المرأة أيقونة الاحتجاجات في ساحة التحرير

Tuesday 3rd of March 2020 08:25:03 PM ,

الحريات اولا ,

 متابعة الاحتجاج
تنوّعت المشاركة النسويّة بالتظاهرات بتقديم مختلف الخدمات الى جانب المطالبة بحقوقهن المشروعة، فقد برز عدد كبير من المتطوعات في ساحة التحرير، فمنهن من ساعد في إسعاف الجرحى وتضميد المصابين، وأخريات قمن بتحضير الطعام للمتظاهرين، والبعض الآخر أسهمن بتنظيف الشارع وجمع القمامة، وهناك من اجتهدن بصبغ الأرصفة وغيرها من الفعاليات التي لاقت تقديراً واحتراماً من قبل المجتمع.

خلال جولتنا في ساحة التحرير رأينا فتيات بعمر الزهور أمام خيمة نصبت على أحد الأرصفة يحملن الاسعافات الأولية لتقديمها للمصابين بقنابل الغاز مسيل الدموع، وكن حاضرات بشكل يومي ليلاً ونهاراً منهن الطالبات في المرحلة السادسة في كلية الطب - جامعة النهرين يرتدين الصدرية البيضاء متطوعات يحملن الأدوية، والمحلول المتعادل الملحي لغسل العيون، والقطرات، ومعقمات الجروح، وأخريات يتجولن بين المتظاهرين لتوزيع الكمامات لحمايتهم من روائح الغازات المنبثقة من القنابل، فقد أكدت الدكتورة (سؤدد بابان) على توفير المواد الطبية من خلال جمع التبرعات من الطلبة والاساتذة لمعالجة الجرحى وتضميدهم بعناية فائقة قلما نجدها في المستشفيات. وأوضحت هناك تنظيم بدخول سيارة الإسعاف أو التوك توك لإنقاذ المصابين بشكل سريع بين الحشود البشرية الكبيرة .
بينما شاركت الطالبة سهى فاضل محنة كلية التمريض برأيها قائلة: وجودي هنا من أجل مستقبل شبابنا، فقد تعب جيلنا نفسياً، ولكن لا بأس طالما إصرارنا جاء من أجل التغيير سيتحقق حلمنا إن شاء الله، مضيفة وجود المرأة في المظاهرات مثل فارقاً مهماً وأعطى دافعاً للإخوة المحتجين، فقد شاركت متطوعة بتقديم المساعدات الطبية والاسعافات الاولية، لكنني شعرت بالحزن كثيراً عندما اصيبت زميلتي بالغاز المسيل للدموع خلال وجودها بالقرب من جسر الجمهورية ونقلت على إثرها للمستشفى.
فيما شعرت زميلتها (ضحى سامي العبيدي): بالفرح من وجود مئات النساء بين المتظاهرين من مختلف الأعمار والطبقات الثقافية، سواء ممن شاركن بالتبرعات أو دعمن المتظاهرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد جعلت الرجل يدرك أنّها موجودة حيث لم يعد هناك فرق بين متظاهر ومتظاهرة، مضيفة لقد أسهمت مع زميلاتي بالاعمال الخدمية بشكل يومي لنبيّن للعالم أنّنا شعب متحضر.
ناشطات مدنيات نصبن خيمة للمساعدات الأولية بمشاركة عدد من المنظمات تبرعن بإدارة هذه الخيمة وتوفير قناني المياه، والمواد الغذائية، والأغطية، وتجهيز علب البيبسي كولا لاستخدامها لأي طارئ يتعرض اليه المتظاهرون كالغاز المسيل للدموع وإسعافهم بشكل سريع لحين نقلهم الى المستشفى، تقول الناشطة النسوية (رجاء عبد الحكيم) رئيسة منظمة الرحمة لحقوق الإنسان: جاءتنا تبرعات كثيرة بعد نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي واستجابت لنا العديد من المؤسسات، والأشخاص الميسورون لتوفير كل ما نحتاجه، وبعدها تحولت الخيمة إلى عدد من الخيم خصصت لراحة المتظاهرين، وأوضحت عزمنا على شراء ثلاثة مكائن لغسيل ملابس المتظاهرين لحرصنا على أولادنا المحتجين، فضلاً عن توفير ماكنة خياطة تعمل عليها إحدى السيدات لخياطة وترقيع الملابس الممزّقة للشباب جراء تحركهم المستمر وحماسهم
من جهتها أكدت الناشطة (انتصار مبارك) أن أغلب النساء يعملن دون توقف دعما لهم، إذ شكلن عصب الحراك بشكل حقيقي، فالنساء العراقيات لم يشاركن في الثورات فقط وإنما صرن قياديات وأصبحن رمزاً لهذه الثورات الشعبية، وتصف خروج النساء في هذه المواقف يمثل تحدياً كبيراً.
وقفت بين المتظاهرين المهندسة (وسن عبد العال) حاملة لافتة كتبت عليها (أريد حقي) تقول: لم أجد فرصة للتعيين منذ أربع سنوات فقد أصابني اليأس وفقدت الأمل في تحقيق طموحي وبناء مستقبلي، وعندما نشرت صورتي وأنا أرفع اللافتة وردتني رسائل كثيرة من زميلاتي يطالبن بالمشاركة في التظاهرات، لكنهن متخوّفات، وكانت أسئلتهن: هل نستطيع التعبير عن آرائنا للمطالبة بحقوقنا؟ وأكدت بأنّ النساء لديهن قضية كبيرة، والروح المعنوية كانت عالية جداً وهذا مبعث فرح كبير لهن، فقد عززت المرأة موقعها من خلال تقديم الدعم المادي