عززوا من التواجد والحضور في ساحات الاحتجاج

Sunday 26th of January 2020 08:45:07 PM ,

الحريات اولا ,

 حسان عاكف
اكتب من ساحة التحرير، وأنا أحس بفرح غامر من اللحظة التي وطأت فيها قدمي الساحة.
الأجواء منعشة منذ يوم الجمعة ومبشرة في عموم الساحات بعد ملابسات وانسحابات الأيام الأخيرة،
مواكب متتالية من الشباب والشابات تواصل دخول التحرير قادمة من المدارس والكليات، متظللة ومزينة بالاعلام العراقية. وهي ترنو للافق مليئة بالثقة بقرب مولد عراق جديد ومستعدة لتحمل آلام مخاض هذه الولادة المجيدة..

خيم جديدة تنتصب في الساحات وشباب جديد متجدد يتوافد عليها لسد المسامات التي تركتها انسحابات الأيام الأخيرة.
مهمة كل الوطنيين من محبي ناسهم وبلدهم من أفراد وعوائل وتجمعات ومنظمات وأطر متنوعة، وعلى وجه الخصوص من المدنيين، مهمتهم العاجلة دعم المتواجدين في ساحة التحرير وساحات المحافظات الأخرى بالتواجد الدائم أو المؤقت كل حسب مقدرته وظروفه وهمّته..
***

أُلقي القبض على الجثة....

التسويف والمماطلة والدوران حول القوانين والتعامل باستخفاف مع مطالب الناس المشروعة صفة تميز الحكومات والأنظمة الفاسدة التي لا تحترم نفسها، ولأنها لا تحترم نفسها فمن السذاجة توقع أنها ممكن أن تفكر باحترام ناسها وشعوبها.
منذ سنوات عدة ونحن نسمع عن قيام هيئة النزاهة بتحويل ملفات وزراء ونواب وموظفين كبار وموظفين"زعاطيط" الى المحاكم بتهم الفساد، مثلما نسمع عن قرارات صادرة من المحاكم المختصة بإدانة كثير من هؤلاء وإصدار قرارات بحبسهم وسجنهم واستعادة الأموال المنهوبة منهم، ويتضح فيما بعد أن أغلب هؤلاء هم هاربون، أو جرى تهريبهم ، خارج البلاد مع الملايين والمليارات التي هبروها وهربوها.
الوجه الثاني المكمل لهذه المسخرة أو المسرحية الهابطة التي مارستها الحكومات المتعاقبة، هو التعامل الصلف مع جرائم القتل والاغتيال والخطف، التي طاولت ناشطين ومتظاهرين ومحتجين أبرياء، الذين زاد عدد الشهداء بينهم في الانتفاضة الحالية فقط على ٦٠٠ شهيد.
وحتى اللحظة لم نسمع عن اعتقالات أو محاكمات أو اسماء لقتلة هؤلاء الشهداء، رغم الكلام المعسول الذي يتحدث به بعض المسؤولين أحياناً عن ملاحقة الجناة ومحاسبتهم وإنزال القصاص العادل بهم.
جعجعة المسؤولين، التي لم نرَ لها طحناً، وهم يتحدثون عن الفساد ومحاربة الفاسدين واسترداد الأموال العامة منهم، ووعودهم بملاحقة الجناة وقتلة الناشطين من المتظاهرين والمختطفين، ليست أكثر من " ذر الحصى في العيون"، وتذكر بقصة ضابط شرطة قبيح متواطئ مع اللصوص. وكل ما يقوم به بعد كل عملية سطو هو الحضور المتأخر الى مسرح الجريمة ، ليجد أن اللصوص قد لاذوا بالفرار تاركين خلفهم جثة أحد الحراس، ولا يبقى له من إجراء سوى فتح جهاز اللاسلكي وإرسال برقية لمسؤوليه : "وصلنا الى مسرح الجريمة . ألقينا القبض على الجثة والقاتل هرب"..!.