عراقيو الخارج والموقف المشرّف

Friday 31st of January 2020 08:37:25 PM ,

الحريات اولا ,

 عدنان الفضلي
العراقيون المغتربون كانوا ومازالوا صادقين في إنتمائهم لهذا الوطن المعتق، وهنا حتماً أتحدث عن شرفاء العراق الذين أجبروا على مغادرة العراق قسراً الى منافيهم بسبب التصرفات الحمقاء التي ترتكبها الحكومات المتعاقبة طوال أكثر من أربعة عقود وربما أكثر.

وحين أفتح هذا الموضوع اليوم فالقصد منه هو الإشادة بكثير من الأصدقاء والصديقات في المهجر الذي تفاعلوا كثيراً مع ثورة تشرين العظيمة التي يقودها اليوم الشباب الذين تبنوا شعار (نريد وطن) وهذا التفاعل جاء مكملاً لجهود الثوار الأبطال المتواجدين في ساحات الإعتصام، حيث ومن خلال تواصلي مع عدد ليس بالقليل منهم، وجدتهم وهم يعيشون الفرحة والقلق معاً على وطنهم البعيد وشعبهم المنتفض، وكانت قلوبهم وعيونهم ترنو نحو وطنهم الذي إبتعدوا عنه قسراً حالمين بإنتصار الثورة التي حتماً ستمنحهم فرصة مراجعة الذات والعودة لوطن حلموا به حراً عزيزاً ومكرماً.
تفاعل العراقيون في الخارج مع الثورة كلاً على طريقته الخاصة، فهناك من سخر جهوده معنوياً ومنهم من سخرها مادياً، بل ومنهم من سخرها مادياً ومعنوياً، وقدموا لنا صورة مبهجة عن حقيقة الإنتماء الوطني الذي يحملونه بداخلههم، والذي ما تزعزع رغم بعدهم عن الوطن لعقود طويلة، وحتماً لا أريد ذكر أسماء معينة حتى لا أنسى إسماً لمن تواصل معنا طيلة أيام الثورة.
العراقيون في الخارج أغلبهم كانوا معنا في كل شيء، وهذا لا يعني عدم وجود مغتربين إختاروا الحياد أو الوقوف عكس إرادة المنتفضين، لكني هنا أتحدث عن أغلبية بذلت الغالي والنفيس من أجل أن يكونوا في الصورة المشرقة للعراق، فمنهم من أرسل المعونات المالية والمواد العينية التي ساهمت في ديمومة الثورة وصمود الثوار في ساحات التحرير، ومنهم من ناضل معنا معنوياً من خلال تدويناتهم التي تحيي الثوار وتقدم العون والنصيحة، وكذلك منهم من تواصل مع منظمات عالمية للتعريف بالثورة وأهدافها وإيصال صوت الثوار الى كافة بلدان العالم، وهو منجز يحسب لهم، كذلك هناك الكثير منهم من أوصل شكوى الثوار عن حالات القمع الوحشية التي استخدمت ضد المتظاهرين العزل والإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في العراق، وهذا أيضاً يعدّ منجزاً كبيراً يسهم في ديمومة الثورة.
وهنا أريد أن أحيي كل عراقي يعيش المنافي مجبراً لكنه يترك جذوره تتوغل عميقاً في التربة الطاهرة لوطنه، ويكون مع وطنه في سرّائه وضرائه ولا يقف على الحياد كما فعل البعض والذين سيندمون طويلاً على ذلك الحياد غير المبرر، لأن التاريخ يدوّن اليوم كل الأفعال السلبية والإيجابية في خطوات الثورة التشرينية المجيدة.