بعد 6 عقود من موسوعة ذبحهم في 8 شباط..الشيوعيون الميدانيون في قلب الحراك الثوري التشريني...!

Sunday 9th of February 2020 08:17:44 PM ,

الحريات اولا ,

 فارس كمال نظمي
في هذا المنشور لن اقدم تحليلاً بل توصيفاً أراه ضرورياً لانصاف آخر التنظيمات السياسية العراقية التاريخية العقلانية الساعية للتغيير السلمي وسط صراعات سياسية مزقت نسيج الدولة والمجتمع.

فالحزب الشيوعي العراقي وبعض قادته يتعرضون اليوم لحملة تخوينية شعبوية، بعد فشل تحالف سائرون وتحولات الموقف الصدري، يشنها أفراد "محسوبون" على الوسط المدني واليساري، يتميزون بالتحامل الشخصي وبؤس الثقافة النظرية والافتقار لنظرة شاملة تأخذ بالحسبان كل عناصر الحدث وتفريعاته المتداخلة.
.
في السنوات الخمس الماضية، بدءاً من اندلاع احتجاجات صيف ٢٠١٥ ووصولاً إلى اندلاع الحراك التشريني الثوري ٢٠١٩، مارس الحزب الشيوعي العراقي الميداني في الداخل حيوية فكرية وقدرة متصاعدة على انجاز تكيفات تنظيمية تعبوية جعلته في الصدارة الثقافية والاعلامية والأخلاقية للحدث السياسي رغم محدودية جمهوره وشح موارده وضعف تمثيله السياسي، ورغم التقاطعات السياسية البالغة التعقيد والخطورة المحيطة به بضمنها عمله في بيئة سياسية طاردة لليسار والعقلانية. وهو في ذلك اختار ستراتيجية جدلية جذرية تستند إلى فرضية أن أفضل ما يمكن عمله على درب الشيوعية الطويل، وفي زمن الرثاثة والدين السياسي الفاسد، هو تحييد الخصوم وتمهيد الطرق غير المعبدة سعياً لفتح ثغرات في جدار الوعي الزائف الشاهق مع ما يرافق ذلك من نجاح واخفاق.
وليس سراً نكشفه أن نقول إن الكيان السياسي العراقي الوحيد الذي يمتلك حقاً شروط الهوية الحزبية ببعدها الدستوري والمنهجي، والذي ظل مرابطاً في ساحات التحرير بهويته الوطنية لا الحزبية ليل نهار طوال الشهور الماضية منذ ٢٥ أكتوبر الماضي حتى اليوم، مضحياً بصمت ودون تسويق إعلامي- بالعشرات من أعضائه بين قتيل وجريح ومخطوف ومعتقل (معظمهم من الشباب والفتيان)، هو الحزب الشيوعي العراقي.
وبصرف النظر عن أي اخفاقات سياسية أو أزمات هوياتية مرّ بها هذا الحزب طوال تسعين عاماً، وتلك مسألة تحليلية ليس هنا مقامها، فأن التماسك والإيثار والنبل وطول الأناة والمثابرة والإصرار والتمسك الواقعي المناور والمرن والثابت بحلم التغيير ، التي يمارسها الشيوعيون الميدانيون اليوم داخل العراق (أعضاء وقياديين)، تتطلب شهادة إنصاف وإقرار بكل هذه الفضائل دون أن يلغي ذلك أي خلافات فكرية أو انتقادات موقفية أو مقاربات تحليلية ليست في صالحهم .
فقد شهدت الأيام الأخيرة اشتداد حملات السخرية والتخوين والتأثيم التي يمارسها بتلذذ بعض فرسان الكيبورد من مدنيين و"يساريين" أغلبهم يقطن في المنافي الدافئة، إذ يكرسون وقتهم للتشهير والتهكم والتنكيل اللفظي، ومحاولة التذاكي الأيديولوجي الديماغوجي عبر التلاعب السمج بالمفردات والأفكار والمفاهيم، لإظهار "خطايا" الشيوعيين الميدانيين في الداخل.
هؤلاء يستميتون للبحث عن دور مفقود أو هوية غائبة بعثرتها الأيام، عبر محاولة إظهار أهميتهم المفقودة بتبخيس قيمة الآخرين الفاعلين حقاً في الميدان، مستخدمين منصات التواصل الاجتماعي لممارسة التشهير التسقيطي لبعض الأسماء أو التكفير الأيديولوجي الضمني، دون أن ينتابهم أي شعور بالذنب يدفعهم لترك حياتهم المستقرة والالتحاق بالميدان حيث قنابل الغاز والرصاص الحي والتغييب وغرف التعذيب...!