مواطنون يسخرون من أبوية عبد المهدي..اعتقالات قبل مليونية (31/1) ونشطاء:اختطاف من البيوت والشوارع

Thursday 30th of January 2020 07:53:30 PM ,

الحريات اولا ,

 متابعة الاحتجاج
استنفرت القوى الامنية عناصرها، وبشكل جنوني بدأت تنفيذ عمليات عشوائية لاعتقال العشرات من قادة ونشطاء معروفين في ساحات التظاهر، بغية التأثير عليهم وإيقاف نشاطهم عشية تظاهرات مليونية مرتقبة يوم الجمعة.

وسارعت هذه القوات التي يقول النشطاء إنها تتعاون مع جماعات "مجهولة الهوية"، لكونها لا ترتدي الزي العسكري الرسمي وتكون ملثمة، إلى تتبع أبرز المتظاهرين خارج الساحات وصولاً إلى أماكن سكنهم لاعتقالهم.
سلام الحسيني، أحد أبرز نشطاء مظاهرات بغداد، قال، إن "حالة الاعتقالات توسعت من قبل القوات المجهولة ولا أحد يعرف إن كانت تابعة للقوات الأمنية الحكومية، أم لجهات مسلحة تابعة للأحزاب الموالية لإيران وهي المتضرر الأكبر من هذه التظاهرات".
وأشار إلى أن هذه الاعتقالات العشوائية، تهدف للتأثير على المليونية المنتظر أن تنطلق الجمعة، لتكون "صورة وصوت للعالم أجمع، وليعرف الجميع أن فئة كبيرة من المجتمع العراقي، تعبر في الشارع عن عدم شرعية أهل السلطة بالعراق"، التي قال إنها "تدار من قبل أحزاب فاسدة وعقلية عقائدية تشجع على الطائفية".
وأفاد بان الناشطين يطالبون السلطات العراقية، بـ"الإعلان فقط، عن اعتقال هؤلاء النشطاء، حتى نعرف أن اعتقالهم تم من قبل قوات حكومية رسمية، لا من قبل ميليشيات مسلحة".
ومن جانب آخر، قال الناشط المدني العراقي في حراك بغداد، حسن رجب، إن ما يجري ضد نشطاء التظاهرات، "لا يمكن تسميته بالاعتقالات، كونه غير قانوني، ولا يُعلن عنه من قبل جهة رسمية، ومن يقومون به مجهولو الهوية، وبالتالي فهو اختطاف وليس اعتقالا".
وأفاد الناشط، بأن عمليات الاختطاف ضد الوجوه المعروفة في التظاهرات، مستمرة منذ بداية الحراك، مشيرا إلى أنها "تتم مباشرة بعد نهاية التظاهر على طرقات متفرعة من ساحة التحرير، وأيضا من داخل البيوت ليلا"، وقال: "هذه الحالة مستمرة حتى الآن".
وأشار إلى أن الهدف منها في الوقت الحالي، هو "ترهبب النشطاء وصدهم عن المشاركة في مظاهرة الجمعة".
من جهة اخرى سخر ناشطون عراقيون من وصف رئيس الوزراء العراقي طريقة تعامل حكومته مع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من ثلاثة أشهر بـ"الأبوية".
وقال الناشط في تظاهرات ساحة التحرير ليث أحمد، إن "قوات مكافحة الشغب تتعامل مع المتظاهرين بقسوة مرعبة"، مضيفا أن "الجيش والشرطة الاتحادية ليسوا أفضل تعاملا مع المتظاهرين".
وسخر أحمد من وصف "الأبوية" الذي استخدمه عبد المهدي، مؤكدا "أبوية حقيقية، بحيث أن المتظاهر الذي ينجو من القتل أو الإصابة، قد يتعرض إلى الخطف، أو التعذيب بعد الاعتقال".
ويؤكد، "صديقي أصيب بجروح متعددة على يد جنود أمسكوا به على سريع محمد القاسم، قاموا بطرحه أرضا والقفز على جسمه".
وكان متظاهرون نشروا صورا أمس لما يبدو بنادق صيد هوائية ونارية بأيدي قوات الأمن القريبة من ساحات التظاهر.
ونشرت صور لأشخاص تبدو عليهم علامات الإصابة بهذه الأسلحة.
وقالت المسعفة "لينا أحمد" ضربوني بـ"مصيادة (نقافة أو مقلاع)، رغم أني فتاة ويقتصر دوري في التظاهرات على إسعاف المتظاهرين، كما أنني أسعفت متظاهرين عدة من إصابات بأسلحة الصيد".
وتقول أحمد "هذه الأسلحة أقل خطورة من الرصاص الحي، لكنها مؤذية جدا وقد تتسبب بإعاقات دائمة، كما أن الرصاص الحي لا يزال موجودا في حال اقترابنا من الحواجز الأمنية".
وكان عبد المهدي قال في اجتماع حكومي، يوم الثلاثاء، إن "الحكومة تتعامل بأبوية حتى مع المتظاهرين الذين يقومون بتظاهرات عنفية أو يقومون بقطع الطرق أو الإغلاق القسري للمدارس والمؤسسات".
وقال الناشط والمدون حسين علي تعليقا على تصريح عبد المهدي "فعلًا، لأن الكثير من الآباء في العراق يسيئون معاملة ابنائهم ويحرموهم من أبسط حقوقهم في عيش حياة طبيعية".
وأضاف علي "بعض الآباء يطردون أبناءهم إذا تمردوا خارج المنزل، لكن سلطة عادل عبد المهدي تجاوزت تصرف الآباء بأبوية أكبر حيث اخذت تطرد المعترضين والمتمردين خارج الحياة أصلًا".
وقال الناشط في التظاهرات حسين الغرابي إن المتظاهرين "لم يروا أي نوع من الأبوية بتعامل القوات الحكومية مع الاحتجاجات في العراق".
وقال الغرابي وهو من المتظاهرين البارزين في ساحة الحبوبي مركز احتجاجات محافظة الناصرية "لمسنا واقعا أن هناك تخطيطا باجتماعات مطولة ومكررة بين المسؤولين الامنيين لقمع الاحتجاجات"، مضيفا "أرسل لنا عادل عبد المهدي جميل الشمري هذا الرجل الذي فتك بشباب الناصرية وقتل في ليلة وضحاها ما يقارب 100 شخص".
وأظهرت تسجيلات فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مسلحين بأزياء مدنية يطلقون النار من أسلحة أوتوماتيكية باتجاه المتظاهرين، بدون أن تتدخل أجهزة الأمن التي كان عناصرها منتشرين في المكان ذاته.
وفي بغداد انتشر تسجيل صوري لعناصر في قوات مكافحة الشغب تقوم بإطلاق قنابل دخانية بشكل أفقي مستهدفة المتظاهرين من مسافات قريبة.