموقف الذي وثقته كاميرات المصورين ولد حالة كبيرة من السخط في الوسط الشعبي نظرا للقمع الوحشي الذي يمارس حتى ضد النساء.
لقد لجأت السلطات منذ انطلاق الاحتجاجات في مطلع أكتوبر إلى اتباع كافة الأساليب والوسائل التي من شأنها الحد من حركة الاحتجاج وقد طالت هذه الأساليب النساء والرجال ولعل أبرزها عمليات الخطف التي طالت الناشطات والمسعفات
و لعل أبرزها كان خطف الناشطة صبا المهداوي بعد مغادرتها ساحة التحرير ومحاولة إخفاء المعلومات وحماية الخاطفين من قبل السلطات بالرغم من وجود تصوير يوثق عملية الخطف والجهة "التي سلكتها سيارات الخاطفين"٠
وتابعت "كسابقاتها لم تفصح الأجهزة المعنية عن المتورطين بالخطف حتى بعد إطلاق سراح صبا المهداوي وهذا مما يشجع المتورطين بالانتهاكات على مواصلة نشاطاتهم طالما أن السلطات القضائية والأمنية عاجزة عن محاسبتهم وسط غياب تام لأبسط بديهيات محاسبة المتورطين بهذه الجرائم"٠
وبينت ان "المشاركة المتميزة للنساء الشابات في هذا الحراك شكل كابوسا مخيفا للقائمين على السلطة حيث أسهم انتشار صور المسعفات والمشاركات بالتظاهرات في عكس صورة مدنية وصلت إلى كل بقاع العالم وأسهمت بشكل كبير في دعم الشارع لهذا الحراك لذا تحاول السلطات بشتى الطرق الحد من هذه المشاركة. شاهدنا خلال الأيام القليلة الماضية حوادث تصعيدية مثل محاولة اغتيال الناشطة نهاوند في الناصرية والتي اشتهرت بهتافاتها وقيادتها للحراك وبعدها اغتيال الناشطة جنان في البصرة وتلاها اعتقال المسعفة سولين في بغداد وإطلاق سراحها"٠
وبعيدا عن اعتقال الناشطات فان تعذيب المتظاهرين اصبح امام العيان فبمجرد المسك بأحد المتظاهرين يتم ضربه بالهراوات وتركه ليتم نقله الى المستشفى نظرا للكسور التي يتعرض لها.
الاعتقالات تجري بشكل يومي وفي مختلف المحافظات المنتفضة وغالبيتهم يتعرضون الى التعذيب ثم يطلق سراحهم.
ناشط كان قد اختطف اعلن عن إطلاق سراحه حيث كتب إدريس كريم بعد استنشاقه الحرية مرة اخرى "صباحكم_وطن
شكرا لكل شخص ساعد في خروجي وكل شخص ساهم بالنشر للافراج عني"٠
واضاف "اتمنى ان يكون العراق بخير وسأستمر في الطريق الذي سكلته وهو طريق الحق وطريق كل عراقي يحب بلده"٠
وطالب كريم جميع المحتجين بالسلمية وطرد المندسين مؤكدا انه سيكون مع زملائه في ساحة التحرير مرة أخرى.
ويسيطر المتظاهرون الان على سريع محمد القاسم بعد قطعه من قبلهم تزامنا مع مهلة الناصرية والتي انتهت في العشرين من الشهر الجاري.
وتجري هجمات مباغتة من قبل قوات الشغب لإعادة المحتجين من خلال رمي الغاز المسيل للدموع وأيضا إطلاق الرصاص الحي.
وعادت الحركة الى ساحة الاحتجاج حيث تزايدت الأعداد قليلا في وقت يطالب فيه الثابتون هناك بالتبرع لهم بالمواد الغذائية.