من طرائف الصحفي صادق الازدي(قرندل)

Sunday 16th of February 2020 07:03:37 PM ,

ذاكرة عراقية ,

حسين الكرخي
عندما دخل الاستاذ الصحفي الرائد صادق الازدي مدرسة الصناعة – قسم النجارة – عام 1931 وفي المرحلة هذه كان يقرا الصحف الفكهة وظل كذلك فقرا جرائد الكرخي وحبزبوز وما يكتبه نوري ثابت في (البلاد) وعندما صدرت جريدة (الناقد) لميخائيل تيسي ارسل اليها كلمة ولما قراها منشورة في العدد التالي لم تعد الدنيا تسعه من الفرح وبعد انقلاب بكر صدقي عمل مصححا في جريدة (الدفاع) التي اصدرها سركيس صوراني وصارت تنطق بلسان قائد الانقلاب

وبعد اغتيال بكر صدقي في الموصل تم نفي صوراني الى سورية وفي الصف الرابع من مدرسة الصناعة عمل في جريدة (الكشكول) التي اصدرها حمادي الناهي بعد انفصاله عن جريدة حبزبوز ثم تركها وعمل محررا في جريدة (بالك) التي اصدرها عبد الحميد فخري ثم تحول اسمها الى (العهد الجديد) وبعد ان انهى دراسته في الصناعة عمل في سلك التعليم بعدها دخل دار المعلمين الريفية وكان من اساتذتها العرب علي حيدر الركابي ومحمد النقاش وبدوي الجبل وفي تلك الاثناء كان ينشر مقالاته الفكهة في الجرائد البغدادية فنصحه اساتذته بترك التعليم ومزاولة الصحافة وهكذا فعل عام 1940 فعمل في جريدة (النديم) لصاحبها ناصر جرجيس ولما قامت حركة مايس الوطنية عام 1941 عمل في جريدة (النهار) لصاحبها عبد الله حسن ثم عمل في جريدة (الاخبار) لصاحبها جبران ملكون الى عام 1952 وكان قبلها قد اصدر مجلته المعروفة (قرندل) عام 1947 واذكر انني نشرت فيها الفصل الاول من كتابي (مجلس الادب في بغداد) استمرت هذه المجلة حتى عام 1958 حيث الغي امتيازها وكانت قبل ذلك قد عطلت خمس مرات وفي الثامن من ايلول 1958 توقفت تماما عن الصدور
بقي ان تعرف ان ابا جعفر يهوى الطرافة ويجيد حبك النكتة وله نوادر وتعليقات ومبادهات كثيرة اذكر منها ما يلي:
ــ من طريف ما ذكره الاستاذ سعاد الهرمزي في واحدة من مقالاته عن ابي جعفر قوله:
اشتهر بطول انفه، وقد دعي يوما للغداء عند احد اصدقائه وفيما هو جالس لاحظ الداعي ان ابنه الصغير دائم التطلع الى انف الضيف فخشي ان يبدي الطفل ملاحظة تؤلم الازدي فظل يحملق في وجه طفله كلما هم بالكلام واخيرا قال الطفل:
- لا تخف يا ابي فانني لن اقول شيئا عن انفه فقط اتفرج عليه!؟
ــ تعرف على احد وزراء العهد السابق الذي اشتهر بالبخل وذلك في احد فنادق دمشق فقال للازدي شاكيا انه لم انم البارحة حتى الصباح من اصوات الصراصر المزعجة في الغرفة فضحك ابو جعفر وقال له.
- "مولانا"! لعد تريد يجيبولك محمد عبد الوهاب يغنيلك للصبح بثلاث ليرات التدفعها يومية؟.
ــ كان – مرة – يشتري (الزوزوات) من سوق الفضل فصادف احد الممسكين من ابناء محلته يعامل على البيض وقد تعرق جبينه فقال له:
- ابو جاسم! "اشوف لو ترجع للبيت وتجيب لك كاسة وياك!؟ فساله :
- ليش ؟ فاجابه – اكو اعرابية دتبيع البيضة الصحيحة بعشرين فلس والمكسورة بخمسصطعش خلي تحطلك جم بيضة مكسورة بالكاسة".
ــ كان مركب الاسنان المرحوم عبد الكريم المراياتي يعالج اسنان الازدي وذات يوم حدثه المراياتي عن زبون اختلف معه على الاجرة بعد ان صنع له (طخما) فاحتدم النقاش واذا بالزبون يعضه بالاسنان التي صنعها له فضحك ابو جعفر وقال – هاي تتسجل! انت اول واحد ينعض بسنونه!!
ــ عندما الزمت احدى الحكومات بعض المنتمين الى احد الاحزاب بنشر (براءة) في الصحف كان من بين النابذين الشاعر حسين مردان وفي مساء اليوم الذي تم فيه نشر البراءة التقى الازدي بصاحبه حسين مردان فقال له:
- ابو علي: هاليوم من الصبح وانت على بالي! فساله – لويش يابه اني على بالك ؟ فاجابه – قريت لك قصيدة اليوم بعنوان (براءة) والى هسه انت على بالي.
ــ زار الصحفي صبيح الغافقي – رحمه الله – زميله الازدي في ادارة مجلة (قرندل) فاتعبه السلم فقال – ابو جعفر! "الواحد لما يجي عليك يخاف لا يوكع من الدرج وتنكسر رجله" ! فاجابه – استاذ صبيح لا تدير بال اذا تنكسر او تنفصخ رجلك المجبر الفني جلال شاكر مو بعيد يداويك بلاش فماكو حاجة تفكر بهالمسألة؟!".
ــ وهذه نادرة وان لم تكن له ولكنها حصلت في ادارة احدى الجرائد التي يعمل بها الازدي تستحق الذكر – كان الصحفي الياس وزير معروفا بين زملائه بالطرونة كالمرحوم عبد المسيح وزير وذات يوم زار الازدي في مقر عمله وكان الصحفي المعروف محمد حامد هناك وروى محمد اثناء وجوده انه اشترى ساعة سويسرية منبهة بخمسة دنانير واذا بالياس وزير يقول له "غلبوك هواية!".
فساله محمد – شلون استاذ".
فاجابة – جيراني اشترى دوه (دواء) سويسري منبه للاعصاب بنص دينار بس؟
عن: كتاب (ظرفاء بغداد) المخطوط